رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 17 مايو 2024 5:42 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن المسموح به من الخمر

 
بقلم / محمــــد الدكـــروري

لقد حرمت الشريعة الإسلامية الخمور والمسكرات بكل أنواعها لما فيه الضرر بالإنسان، سواء كانت كمية تعاطية قليلة و كثيرة، وليعلم الذين يجيزون كمية معينة تسمى بالمسموح به من الخمر، أن المشرع هو الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، الذي سوّى في التحريم بين الكثير والقليل، فقال صلى الله عليه وسلم "ما أسكر كثيره فقليله حرام" رواه ابن ماجة، ولم يقصر المسكر على الخمر فقط، بل كل ما يحدث الإسكار، كما قال صلى الله عليه وسلم "كل مسكر خمر، وكل خمر حرام" رواه مسلم، فهل يقابل هذا الوعيد الخطير بلذة زائلة، ومتعة فانية، إن كانت فعلا لذة ومتعة؟ وأيضا فإن هناك آفة أخرى من آفات أكل أموال الناس بترويج الأكاذيب المفتضحة، والأراجيف المستقبحة، عن طريق التأكل من جناية الكتابة الرخيصة، التي أبت إلا أن تأتى على ما تبقى من حصون المسلمين المنيعة. 

والصفوف الخلفية الحامية للشريعة، المتجلية في أعظم الرجال بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا وهم الصحابة الكرام، الذين لهج بهم الوحى، لما حفظوه لنا من الزيف والمين، وجاهدوا في إيصاله لنا ببذل الغالى والنفيس، حتى صار بين أيدينا غضا طريا، كأنما أنزل بالأمس، إنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي عدّلهم الله تعالى من فوق سبع سماوات فقال فى سورة التوبة " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه" وقال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم "خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" متفق عليه، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الأربعة، الذين بشرهم النبى صلى الله عليه وسلم بالجنة فقال "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة" رواه أبي داود. 

فهذا هو الصحابى الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، الذي لو وزن إيمانه بإيمان أهل الأرض لرجح بهم، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والذى قال فيه النبى صلى الله عليه وسلم"لو كنت متخذا من أمتى خليلا لاتخذت أبا بكر، ولكن أخى وصاحبى" متفق عليه، وهذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي رآه النبى صلى الله عليه وسلم في المنام فقال "رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت لمن هذا القصر؟ قالوا لعمر، فذكرت غيرته فوليت مدبرا" فبكى عمر بن الخطاب وقال "أعليك أغار يا رسول الله" متفق عليه، وهذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذى اعتبره النبى صلى الله عليه وسلم أشد أمّته حياء، وقال صلى الله عليه وسلم فيه "ألا أستحيي من رجل تستحيى منه الملائكة" رواه مسلم. 

وهذا هو الإمام على بن أبى طالب رضي الله عنه، الذى بين مكانته النبى صلى الله عليه وسلم فقال فيه "أنت مني وأنا منك" رواه البخارى، وقال صلى الله عليه وسلم له "أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى" متفق عليه، فهؤلاء هم الخلفاء الراشدون، حملة ألوية الدين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بهذه المكانة العالية التي شهد بها القرآن والسنة، يلقون من بعض الأقلام المأجورة الطعن والتنقيص، بل السب والشتم، بل ولقد شرعوا قبل ذلك في تشويه صورة أوعية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم الإمام البخارى، فلما أعياهم ذلك، دلفوا إلى الصحابة الكرام، فبدأوا بأبي هريرة رضي الله عنه، وطعنوا في كثرة رواياته للحديث، غيظا وحنقا أن يتميز هذا الصحابى الجليل بهذه المنقبة العظيمة، فلما لم يجدوا لسمومهم أثرا. 

أخذوا يجرحون في أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، ويرمونها بأقبح الصفات، وأرذل النعوت، ثم تفرغوا إلى الصحابى الجليل عثمان رضي الله عنه، وجعلوا منه محرضا على الفتنة، لما أمر بحرق المصاحف سوى المصحف الإمام، الذي يوجد اليوم بين أيدينا سالما محفوظا كما أراده ربنا عز وجل، وتناسوا أن هذه من أعظم مناقب هذا الرجل الصالح، الذي قيضه الله تعالى، ليحقق به مقصد الآية الكريمة كما جاء فى سورة الحجر" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.