رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 17 مايو 2024 11:08 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن سمات رسول الله محمد

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 2 مايو 2024

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، ثم أما بعد لقد كان من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم، التواضع، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبعد الناس عن الكبر، فقد كان يجيب دعوة من دعاه، ويعود المريض، سواء كان حرا أم عبدا، غنيا أم فقيرا، وإن من رحمة الله تعالى، وعدله في تشريعه أن كل إنسان مسؤول عن عمله وفعله وإثمه، فلا يؤخذ أحد بجريرة غيره، ولا يسأل أحد عن فعل غيره، ولا تجني كل نفس إلا عليها، فلا يؤخذ القريب بجناية قريبه، ولا تعاقب القبيلة بجريرة واحد منها، لا في الدنيا ولا في الآخرة.

ولقد اصطفى الله عز وجل النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، من ذرية آدم عليه السلام ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، وخصّه من بين الأنبياء والرسل بالكثير من الفضائل، مصداقا لقوله تعالى فى كتابة العزيز "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض، منهم من كلم الله، ورفع بعضهم درجات" وأن معرفة هذه الفضائل هو تقوّي إيمان العباد برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتزيد محبته في قلوبهم، فهو سيد الخلق أجمعين، حيث أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه سيّد ولد آدم، مصداقا لما رُوي عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال " أنا سيدُ ولد آدم ولا فخر" وأن السيّد هو من اتصف بأعظم الأخلاق، وأكمل الصفات، ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو أفضل الخلق في الدارين الدنيا والآخرة، فبما أنه اتصف بالأخلاق والصفات العظيمة في الدنيا. 

فقد استحق الدرجات العلى في الآخرة، وقد صرّح رسول الله صلى الله عليه وسلم، بذلك ليخبر أمته بعظم منزلته عند ربه عز وجل، ولأن غالبا ما يكون ذكر الإنسان لمحاسنه ومناقبه على سبيل الافتخار، وقد أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يزيل وهم من ظن من الجهلة أنه يذكر ذلك افتخارا، فقال صلى الله عليه وسلم "ولا فخر" ولقد حث الإسلام على رحمة الصغير والكبير والضعيف، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال " ليس منا من لم يوقر الكبير، ويرحم الصغير، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر" رواه أحمد والترمذي، وإن الرحمة خلق عظيم، ووصف كريم، أوتيه السعداء، وحرمه الأشقياء، وإن الرحمة ضاربة في جذور المخلوقات، ومختلطة بكيان الموجودات الحية. 

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة في الأرض، فبها يتراحم الخلق، حتى إن الفرس لترفع حافرها، والناقة لترفع خفها مخافة أن تصيب ولدها، وأمسك تسعة وتسعين رحمة عنده ليوم القيامة"  رواه البخاري، فالله عز وجل هو الرحمن الرحيم، وإن الرحمة هى صفة كمال في المخلوق يتعاطف بها الخلق، ويشفق القوي على الضعيف، فيحنو عليه بما ينفعه، ويمنع عنه شره، ويتواد بها بنو آدم، فالرحمة في الفطرة التي خلقها الله، ولكن قد تطمس الفطرة بالمعاصي، فتكون الرحمة قسوة جبّارة ضارة، ومع أن الرحمة فطرة مستقيمة، وصفة عظيمة فطر الله عليها، فقد أكدها الإسلام، وأوجب على المسلمين التحلي بالرحمة والاتصاف بها.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.