رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 9:44 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن صفة عظيمة في حياة المؤمن

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 3 ديسمبر
الحمد لله الذي جعل حب الوطن أمرا فطريا والصلاة والسلام على من ارسله الله تعالى رسولا ونبيا وعلى آله وصحابته والتابعين لهم في كل زمان ومكان، أما بعد إذا كان العمل بهذه الأهمية والمكانة في الإسلام فإن له آدابا وواجبات ينبغي لكل مسلم أن يلتزم بها وهو يقوم بأي عمل من الأعمال، فعليه ابتداء أن يتقن عمله، وتلك صفة عظيمة في حياة المؤمن فالإسلام يحض على إحسان العمل وزيادة الإنتاج والاجتهاد، ويعد ذلك أمانة ومسؤولية في عنق العامل أو الموظف، فليس المطلوب في الإسلام القيام بالعمل فحسب بل لا بد من الإخلاص والإتقان والإجادة فيه وأدائه بكل أمانة فذلك سبب للوصول إلى محبة الله تعالى ومن أحبه الله هداه واجتباه، وحفظه ووقاه وأسعده في الدنيا والآخرة.
لذلك كانت مطالبة الرسول صلى الله عليه وسلم بالإتقان في الأعمال، وإن الصبر والمثابرة عملية لا بد منها، والتشجيع على الإتقان، هم يقولون الآن جائزة الجودة النوعية ستمنح هذه السنة، مسابقة المصانع ومسابقة المؤسسات ومسابقة الشركات، ومسابقة المدارس، ومسابقة الجامعات، أحسن كلية، وهذا كله من باب الحث على العملية، وهو نظام التشجيع والتحفيز مهم، ثم لا بد أن يكون عندنا اقتباس من المتخصصين، أو المتفوقين، يقولون لك تفوقت سويسرا في صناعة الساعات والشوكلاته، تفوقت ألمانيا في صناعة السيارات، تفوقت الصين في المصنوعات الخفيفة، تفوقت كذا، وهذا شيء نحتاج إلى تعلم أسبابه، لماذا تفوقوا، وما هي الأسباب ؟ وهل نستطيع أن نأخذ هذه الأسباب ونتبناها.
وما هو تصورنا للمستقبل بغير إتقان وجودة، في عالم التنافس، وهل يمكن أن نتفوق ؟ الجواب لا، فالجودة ليس شرط أن تكون في أغلى شيء، قد تأتي الفكرة الجيدة رخيصة الثمن لكن جيدة المفعول، وقد عرض مصنع ألماني جائزة لأحسن فكرة في اكتشاف العلب الفارغة التي تخرج على مسار المنتجات قبل تعبئتها في الصناديق الكبيرة، فينتج مثلا الصابون، ثم يُعلب في كراتين صغيرة، علب صغيرة، ثم تملى بها الصناديق الكبيرة ثم تشحن، يحدث أحيانا أن العلبة تخرج فارغة، فاتت العلبة قبل أن تدخل فيها الصابونة، فقدموا فيها اقتراحات، ففاز بالجائزة شاب هم اشترطوا أرخص فكرة وتؤدي النتيجة والمفعول، اقترح وضع مروحة في مكان معين على هذا المسار.
فإذا جاءت العلبة الفارغة، ذهب بها الهواء، قد يتصور بعضهم أن مثل هذا يحتاج إلى كمبيوترات كثيرة وقياسات وأوزان وأشياء، ليست الجودة مقتصرة على المنتج، اليوم يا جماعة لما يتحدثوا في قضية الجودة، ينطلقون من قضية إرضاء العميل، وهذا هو المعتقد الغربي السيئ المادي البحت، واعلموا يرحمكم الله أن اجتماع الهموم كلها على مرضاة الله تطيب الحياة، وتجعل في القلب حياة، وهي أنس بالمحبوب، ومن تشعبت به همومه عُذب بها فأهلكته، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم " من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديته هلك" رواه ابن ماجه.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.