رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 17 مايو 2024 12:52 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن معالم عز هذه الأمة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 7 إبريل 2024

الحمد لله العلي الأعلى أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ووفق العباد للهدى، فمنهم من ضلّ ومنهم من اهتدى، نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على فضله وإحسانه، فالخير منه والشر ليس إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ما أحد أصبر علي أذي سمعه منه يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم، آمنا به، وعليه توكلنا، وإليه أنبنا وإليه المصير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أوذي فصبر، وظفر فشكر، أقام الحجة، وأوضح المحجة، وأرسى دعائم الملة، فمن تبع سنته رشد، ومن حاد عنها زاغ وهلك، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يشنؤهم إلا منافق، أئمة هدى وفضل، ودعاة خير ورشد، ترضى عنهم ربهم سبحانه في قرآن يتلى إلى آخر الزمان، على رغم أنوف أهل البدعة والنفاق. 

وارض اللهم على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد إن بحرصكم على بناء أمتكم كلها، بلا قومية مهينة، أو عصبية مقيتة، تبحثون عن معالم عز هذه الأمة وتسعون إلى عملها وإيجادها في واقع حياة الأمة، رغبة في أن يحفظ الله أمتنا وأوطاننا، فيتخلى المغرور عن غروره، ويترك المتكبر كبره، ويعزل المساند للظلم نفسه عن مساندة أتباعه، فإن أمتك ووطنك بك لا بغيرك، ومن بين حكم الحكماء إن لم تزد على الدنيا شيئا فأنت زائد عليها، والراضي بالدون دنيء، فأحسن عملك، وأتقن تخصصك، ونمّ مهاراتك، ووظف ما تجيده في خدمة وطنك وأمتك، فلقد خلق الله عز وجل الإنسان وكرمه وفضله على سائر الكائنات وأمره بعمارة الأرض وإقامة شرعة الله فيها وهذا الأمر يتطلب عدة عوامل.

لإقامة الأمم القوية الرشيدة المتينة المتقدمة في جميع مجالات الحياة وهذه العوامل تتمثل، فى العمل واستثمار الطاقات المعطلة مع تقديم الكفاءات، فالعمل والاستثمار أساس بناء الأمم، لذلك حث الإسلام على السعي والاستثمار والكسب من أجل الرزق وبناء الدول، ويقرر الإسلام أن حياة الإيمان بدون عمل واستثمار هي عقيم كحياة شجر بلا ثمر، فهي حياة تثير المقت الكبير لدي واهب الحياة الذي يريدها خصبة منتجة كثيرة الثمرات، فيجب على المسلم أن يكون وحدة إنتاجية طالما هو على قيد الحياة، ما دام قادرا على العمل، بل إن قيام الساعة لا ينبغي أن يحول بينه وبين القيام بعمل منتج، وفي ذلك يدفعنا النبي صلى الله عليه وسلم دفعا إلى حقل العمل والاستثمار وعدم الركود والكسل فيقول. 

"إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها فله بذلك أجر" رواه أحمد والبخاري، كما حث الإسلام على اتخاذ المهنة للكسب، مهما كانت دنيئة فهي خير من المسألة، لذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يهتم بالعمل والاستثمار والترغيب فيه فيقول ما من موضع يأتيني الموت فيه أحب إلىّ من موطن أتسوق فيه لأهلي أبيع وأشتري، وكان إذا رأي فتى أعجبه حاله سأل عنه؟ هل له من حرفة ؟ فإن قيل لا، سقط من عينيه، وكان إذا مدح بحضرته أحد سأل عنه هل له من عمل؟ فإن قيل نعم، قال إنه يستحق المدح، وإن قالوا لا، قال ليس بذاك، وكان يوصي الفقراء والأغنياء معا بأن يتعلموا المهنة ويقول تبريرا لذلك يوشك أن يحتاج أحدكم إلى مهنة. 

وإن كان من الأغنياء، وكان كلما مر برجل جالس في الشارع أمام بيته لا عمل له أخذه وضربه بالدرة وساقه إلى العمل والاستثمار، وهو يقول إن الله يكره الرجل الفارغ لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.