رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 6 مايو 2024 1:42 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن كثرة الفساد مع قلة الإصلاح

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله المتفرد بالعظمة والجلال، المتفضل على خلقه بجزيل النوال، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وهو الكبير المتعال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الداعي إلى الحق، والمنقذ بإذن ربه من الضلال، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل، ثم أما بعد إن كثرة الفساد مع قلة الإصلاح وقلة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر هو علامة على خروج يأجوج ومأجوج، فمن هم يأجوج ومأجوج؟ فهما أمتان من الناس تعيشان الآن وراء السد الذي بناه الملك الصالح ذو القرنين، فإذا اقتربت الساعة خرجوا على الناس، ودورهم يأتي بعد خروج الدجال، ثم قتله على يد نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام، وهم أصحاب قوة لا تقاوم، وأعداد لا تحصر. 

فأذاهم شديد، وضررهم بالغ، ولا يد لأحد على مقاومتهم، فيفر الناس منهم إلى الجبال، أو يتحصنون في بيوتهم ويلوذون ويلجئون إلى الله بالدعاء والتضرع، ويصيب نبي الله عيسى عليه السلام ما يصيب الناس من الهول والعنت، فيؤمر بأن يخرج بعباد الله إلى الطور، ويتحصن بعباد الله في جبل الطور، وهناك أي على جبل الطور، يرغب إلى الله بالدعاء عليهم، فيستجيب الله له، فيرسل عليهم من السماء عذابا وداء فيفشو في أعناقهم، فيموتون موتة رجل واحد، ثم يطهر الله الأرض من نتنهم، وإن يأجوج ومأجوج قبيلتان من ولد يافث بن نوح، جعل الله سبحانه وتعالى خروجهم في آخر الزمان علامة من علامات الساعة الكبرى كما دلت الآية الكريمة على ذلك، بأنه إذا فتحت يأجوج ومأجوج فإن ذلك دليل على اقتراب الوعد الحق، والمراد به يوم القيامة، يقول حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه.

اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال "ما تذاكرون؟"  قالوا نذكر الساعة، فقال إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات“، فذكر “الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول نبي الله عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم" رواه مسلم، وقد ذكر الله عز وجل  خبر قوم يأجوج ومأجوج في قصة ذي القرنين، حيث التقى ذو القرنين في رحلته بين المشرق والمغرب بقوم يعيشون بين جبلين عظيمين متقابلين، هؤلاء القوم كانوا يعيشون بين هذين السدين أو الجبلين وكانت بينهما ثغرة يخرج منها يأجوج ومأجوج، كانوا يخرجون على هؤلاء القوم من هذه الثغرة التي بين الجبلين، فيفسدون أرضهم، ويهلكون حرثهم ونسلهم.

وكانوا يتعرضون لأعنف الهجمات وأقوى الضربات من قبلهم، وهم عاجزون عن الدفاع عن أنفسهم، فلما رأوا ذا القرنين انطلقوا إليه، وقاموا وقوفا بين يديه، فتوسلوا إليه وقالوا كما جاء في سورة الكهف في قوله تعالي " يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا علي أن تجعل بيننا وبينهم سدا" وذلك ليقينا من بطشهم، ويحمينا من شرهم، فرد عليهم الملك الصالح ذو القرنين بكل زهد وأدب وورع، كما قال الله تعالي " قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما" يعني ما أعطاني الله من وسائل الملك وأسباب التمكين خير لي مما تجمعون، فلا حاجة لي في مالكم، ولكنه لمح فيهم العجز والكسل والاتكالية على غيرهم في حل مشاكلهم، فأراد أن يشركهم في العمل في هذا المشروع العظيم، وهذا العمل الضخم، فقال لهم " فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما" وأخبرهم أنه سيتكفل لهم بهذا المشروع من الناحية المادية، ولكنه في حاجة إلى الأيدي العاملة لتشارك بمجهودها العضلي في إنجاز هذا البناء العظيم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.