رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 17 مايو 2024 5:45 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن التقي بين سائر الناس

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كانت هناك قاعدة أساسيَة صريحة بالنسبة للحرية الدينية حيث يقول الله تعالى كما جاء في سورة البقرة " لا إكراه في الدين " فلم يأمر الله عز وجل الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم والمسلمون من بعده أحدا باعتناق الإسلام قسرا، كمالم يُلجئوا الناس للتظاهر به هربا من الموت أو العذاب إذ كيف يصنعون ذلك وهم يعلمون أن إسلام المُكره لا قيمة له في أحكام الآخرة، وهي التي يسعى إليها كل مسلم؟ وقد جاء في سبب نزول الآية السابقة أنه كان لرجل من الأنصار من بني سالم بن عوف ابنان متنصران قبل مبعث رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم قدما المدينة في نفر من النصارى يحملون الزيت، فلزمهما أبوهما، وقال لا أدعكما حتى تسلما فأبيا أن يُسلما، فاختصموا إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقال " يا رسول الله، أيدخل بعضي النار وأنا أنظر؟ 

فأنزل الله تعالى " لا إكراه في الدين " فخلَى سبيلهما، وقد جعل الإسلام قضية الإيمان أو عدمه من الأمور المرتبطة بمشيئة الإنسان نفسه واقتناعه الداخلي فقال سبحانه في سورة الكهف " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " ولفت القرآن نظر رسول الله إلى هذه الحقيقة، وبيَّن له أن عليه تبليغ الدعوة فقط ، وأنه لا سلطان له على تحويل الناس إلى الإسلام، فقال تعالي في سورة يونس " أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين " ومن ذلك يتَضح أن دستور المسلمين يرفض رفضا قاطعا إكراه أحد على اعتناق الإسلام، وإن التقي يتميز من بين سائر الناس بهجر فاحش القول من السباب والشتائم، والكذب والإفك، والغيبة والنميمة، والخصومة والمراء والجدل، ويتجنب كذلك الغش والنميمة والزور والبهت، والغدر ونقض العهود، وظلم الناس وأكل أموالهم بالباطل.

وهتك أعراضهم وانتهاك حرماتهم لأنه يخاف عذاب الآخرة، فإن المتقون يوحدون الله، ويحافظون على الصلاة، ولا يبخلون بالزكاة، ويصومون ويحجّون رغبة في تكفير الذنوب وستر العيوب، وطمعا في عفو ورحمة علام الغيوب، والمتقون لا يأكلون الربا، ولا يستحلون الرشوة، ولا يستمعون الغناء، ولا يتنكبون عن طريق الهدى، وهم أيضا يفشون السلام، ويطعمون الطعام، ويصلون الأرحام، ويصلون بالليل والناس نيام طمعا في دخول الجنة دار السلام بسلام، والمتقون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويخلصون النصيحة، ويتواصون بالحق والمرحمة، ويحبون لإخوانهم في الله من الخير ما يحبون لأنفسهم، ويؤثرون طاعة الله ورسوله على طاعة أي أحد من الخلق، ومن صفات أهل التقوى أنهم لا يستهينون بصغيرة من المعاصي، ولا يجترئون على كبيرة. 

ولا يُصرون على خطيئة وهم يعملون، فالمفلحون حقا أيها المسلمون هم المتقون، الذين آمنوا بما غاب عنهم من جنة ونار وحساب وعقاب وراحة ونعيم، فأدوا ما افترض الله عليهم من صلاة وزكاة وصيام وحج وبر ومعاملة بالإحسان والمعروف، لجميع من تربطه بهم روابط الاجتماع، من معاملة أو بيع أو شراء أو خدمة أو قرابة على حد قول الرسول صلى الله علية وسلم "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم".

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.