رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 18 مايو 2024 1:48 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن حب الوطن من الإيمان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ضرب لنا أبطال قواتنا المسلحة الباسلة وأبطال الشرطة البواسل، مثالا طيبا من أروع الأمثلة في الحفاظ على الوطن والتضحية من اجله فقد ضحوا بكل عزيز وثمين من اجل وطنهم حتى ضحوا بأرواحهم على مدى العصور والأزمان ولازالوا يتسابقون ويتسارعون إلى حمايته والتضحية من اجله، فما اقوي عزيمتهم وما أعظم وفائهم وصدقهم وحبهم للوطن فان كان اغلي ما يملكه الإنسان روحه التي بين جنبيه، فقد قدموها دفاعا عن الوطن أمرا يحتم علينا أن نكون خلفهم صفا واحد مترابطا متماسكا مستعدا للتضحية في سبيل وطنه بكل غال ونفيس، وإن حب الوطن من الإيمان، هي كلمة مأثورة حكيمة، جارية على ألسنة عامة الناس وخاصتهم من عقلاء ومفكرين، وحكماء ومثقفين، وهي بالنسبة للمسلم ذات معنى كبير، ومغزى عميق. 

ذلك أنها تعني أولا الوطن الذي ولد فيه آباء المرء وأجداده، وينتسبون إليه وينتمون أبا عن جد، وخلفا عن سلف، ويرتبطون بأرضه ارتباط الولاء والإخلاص والوفاء له، والتعلق به والجهاد في سبيله، والتضحية من أجله بكل نفيس وثمين طيلة قرون وأجيال، وكان حب الوطن من الإيمان، وكانت هذه العبارة المأثورة الحكيمة كلمة صدق وحق في مبناها ومعناها، بغض النظر عن كونها ليست حديثا نبويا صحيحا في لفظها ونصها، وكانت كلمة حق في نطقها ومضمونها، لأن وطن المسلم بلد للإسلام، وأرض للتوحيد والإيمان، ومجال لصالح الأعمال، فحبه هو في الحقيقة والعمق حب لدين الإسلام، ولغة القرآن، ولشرعه السمح الحكيم، ولأخلاقه وقيمة المثلى، وفضائله ومثله ا لعليا، وحب لأمته المسلمة المؤمنة، المجاهدة في سبيل دينها وعزتها وكرامة وطنها الصامدة. 

في الحفاظ على سيادتها ووحدتها، الساعية في تحقيق النهضة الشاملة لبلادها وشعوبها في كل مجال، وإن حب الوطن من الإيمان هى كلمة حق  وصدق  يراد  بها الإخلاص والتجرد والانتماء والتضحية، فموطن الإنسان منا أحب إليه من نفسه وولده وأغلي عنده من ماله وكل ما يملك لذلك عد رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي يموت في سبيل الدفاع عن أرضه من الشهداء، وقرنه مع الدفاع عن النفس والمال والعرض والأهل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد " أبو داود والنسائي والترمذي، وعن سعيد بن زيد، قال صلى الله عليه وسلم " من قتل دون مظلمته فهو شهيد ومن قتل دون أرضه فهو شهيد " ولما خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم. 

مهاجرا من مكة إلى المدينة، وكما روي عنه فقد وقف علي الحزورة وهو سوق، ونظر إلى البيت وقال صلى الله عليه وسلم " والله إنك لأحب أرض الله إلي وإنك لأحب أرض الله إلى الله ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت منك " رواه الترمذي والنسائي، ورغم فساد أهلها وظلمهم له ومحاربتهم لدعوته ولكن الرسول صلي الله عليه وسلم يعطينا درسا في الانتماء فيقول في رواية أخري صلى الله عليه وسلم " ما أطيبك من بلد وأحبك إلي ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك " قاله لمكة، رواه الترمذي، وهذا يشير إلى مدي حب رسول الله صلي الله عليه وسلم لبلده مكة المكرمة موطن ولادته ونشأته وفيها البيت الحرام ولأنها منزل الوحي ولأن بها الأهل والأقربين ولأن بها مآثر نبى الله إبراهيم عليه السلام.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.