رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 1 مايو 2024 2:28 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن التحذير من مسالك أهل العصيان

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 23 مارس 2024
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا عزّ إلا في طاعته، ولا سعادة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في ذكره، الذي إذا أطيع شكر، وإذا عُصي تاب وغفر، والذي إذا دُعي أجاب، وإذا استُعيذ به أعاذ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إن لله سبحانه وتعالى مع عباده عادات لا تتغير، وسنن لا تتبدل، قد مضت هذه السنن في المتقدمين، وقصّها الله عز وجل في كتابِه للمعتبرين، وحين ناكفت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبت دعوتَه، وعذبت أتباعه، حذرهم الله تعالى سننه في السابقين، وكما أن القرآن مليء بالتحذير من مسالك أهل العصيان، وبيانِ عاقبتهم، وتفصيل ما أصابهم من عقوبات الدنيا، وعذاب الآخرة أشد وأبقى.
ويكفي العباد تذكيرا يؤدي إلى الخوف والهلع حين يقرأ آيات الله تعالى في المعذبين، وكان من دعاء النبي صلي الله عليه وسلم "اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم" وإن من أسباب النصر هو لزوم طاعة الله تعالى ورسوله، والحذر من المعاصي والتنازع، وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم"رواه احمد، وأيضا لزوم طاعة الأمير، والحذر من الاختلاف عليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال.
"من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني"رواه البخارى ومسلم، وأيضا الصبر على مشاق الجهاد، وخاصة عند لقاء العدو، فعن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له "واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع اليسر عسرا" رواه البخارى ومسلم، وكما أن من أسباب النصر هو الإخلاص لله، فلا يكون المقاتل مجاهدا في سبيل الله إلا بالإخلاص، فعن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" رواه البخاري.
وأيضا الأخذ بأسباب القوة، والإعداد لذلك، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ألا إن القوة الرمي، ألا أن القوم الرمي، ألا أن القوة الرمي" رواه البخارى، وإن من أعظم أسباب الخذلان هو المعاصي والذنوب، فإنها تخون العبد وهو أحوج ما يكون إلى نصر ربه، وإن للشهيد فضائل كثيرة، منها ما صح عن المقدام بن معد يكرب قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " للشهيد عند الله سبع خصال، يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويشفع في سبعين إنسانا من أهل بيته" رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه.
وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما يجد الشهيد من مس القتل، إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة" وقال المناوي الشهيد لا يجد ألم القتل، إلا كما يجد أحدكم مس القرصة، بمعنى أنه تعالى يهون عليه الموت، ويكفيه سكراته وكربه، وعن كعب بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يُرجعه الله تبارك وتعالى إلى جسده يوم يبعثه" رواه احمد، وقد اختلف أهل العلم في هذا الفضل هل هو مختص بالشهداء أم هو لهم ولغيرهم من المؤمنين؟ وعن أنس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما من نفس تموت لها عند الله خير يسُرّها أن ترجع إلى الدنيا الا الشهيد فانه يسره ان يرجع الى الدنيا فيقتل مرة أخرى مما يرى من فضل الشهادة ".

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.