رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 30 أبريل 2024 5:20 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن مشكلة الإنسان الأساسية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله العلي الأعلى، خلق فسوّى، وقدّر فهدى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى والصفات العُلا، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله نبي الرحمة والهُدى، اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه الأئمة الأبرار النجباء، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم البعث والنشور والجزاء أما بعد فاتقوا الله عباد الله، حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ثم أما بعد إن من جبر الخواطر هو إعطاء اليتامى والفقراء من الميراث عند حضور قسمة الميراث، وذلك عند مشاهدة بعض الفقراء أو اليتامى شيئا من قسمة الميراث، فمن الأفضل أن يخصص لهم من المال شيئا يجبر خاطرهم، ويسد حاجتهم حتى لا يبقى في نفوسهم شيء، وكذلك إعطاء المطلقة حقها في المتاع، وهو حق على المحسنين، متاعا بالمعروف. 

فإذا لم يفرض لها مهر كان المتاع والتمتيع واجبا على المطلق، وإذا كان لها مهر أخذته، فإن تمتيعها بشيء تأخذه معها، وهي ترتحل من مال غير المهر، أو ثياب، أو حلي، ونحو ذلك جبرا لخاطرها، وتطييبا للقلب المنكسر بالطلاق، ولكن لماذا؟ لأن القلب قد حصل فيه انشعاب، والنفس قد كسرت وكسرها طلاقها، فجبر الكسر بالمتاع من محاسن دين الإسلام، وكما يجب علي الإنسان أن يكون لديه شيء من القناعة وهي أن يؤمن الإنسان بما قسمه الله له من الرزق، بحيث يكتفي بما عنده دون أن يكون بحاجة إلى النظر لما في أيدي الآخرين، ولكن هذا لا يعني أن يكون الإنسان زاهدا في دنياه فيتجرد من كل شيء، ولا يعمل من أجل حياة أفضل، بل إن عليه أن يسعى ويتوكل على الله تعالى حتى يحقق أحلامه في الدنيا وسعادته في الآخرة، وإذا أصبح العبد وليس همه إلا رضا الله وحده. 

تحمل الله سبحانه وتعالى عنه حوائجه كلها، وفرج له كل ما أهمه، وفرغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته، وحقيقة السعادة ومدارها في طاعة الله تعالى، والإيمان به، وإتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي ذر رضى الله عنه أنه قال "أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع، أمرني بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت، وأمرني أن لا أسأل أحدا شيئا، وأمرني أن أقول الحق وإن كان مرا، وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم، وأمرني أن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن من كنز تحت العرش" رواه أحمد، ولا زال يبحث الإنسان منذ القدم عن السعادة، ويتحرى طرقها وكيفية تحقيقها، ويبذل كل وسعه في ذلك، ساعيا بكل ما لديه من عقل وفكر، ومادة لإيجادها.

لكنها تبقى سرا لم يدرك ماهيته إلا القليل فهي شعور داخلي يشعر به الإنسان ليمنحه راحة النفس، والضمير، وانشراح الصدر، وطمأنينة القلب، حيث تكمن مشكلة الإنسان الأساسية مع السعادة التي يعانيها منذ الأزل بكونه لا يعلم أدوات تحقيقها، فيحاول أن يجرّب المادة والأمور المادية الملموسة ليصل للسعادة فتجده لا يصل، ولكن ما هي السعادة؟ وأين تكمن؟ وهل هي قرار أم قدر محتوم؟ وما نظرة الإسلام لها؟ وهو إن مفهوم السعادة يختلف من شخص لآخر، وقد اختلف في تعريفها الفلاسفة كذلك إذ إنها مصطلح نسبي، فقد يسعد الإنسان شيء يعد لدى غيره عاديا، ويود الجميع لو يصبحون سعداء، وحين تسألهم ما معنى السعادة؟ لن يستطيع أكثرهم الإجابة بشكل صحيح.

ويرجع ذلك إلى أن المفاهيم تعقدت وتشابكت، فما عاد غالب الناس يفرقون بين السعادة والرفاهية والرضا، وبين النجاة من الموت والألم والسعي خلف الرزق ورفاهيات الحياة، وتعد السعادة مفهوما مجردا لا ينحصر بنطاق حسي ولا عقلاني، بل يتجاوز ذلك إلى ما هو خيالي، ومن هنا تكمن صعوبة حصره وضبطه في بضع كلمات تصفه.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.