رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 5 مايو 2024 1:02 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن شهامة ومروءة رسول الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، الذي كان من كمال خلقته صلى الله عليه وسلم وصورته وجماله بأنها تناسب أعضائه وحسنه صلى الله عليه وسلم فقد جاءت الآثار الصحيحة المشهورة بذلك وكثر الواصفون لحسن جماله صلى الله عليه وسلم ومنها أنه كان أبيض مشربا بالحمرة، أزهر اللون، ظاهر الوضاءة، واسع الجبين، كث اللحية سخل الخدين، أبيض الأسنان.
إذا تكلم كأن النور ينهمر من فمه ويكفي في وصفه صلى الله عليه وسلم قول أبو هريرة رضي الله عنه ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه، ووصفه صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فقال كان رسول الله فخما مفهما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر" فذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلئن أعطي سيدنا يوسف عليه السلام شطر الجمال فقد أعطي محمد صلى الله عليه وسلم الحسن كله، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد يقول الإمام ابن حجر قوله، بأنه قيل يا رسول الله استسقي الله لمُضر فإنها قد هلكت، إنما قال لمضر لأن غالبهم كان بالقرب من مياه الحجاز.
وكان الدعاء بالقحط على قريش وهم سكان مكة فسرى القحط إلى من حولهم، فحسن أن يطلب الدعاء لهم، ولعل السائل عدل عن التعبير بقريش لئلا يذكرهم فيذكر بجرمهم، فقال لمُضر ليندرجوا فيهم، ويشير أيضا إلى أن غير المدعو عليهم قد هلكوا بجريرتهم، وقد وقع في الرواية الأخيرة وإن قومك هلكوا، ولا منافاة بينهما لأن مُضر أيضا قومه، وقد تقدم في المناقب أنه صلى الله عليه وسلم كان من مُضر، قوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمضر" إنك لجريء" أي أتأمرني أن أستسقي لمضر مع ما هم عليه من المعصية والإشراك به" فالنبي صلى الله عليه وسلم رغم عداوة قريش وإيذائها للمؤمنين، لما جاءه أبو سفيان يطلب منه الاستسقاء لم يرفض لحُسن خلقه، وشهامته، ورغبته في هدايتهم، ولأن الشهامة من مكارم الأخلاق الفاضلة.
وأنها من صفات الرجال العظماء، وأنها تشيع المحبة في النفوس، وتزيل العداوةَ بين الناس، وفيها حفظ الأعراض، ونشر الأمن في المجتمع، إنها علامة على علو الهمة، وشرف النفس، وإن هناك وسائل معينة على اكتساب صفة الشهامة، ومنها الصبر، حيث قال الراغب الأصفهاني "الصبر يزيل الجزع، ويورث الشهامة المختصة بالرجولية" وكذلك الشجاعة، وعلو الهمة وشرف النفس، وإن من سجايا الإسلام هو التحلي بكبر الهمة، مركز السالب والموجب في شخصك، الرقيب على جوارحك، وكبر الهمة يجلب لك بإذن الله خيرا غير مجذوذ، لترقى إلى درجات الكمال، فيجري في عروقك دم الشهامة، والركض في ميدان العلم والعمل، فلا يراك الناس واقفا إلا على أبواب الفضائل، ولا باسطا يديك إلا لمهمات الأمور، وأيضا العدل والإنصاف، ومصاحبة ذوي الشهامة والنجدة، والإيمان بالقضاء والقدر.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.