رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 19 مايو 2025 1:41 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن السعدي وعلم الأصول والتوحيد والتفسير

بقلم / محمـــد الدكـــروري 

ذكرت المصادر الإسلامية الكثير والكثير عن الإمام السعدي هو عبد الرحمن بن ناصر السعدي الناصري التميمي، وقيل أنه لما بلغ من العمر ثلاثا وعشرين سنة جلس للتدريس فكان يتعلم ويعلم ويقضي جميع أوقاته في ذلك حتى أنه في عام ألف وثلاثمائة وخمسين صار التدريس ببلده راجعا إليه ومعول جميع الطلبة في التعلم عليه، وكان الشيخ السعدي ذا معرفة تامة في الفقه أصوله وفروعه، وفي أول أمره حيث متمسكا بالمذهب الحنبلي تبعا لمشائخه، وحفظ بعض المتون من ذلك وكان له مصنف في أول أمره في الفقه، ونظم رجز نحو أربعمائة بيت وشرحه شرحا مختصرا، ولكنه لم يرغب ظهوره لأنه على ما يعتقده أولا.

وكان أعظم اشتغاله وانتفاعه بكتب شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم وحصل له خير كثير بسببهما في علم الأصول والتوحيد والتفسير والفقه وغيرها من العلوم النافعة وبسبب استنارته بكتب الشيخين المذكورين صار لا يتقيد بالمذهب الحنبلي بل يرجح ما ترجح عنده بالدليل الشرعي ولا يطعن في علماء المذاهب كبعض المتهوسين، وله اليد الطولى في التفسير إذ قرأ عدة تفاسير وبرع فيه وألف تفسيرا جليلا في عدة مجلدات، فسره بالبديهة من غير أن يكون عنده وقت التصنيف كتاب تفسير ولا غيره، ودائما يقرأ والتلاميذ في القرآن الكريم ويفسره ارتجالا ويستطرد ويبين من معاني القرآن وفوائده، ويستنبط منه الفوائد البديعة والمعاني الجليلة.

حتى أن سامعه يود أن لا يسكت لفصاحته وجزالة لفظه وتوسعه في سياق الأدلة والقصص ومن اجتمع به وقرأ عليه وبحث معه عرف مكانته في المعلومات كذلك من قرأ مصنفاته وفتاويه، وكان غاية قصده من التصنيف هو نشر العلم والدعوة إلى الحق ولهذا يؤلف ويكتب ويطبع ما يقدر عليه من مؤلفاته لا ينال منها عرضا زائلا، أو يستفيد منها عرض الدنيا، بل يوزعها مجانا ليعم النفع، وقد أصيب الإمام السعدي في عام ألف وثلاثمائة وواحد وسبعين من الهجرة، بمرض ضغط الدم وضيق الشرايين، وتوفي عن عمر ناهز تسع وستين عاما في خدمة العلم، وادركتهُ الوفاة قرب طلوع الفجر من يوم الخميس الموافق الثاني والعشرين من شهر جمادى الآخرة عام ألف وثلاثمائة وست وسبعين من الهجرة، في مدينة عنيزة في القصيم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.