رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 25 أبريل 2024 9:03 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن ضرار بن الأزور

 

 

بقلم محمد الدكروري 

 

هو مجاهد من المجاهدين، وصحابى من الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ألا وهو ضرار بن الأزور وهو مالك بن أوس بن جذيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن أسد بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الأسدي، وهو صحابي جليل، ويكنى بأبى الأزور، ويقال أبو بلال، وهو الفارس الذي أسماه الروم، الشيطان عارى الصدر، وقد أطلقوا عليه هذا الإسم لأنه كان يقاتل تحت درعه حتى إذا شعر بثقل حركته خلع درعه وخلع قميصه ليقاتل عاري الصدر خفيف فيضرب في العدو يمينا ويسارا، وكان فارساوشاعرا، وكان ثري المال وصاحب جاه وسيد في قومه، وتهابه الأعداء، وقد ترك ماله وثروته ليلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويسلم فكان نصرا للإسلام وهلاكا على الأعداء من بطولاته إنه واجه جيشا للروم وحده وفعل بهم الأفاعيل وأصاب فيهم مقتلة عظيمة فأطلقوا عليه الشيطان ذو الصدر العاري، وقد ترك الدنيا ومتاعها ليعيش متعة الحق في دين الإسلام، وقد أسلم ضرار بن الأزور الأسدى، بعد الفتح، وقد كان له مال كثير، وقيل إن له ألف بعير برعيانها، فترك جميع ذلك، وأقبل على الإسلام بحماسة ووفاء، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "ربح البيع" ودعا الله ألا تغبن صفقته هذه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ما غُبنت صفقتك يا ضرار" وقيل إنه كان فارسا شجاعا، شاعرا، وإنه من المحاربين الأشداء الأقوياء ومحبي المعارك، ويقول بعضهم إن ذكر اسمه كان كافيا ليدُب الرعب في قلوب الأعداء، وله مكانة عند النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يثق به، فيرسله إلى بعض القبائل فيما يتصل بشؤونهم، وقد أرسله ذات مرة ليوقف هجوم بني أسد، فقد شارك كقائد في العديد من الغزوات، كحرب المرتدين، وفتوح الشام، وكان من المتعهدين للوقوف فى وجه الروم وذلك عندما وقف عكرمة بن أبي جهل يقول "من يبايع على الموت" فكان ضرار بن الأزور، أول من استجاب له وأخذ يشجع الناس على الصبر والثبات، وقيل أن ضرار بن الأزور الأسدي، قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روى عنه عبد الله بن سنان، وأبو وائل شقيق بن سلمة، ويعقوب بن بجير، وقد كان ضرار، هو أحد الشعراء الأبطال، وقد روى البخاري في تاريخه من طريق هارون بن الأصم، بأنه جاء كتاب عمر بن الخطاب، بسبب ما فعله ضرار وقد مات ضرار، فقال خالد بن الوليد، ما كان الله ليخزي ضرارا، وشرح هذه القصة ما أورده يعقوب بن سفيان في تاريخه بسند له، وهو أن خالد بن الوليد قد أرسل ضرار بن الأزور، في سرية فأغاروا على حي فاخذوا إمرأة جميلة، فسأل ضرار أصحابه أن يخصوه بها ففعلوا، فوطئها ثم ندم فقدم على خالد بن الوليد، فقال له، قد طيبتها لك، فقال، لا حتى تكتب إلى عمر بن الخطاب، فجاء كتاب عمر بن الخطاب، أن ارجمه، فمات ضرار قبل الكتاب، ويقال أنه هو الذي قتل مالك بن نويرة بأمر من خالد بن الوليد،وهو البطل الذى تبعته كتيبة كاملة من جيش الروم بعدد ثلاثون مقاتل تحاول القضاء عليه، وهنا يخلع درعه من صدره، ويرمى الترس من يده و يخلع قميصه فزادت خفته وقوته، وانطلق إلى الكتيبة الرومية فقتل منهم عددا كبيرا وفر الباقون، فانتشرت أسطورة في جيش الروم عن الشيطان عاري الصدر، إنه ضرار بن الأزور، وقد كان ذلك في معركة أجنادين التي وصل فيها ضرار بن الأزور، رضي الله عنه، إلى قائد الروم، وردان، وعندما شاهده عرف من تلقاء نفسه أنه الشيطان عاري الصدر، ودارت مبارزة قوية بينهما، فأخترق رمح ضرار صدر وردان، وأكمل سيفه المهمة وعاد برأس وردان، إلى المسلمين، وعندئذ انطلقت من معسكر المسلمين صيحات الله أكبر الله أكبر الله أكبر، وفي معركة مرج دهشور، أنه قد قابل ضرار بن الأزور، أحد قادة الروم، ويدعى بولص كان يريد الثأر لوردان ، وبدأت المعركة بينهما ، فحين وقع سيف ضرار على رقبة بولص نادى على خالد بن الوليد، وقال له يا خالد أقتلني أنت، ولا تدعه يقتلني، فقال له خالد بن الوليد، بل هو قاتلك وقاتل الروم، وقد كان ضرار بن الأزور، سببا في تثبيت المسلمين في معركة اليمامة التي كانت من أحد أهم المعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام، فقد استشهد فيها الكثير من الصحابة، وهي من حروب الردة في العام الثانى عشر، للهجرة بقيادة عكرمة بن أبي جهل، وقد قاتل هناك قتالا شديدا حتى أصيب في ساقيه الإثنتين ولكنه إستكمل القتال على ركبتيه ولكنه تعافى بعد ذلك، وفي معركة اليرموك، كان ضرار بن الأزور، أول من بايع عكرمة بن أبي جهل، وذهب مع أربعمائة من المسلمين، واستشهدوا جميعا إلا ضرار، وقد ذهب ضرار مع كتيبة من المسلمين لمعرفة أخبار الروم ، فقاتل الروم ويقال قتل منهم أربعة مائة ولكنه وقع أسيرا، فبعث المسلمين كتيبة لتحريره ومن معه، وبالفعل حرروهم وعادوا معهم، وقد شارك أيضا ضرار في فتح دمشق مع خالد بن الوليد رضي الله عنهم، ثم توفى ضرار بن الأزور في منطقة غور الأردن، ويرجح أنه مات في طاعون عمواس، ودُفن هناك وسميت هذه المدينة باسمه ضرار، وقد قيل بأن اخته هي السيده خولة بنت الأزور، رغم أن العديد من المؤرخين ينفون وجود هذه الشخصية، وخولة بنت الأزور هي شخصية عاشت خلال فترة الخلفاء الراشدين، وكان حسب الرواية أن خولة بنت الأزور، كانت مقاتلة وشاعرة من قبيلة أسد، وتصور خولة كأشجع نساء عصرها، وتوفيت آخر عهد الخليفه عثمان بن عفان، وفي شعرها جزالة وفخامة وأكثره في الفخر، وقد كان له رضي الله عنه قصة في غاية اللطف في معركة أجنادين إذ علم القائد خالد بن الوليد بوجود مؤامرة من قبل قائد الروم وردان، لقتله عن طريق استدراجه للتفاوض ثم الهجوم عليه بمفرزة من الروم تكون كامنة في مكان مخفي، وجاء وقت المعركة واصطف الجيشان وطلب وردان، قائد الروم أن يتقدم له القائد خالد بن الوليد، فتقدم له وهجم وردان على القائد خالد بن الوليد، فصد خالد هجومه وحمل عليه وإذا بالمفرزة الرومية تأتي من خلف تلة قريبة وكان القائد خالد بن الوليد قد أوكل لضرار بن الأزور، قيادة مفرزة من جند المسلمين لتصد هجوم مفرزة وردان الغائلة، واقتربت مفرزة الروم وسيف الله خالد بن الوليد يقاتل وردان والقلق يساوره بسبب عدم ظهور ضرار وجنده حتي إذا اقترب الروم وأيقن خالد بن الوليد أنه لامحالة مقتول أو مأسور، هنا خلع قائد المفرزة خوذته وألقى دروعه وخلع قميصه ليصبح عاري الصدر، فإذا به هو ضرار بن الأزور وقد هجم بجنده على جند الروم وقتلوهم وارتدوا زيهم لعمل مناورة لطيفة، وهنا تنفس القائد خالد بن الوليد الصعداء وحمل على وردان فأسقط سيفه وخر وردان راكعا بين يدي ابن الوليد قائلا له، سألتك الذي تعبد أن تقتلني بيدك ولا تجعل هذا الشيطان يقترب مني، فأشار سيف الله خالد بن الوليد إلى ضرار، فأطاح ضرار برقبة وردان جزاء وفاقا على كفره وخيانته، وهبطت معنويات الروم بمقتل قائدهم وهزموا في تلك المعركة هزيم ثقيلة، ولقد كان أيضا انتصار المجاهد ضرار في معركة أجنادين، كان عاملا قويا وحافزا كبيرا لجيش المسلمين من خلال رفع معنوياتهم، وفي الوقت نفسه فيها إحباط ويأس لجيش الروم، وقد أقدم ليشارك مع القائد خالد بن الوليد في معركة مرج دهشور، حيث سجل المجاهد ضرار بن الأزور انتصارا جديدا يضاف إلى سجل انتصاراته، وبدأ ضرار ينشد ويقول: 

عليك ربي في الأمور المتكل*إغفر ذنوبي إن دنا مني الأجل*يا رب وفقني إلى خير العمل*وعني امح سيدي كل الزلل*أنا ضوار الفارس القرم البطل*باعي على الأعداء أضحى المتصل*أقمع بسيفي الروم حتى يضمحل*ما لي سواك في الأمور من أمل*

وقد وقع المجاهد ضرار، أسيرا بيد الروم في معركة مفاجئة، وذلك عندما كان ضرار ومعه مئتان من المجاهدين العرب، يستطلعون أخبار العدو، وإذ بكتيبة من الروم، مؤلفة من عشرة آلاف من الأعداء المدججين بالسلاح والدروع، والتحم الجيشان، وبعد قتال مرير، كبا جواد ضرار، به ووقع أسيرا بيد الروم بعد أن أحاط به خمسمائة من الروم، وقد أدى نبأ وقوع المجاهد ضرار بن الأزور، أسيرا في قبضة العدو، إلى إندفاع الأبطال الميامين، أمثال رافع بن عمر الطائي، والمسيب بن نجيبه الغزاري، ونظموا صفوفهم، بعد أن رسموا خطة وكمين على طريق معسكر الروم، واتجهوا نحو ضرار ورفاقه المحاطين من كل جوانب بالأعداء، وخاضوا معركة بطولية، هذا من جهة، ولما علمت أخت ضرار وهى السيده خولة بنت الأزور، بأسر أخيها، فقد تحركت مع كتيبة كاملة من أجل فك أسر أخيها، وقاتلت أصدق قتال، وسطرت أروع ملامح البطولة، لدرجة ظن المجاهدون أنها أحد الأبطال الفدائيين فأقسموا عليها أن تكشف لثامها، فقالت لهم أنا خولة بنت الأزور، وهذا جانب آخر، ممن أنقذوا ضرار ومن معه، من الأسر، وعندما تخلص ضرار بن الأزور، وأصحابه من الأسر، إمتطى صهوة جواده ثانية، وأكمل المعركة إلى جانب رفاقه الأبطال حتى أفنوهم ورجعوا مستبشرين فرحين بنجاة ضرار، ومن معه، وكان نظرا لكفاءته العالية، ولخبرته الواسعة، ولجرأته في القتال، وإرادته القوية في القتال والجهاد والفداء، فقد اختاره القائد خالد بن الوليد رضى الله عنه، أن يتولى قيادة الحرس المتحرك للإلتفاف على مسيرة الروم والوصول إلى خلف وادي الرقاد، وإحتلال موقع لسد الطريق عند الضفة البعيدة للوادي، وقد نذر المجاهد ضرار بن الأزور، نفسه، وحمل روحه على كفه من أجل الجهاد في سبيل الله لأن الجهاد باب من أبواب الجنة، وقد قيل عن ضرار بن الأزور، أنه توفي في طاعون عمواس ودُفن في غور الأردن في قرية ضرار، وسميت باسمه، وهذا هو الأصح انه توفي بطاعون عامواس لأنه شارك في فتوح الشام تحت قيادة سيف الله المسلول خالد بن الوليد، وأمين الأمه أبوعبيدة عامر بن الجراح.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.