رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 25 أبريل 2024 11:46 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن كلمة الطلاق

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الطلاق بين الزوجين ليس دائما خسارة فهو بين وبين، وكما هو قرار صعب ولكن في اتخاذه جرأة كبيرة خاصة من قبل المرأة مع الأخذ بعين الاعتبار نظرة المجتمع لها والتحديات التي تتلقاها بعد الطلاق، وإن المتأمل في الآيات الكريمة يلحظ أن كلمة الطلاق في كل مرة تأتي متبوعة بأحد أوصاف المعروف والإحسان للدلالة على أن المطلقين حتى وإن كانا متخاصمين، وبدت الحياة بينهما مستحيلة، إلا أنهما يتفارقان عن طيب خاطر، فإذا وصلت العلاقة إلى هذه الطريق ديانة يجب على الطرفين أن يكونا حليمين عادلين، ملتزمين بآداب الطلاق التي أَمر بها الإسلام، وكثيرا ما نرى أثناء إجراء معاملات الطلاق مشاحنات وسبابا وشتائم بين الزوجين، أو أهليهما، وقد يصل ذلك حد الضرب والاقتتال، أو إظهار عيوب ومساوئ كل طرف أمام الناس.

 

وفي ساحة المحاكم حتى يبرر الوضع الذي انتهى إليه، وهذا شيء لا يرضاه الدين، فعلى الزوجين أن يمتثلا للآداب الإسلامية في الطلاق، وإن من آداب الطلاق أن يكون رجعيّا أي طلقة واحدة، فلا يجمع بين الثلاث لأن الطلقة الواحدة بعد العدّة تفيد المقصود، ويستفيد بها الرّجعة إن ندم في العدة، وتجديد النكاح إن أراد بعد العدة، وأن يقع الطلاق في حالة هدوء لا غضب فيه ولا شقاق، وأن يقع في طهر لم يسبقه جماع، فإن لم تكن الزوجة كذلك، فاصبر حتى تطهر، ثم إن شئت طلقتها، وإن شئت أمسكتها، ولا تغلظ لها القول، بل تلطف في النطق بالطلاق، والتمس الأعذار المسببة له، واطلب به سعادة الطرفين، وأيضا لا تخرجها من بيتك إلا إذا أتمت العدة، وتبيّن لك من نفسك بانقضائها صدق رغبتك في طلاقها، والإصرار على فراقها.

 

فقال الله تعالى في سورة الطلاق" يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا" وقد أشار رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث الشريف إلى ما يدعو لنكاح المرأة بشكل عام فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" وفي الحديث تأكيد على ضرورة اعتبار عنصر الدين في اختيار الزوجة، حيث يغفل عنه الناس عادة لإنشغال النفس بمراعاة الدواعي الأخرى، وإذا كان اختيار الزوجة الصالحة من أهم عناصر ديمومة الحياة الزوجية، فإن اختيار المرأة للرجل الصالح أكثر أهمية. 

 

لما يترتب على سوء اختيار الرجل من معاناة للمرأة وهضم لحقوقها، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة المسلمة إذا أرادت الزواج، فلا بد لها من أن تقبل بالرجل الصالح، فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" وإن رفض الرجل مع كونه صالحا يدل على تغير الموازين والقيم التي أراد الإسلام إرساءها في المجتمع المسلم، وهو ما عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" إن صلاح الرجل هو سياج للمرأة في كل حالها، فإن أحبها أكرمها، وإن كرهها لم يظلمها، وهو في كلا الحالتين لا تجنح نفسه إلى حرام فيبقيها كالمعلقة، استجابة لقوله تعالى كما جاء في سورة البقرة " فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.