رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 26 أبريل 2024 10:17 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن حامل لواء البلاغة وفارس النظم

بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن أئمة الإسلام والمسلمين والذي كان من بينهم الإمام الحريري، وأما عن أقوال العلماء في الحريري، فقد قال عنه الذهبي أنه حامل لواء البلاغة، وفارس النظم والنثر، وقال عنه أبو العباس الشريشي عنه أنه كان آخر البُلغاء وخاتمة الأدباء، أولهم بالاستحقاق، وأولاهم بسمة السباق، والفذ الذي عقمت عن توءمه فتية العراق، وفارس ميدان البراعة، ومالك زمام القرطاس واليراعة، والمُلبي عند استدعاء دُرر الفقر بالسمع والطاعة، أبو محمد القاسم بن علي الحريري، سقى الله ثرابه صوب رحماه، وكافأ إحسانه في الثناء عليه بحسناه، ولم يُبق في البلاغة متعقّبا، ولا للريادة مترقبا، لا سيما في المقامات التي ابتدعها، والحكايات التي نوعها وفرعها. 

والمُلح التي وشحها بدرر الفقر ورصعها، وقال عنه ياقوت الحموي كان غاية في الذكاء والفطنة والفصاحة والبلاغة، وله تصانيف تشهد بفضله وتقر بنبله، وكفاه شاهدا كتاب المقامات التي أبر بها على الأوائل وأعجز الأواخر، وكان مع هذا الفضل قذرا في نفسه وصورته ولبسته وهيئته، قصيرا دميما، بخيلا، مبتلى بنتف لحيته، وكما قال عنه ابن السمعاني عن الحريري لو قلت إن مفتتح الإحسان في شعره، كما أن مختتم الإبداع في نثره، وأن مسير الحُسن تحت لواء كلامه، كما أن مخيم السحر عند أقلامه لما زلقت من شاهق الإنصاف إلى حضيض الاعتساف، وكما قال ابن السمعاني عنه أيضا هو أحد الأئمة في الأدب واللغة، ومن لم يكن له في فنه نظير في عصره، فاق أهل زمانه بالذكاء والفصاحة وتنميق العبارة وتجنيسها. 

وكان فيما يُذكَر غنيا كثير المال، وقال العماد في كتاب الخريدة لم يزل الحريري صاحب الخبر الذي ينقل الأخبار للخليفة بالبصرة في ديوان الخلافة، ووجدت هذا المنصب لأولاده إلى آخر العهد المقتفوي، وقال عنه ابن فضل الله العمري في كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، هذا والدهر من دواته، والناس سواء في عدم مساواته وهو مادة الأدب، الذين ينسلون إليه من كل حدب، إلا أنه لم يقدر أن يكون مكلفا، ولا استطاع أن يكون لغير أمالي خاطره متلقفا، وهذا مذهب غير مذهب كتاب الإنشاء المكلفين اتباع غرض غيرهم، حتى يقسروا خواطرهم على ذلك على أن الرجل فضله عظيم، ومثاله الدهر به عقيم، وقدره جليل، ونظيره قليل منبع الفضائل ونبعتها، وصيت الفواضل وسمعتها توقته الأعداء سماما. 

وألقته الأولياء سهاما وكان معدن كل نائل، وموطن كل طائل باري غرب يريش ويبري، ويجيش قليب حاطره ويجري، أبرز ما لم يستطعهُ الأوائل، وأحرز قصبات السبق على كل قائل.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.