رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 29 أبريل 2024 6:50 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الخطأ والصواب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ذي الجلال والإكرام حي لا يموت قيوم لا ينام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الحليم العظيم الملك العلام، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله سيد الأنام والداعي إلى دار السلام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان، ثم أما بعد، إن من الأمور الذي تذهب بالحق هو التقليد للآباء والقادة، وهكذا فإن أهل الباطل يواجهون أهل الحق في معركة الصراع المحتدم مواجهة شرسة مستخدمين في ذلك، وسائل متعددة، لعلهم أن يضيفوا أهل الحق إلى صفهم، أو أن يتخلصوا منهم إذا لم يستجيبوا لدعوتهم، ولذلك نجدهم يستخدمون في البداية الإغراء والترغيب، فقد عرضت قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم الجاه والمال والزواج والطب فأبى ذلك كله، ثم يترقون بعد ذلك إلى الحرب الاقتصادية.

وتجفيف منابع المال والفصل من الوظائف، ثم الحرب الإجتماعية المتمثلة بالتشويه وبث الدعايات الكاذبة والسخرية والتحقير، من أجل صد أهل الحق عنه وتحذير الناس من اتباعهم وتكثير سوادهم، ثم يترقون بعد ذلك إلى التهديد، ثم يترقون بعد ذلك إلى النفي والإبعاد، ثم يترقون بعد ذلك إلى القتل والتصفية، كما حصل لبعض أنبياء بني إسرائيل، ولغيرهم من أهل الحق فى كل زمان ومكان، وإن أساليب الماضى هى أساليب الحاضر مع التحديث والترقية، فإن الباطل لن يكف عن مواصلة المعركة ومعادة الحق وأهله، فما موقف أهل الحق في تجاه هذه الحرب الشعواء المستمرة؟ وقبل ذكر هذا الموقف لابد أن نعترف بكل أسى بحقيقتين مُرّتين، الأولى هي أن أهل الباطل أشد حرصا على باطلهم، والدفاع عنه، والتضحية من أجله. 

وتسخير جميع الجهود في نشره وتقوية عوده من كثير من أهل الحق في كل المجالات المتاحة لهم، وهناك فتور وتقاعس عند كثير من أهل الحق تجاه الحق الذي يحملونه، فأين الجد والعمل؟ وأين التضحية والبذل؟ وأما الثانية فهى أن كثيرا من أهل الحق فرقتهم الحزبيات والانتماءات الضيقة التي جعلتهم يدورون في فلكها ويظنون أنها هى الحق وحدها وتركوا جوانب الحق الأخرى، بل تعدى الأمر إلى الصراع والقضاء على أعمال الآخرين العاملين في حقل الحق، ففي الوقت الذي يجتمع فيه أهل الباطل على إختلاف مشاربهم الدينية والفكرية نجد أن أهل الحق يصارع بعضهم بعضا، ومع ذلك لابد من عمل يشترك فيه جميع أهل الحق، على اختلاف توجهاتهم، لكي تتحد الجهود في مواجهة الباطل وأهله. 

فمن ذلك هو التحرك بالعمل الجاد النافع من أجل نصرة الحق فى كل ظرف ووسيلة ممكنة، وعدم ترك الميدان للباطل وأهله، ومن ذلك أيضا هو ترك الغفلة عن أهل الباطل، والفقه بواقع العدو، ومعرفة تخطيطه وتدبيره، لكي تقدر المواجهة على حسب ذلك، فالصراع بين الحق والباطل حقيقة ماثلة للعيان عبر العصور، وفى عصرنا الحاضر شاعت مقولة بأن عصر الأديان قد ولى، وأن الصراعات القائمة ستكون على ا لماديات والمصالح، فكل ما في الدنيا من أقوال وأعمال وآراء وسلوك، فهو متردد بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والخطأ والصواب، لا يمكن أن يخرج شيء في الدنيا عن هذه الأمور، إما أن يكون حقا أو أن يكون باطلا، أو هدى أو ضلالا أو خطأ أو صوابا.

ولا يمكن أن تخلو الدنيا أيضا من هذا أو ذاك فإننا نعلم أن قوام حياة الناس مبنى على مواقف وتصرفات وسلوك وأقوال ومذاهب، وأنه لا بد للبشرية أفرادا وجماعات من مذاهب يعتنقوها، وأشياء يتدينون بها، وأمورا يلتزمونها، وهذه الأشياء منها ما يكون حقا ومنها ما يكون باطلا، إذن إما هذا وإما ذاك، إما قوام حياة الناس مبنى على مواقف وتصرفات وسلوك وأقوال ومذاهب وأنه لا بد للبشرية أفرادا وجماعات من عبادة الله عز وجل.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.