رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 3 مايو 2024 6:26 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الوقوع في المعصية بعد الإعتصام

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 4 إبريل 2024

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، الحمد لله ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، الحمد لله الذي جعلنا من عباده المسلمين، الحمد لله الذي جعلنا من عباده المصلين، نسأل الله أن يثبتنا على ذلك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وعلى آله وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد إنه ينبغي لنا أن نبرأ من حال من وصف الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله "ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين" وإنه ينبغي لنا أن ندرك أن الحرمان من الطاعة بعد التوفيق إليها وأن الوقوع في المعصية بعد الإعتصام منها نوع من عدم رضوان الله عز وجل على العبد. 

ونوع من حرمانه من قبول العمل لأن الله عز وجل قد وعد ووعده الحق أن الطاعة تولد الطاعة، وأن الذى يجاهد في سبيل الله وطاعته أنه عز وجل يسهل له الطريق، ويمهد له السبيل فيقول تعالى "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين" هكذا وعد الله تعالى فإن كنا صادقين في جهادنا لأنفسنا واجتهادنا في طاعة الله فإن الله عز وجل يسّر لنا امرنا وجاعل لنا عاقبة أمرنا خيرا لنا من عاجلتنا وجاعل خير أعمالنا خواتيمها وجاعل كل يوم من الأيام زيادة في الخير والطاعة والقرب له سبحانه وتعالى، ولذلك ينبغى لنا أن نتذكر أن الارتداد على الأعقاب وأن المخالفة بعد الطاعات، وأن الوقوع فى المعاصي بعد المداومة على الخيرات هو من أعظم البلاء، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن القيم رحمة الله عليه. 

إن أعظم ما يبتلى به العبد وقوعه في الذنب، وأعظم من ذلك أن لا يشعر بأثر الذنب فذلك موت القلوب، وهو أعظم بلية يبتلى بها الإنسان في هذه الدنيا ولنعلم أن الأيام تنقضي، وأن الأعمار تفنى، وأن الأجل يقدم، وأن الإنسان إذا وفق للطاعات اليوم فقد يحرم منها غدا إما بمرض أو بعجز، وإما بقهر وإما بسبب من الأسباب، فيقول تعالى "واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون" ولنعلم أن هذا الأمر الذى يقع فيه كثير من الناس عاقبته إنها تعود على الإنسان نفسه، فالله عز وجل غني عن طاعة الطائعين مستغن عن عبادة العباد فقال سبحانه في الحديث القدسي الصحيح المعروف "يا عبادى لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. 

ولو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا، فهو سبحانه الغنى ونحن الفقراء إليه فإن أطعناه في ذلك طمأنينة في قلوبنا وانشراح لصدورنا وسعادة لنفوسنا وبركة فى أموالنا وأوقاتنا وذرياتنا وحسن عاقبة في آخرتنا بإذن الله عز وجل، وإن عصيناه، لا قدر الله فإن ذلك ظلمة في القلب وضيق في الصدر وهم وغم، لأن الله عز وجل قال "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا" فكيف لو أراد الله عز وجل، قضى أن يعاقب كل أحد على معصيته لكان كما قال الله تعالى "ما ترك على ظهرها من دابة" فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين إنك أنت الغفور الرحيم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.