رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 1:04 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن لطف الجبار وكرمه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يرشد الصحابة للحل، ويدلهم على الطريق، ويطيب خاطرهم، فقد دخل عليه الصلاة والسلام ذات يوم المسجدَ، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال يا أبا أمامة، ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال هموم لزمتني، وديون، يا رسول الله، قال أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همّك، وقضى عنك دينك، قلت بلى يا رسول الله قال " قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدّين وقهر الرجال " قال أبو أمامة ففعلت ذلك، فأذهب الله عز وجل همي، وقضى عني ديني" رواه أبي داود.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين "اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني" فالله عز وجل يجبر الفقير بالغنى، والضعيف بالقوة، والمنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها، وإحلال الفرج والطمأنينة فيها، ومن لطف الجبار وكرمه ينزل تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول "مَن يدعوني فأستجيب له؟ ومن يسألني فأعطيه؟ ومن يستغفرني فأغفر له؟" فيجبر كسيرا، ويعافي مبتلى، ويشفي مريضا، ويغيث ملهوفا، ويجيب داعيا، ويعطي سائلا، ويفرج كربا، ويزيل حزنا، ويكشف هما وغما، وفي القرآن العظيم يخبرنا الجبار سبحانه بجبر قلوب أنبيائه ورسله، فهذا نبي الله موسى عليه السلام لما رغبت نفسه إلى رؤية الله تعالى وطلب ذلك منه. 

أخبره سبحانه أن ذلك غير حاصل له في الدنيا، ثم سلاه، وجبر خاطره بما آتاه، فقال تعالى فى سورة الأعراف " قال يا موسى إنى اصطفيتك على الناس برسالاتى وبكلامى فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين" ولما كان جبر الخواطر من اعظم صفات رسول الله صلي الله عليه وسلم فالله يجبر خاطره في الدنيا والاخرة فقد ورد في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم "رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فنت تبعنى فإنه منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم" وقال عيسى عليه السلام "إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم" فرفع يديه، وقال "اللهم أمتي أمتي" وبكى، فقال الله عز وجل "يا جبريل، اذهب إلى محمد، وربك أعلم، فسله ما يُبكيك؟" 

فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم، فقال الله "يا جبريل، اذهب إلى محمد، فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك" وفي يوم القيامة حينما تدنوا الشمس من الرؤوس ويذهب الناس لادم ونوحا وإبراهيم وموسي وعيسي عليهم السلام والكل يقول نفسي نفسي فيأتون رسول الله صلي الله عليه وسلم اسمع ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فيأتونى فأستأذن على ربى، فيؤذن لى، فإذا أنا رأيته وقعت ساجدا، فيدعنى ما شاء الله، فيقال يا محمد ارفع رأسك، قل تسمع، سل تعطه، اشفع تشفع" فهذه المواقف وغيرها تدعونا للإحسان إلى الخلق، وجبر خاطرهم، فما أجمل أن نتقَصد الشراء من بائع متجول في حر الشمس، يضطر للسير على قدميه باحثا عن رزقه مساعدة له وجبرا لخاطره.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.