رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 7:50 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن شباب دافعوا عن الإسلام

  
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إنه حين يكثر الفساد، ويؤذى أهل الخير والصلاح فإن الخوف من العذاب هجيرا أهل البصائر، فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وتسلحوا بالإيمان والعمل الصالح فإن الأرض تموج بالفتن والمحن، وإن المفاصلة بين أهل الحق وأهل الباطل تتصاعد، وإن أمامكم فتنة القبر، وفزع الحشر، وشدة الحساب، ومجاوزة الصراط، ولا ثبات في كل ذلك إلا بالله تعالى، فهؤلاء شباب قامت عليهم الدعوة، وحاربوا من أجل إعلاء قول لا إله إلا الله محمد رسول الله، فأول سفير يتحدث باسم الإسلام خارج أرض الإسلام كان شابا في ريعان الشباب في العشرينات من عمره، استطاع هذا الشاب بلغة لم ولن تعرف الدبلوماسية المعاصرة لها مثيلا على الإطلاق إنه جعفر بن أبي طالب حين تحدث بين يدي النجاشي في بلاد الحبشة.

وأول فدائي في الإسلام كان شابا في الثالثة والعشرين من عمره حين نام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم وقد قدم روحه رخيصة لنصرة هذا الدين وللذود والذب عن سيد النبيين وإمام المرسلين، إنه الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه، ولقد أعطي النبي صلى الله عليه وسلم الشباب الثقة ومنحهم المسئولية خلافا لما يعيشه كثير من الناس اليوم، وإن النبي صلى الله عليه وسلم قد منح زيد بن حارثة وهو شاب وجعفر بن أبي طالب وهو شاب وعبد الله بن رواحة، وهو شاب منحهم الثقة، وسلمهم قيادة جيش مؤتة وما أدراك ما مؤتة أول معركة بين المسلمين والرومان، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى أسامة بن زيد قيادة جيش فيه رجال من كبار الصحابة أمثال أبي بكر وعمر رضي الله عنهم.

وقد كان عمر أسامة آنذاك ثماني عشرة سنة، فيأتيه أهل اليمن فيقولون يا رسول الله أرسل لنا من أصحابك رسولا يعلمنا ويفقهنا في الدين، فيتلفت صلى الله عليه وسلم فإذا أصحابه شباب، فتقع عينه على معاذ رضي الله عنه وهو في الثامنة عشرة من عمره، فيرسله معلما إلى اليمن، ويقول له "إنك ستأتي قوما أهل كتاب يعني ليسوا بمسلمين فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن هم أجابوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، إلى آخر توجيه النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه، وهذا صحابي أسلم مبكرا قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وكان ممن هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية وصبر على الأذى واعتنق الإسلام. 

معتقدا وعملا صالحا وحمل الإسلام بين جنبيه وحفظه أمانة صادقة تمشي على الأرض فلقبه صلى الله عليه وسلم بأمين هذه الأمة، أنه أبو عبيده عامر بن الجراح ومن حسن إسلامه وقوة عزيمته أنه ثبت في غزوة أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انهزم الناس وقد غارت في وجنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم حلقتان من حلق المغفر فلما أقبل الصديق يريد أن ينتزعها قال له أقسم عليك أن تترك لي فتركه فخشي أبو عبيدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إن اقتلعهما بيده أن يؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعض على أولاهما بثنيته عضا قويا فاستخرجها ووقعت ثنيته ثم عض على الأخرى بثنيته الثانية، فاقتلعها فسقطت ثنيته الثانية وسلم ولكن ثغره حسُن بذهابهما.

حتى قيل "ما رُؤي هتم قَط أحسن من هتم أبي عبيدة " فهذه التضحية بثنيته فما كان الجزاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن بشره بالجنة في جملة العشرة فقال صلى الله عليه وسلم "وأبو عبيدة بن الجرّاح في الجنة"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.