رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 29 أبريل 2024 1:40 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن وأهدنى لأحسن الأخلاق

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ثم الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، نحمده سبحانه أحاط بكل شيء خبرا، ونحمده بأن جعل لكل شيء قدرا، وأسبغ علينا وعلى العالمين من حفظـه سترا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين كافة عذرا ونذر، اللهم صلي على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد، إن العامل الأساسي في قيام الحضارات والفتوحات وبناء الدولة الإسلامية في العصور والقرون الأولى هو الأخلاق، يوم أن كان الفرد يحب لأخيه ما يحبه لنفسه يوم أن كان الفرد يؤثر غيره على نفسه، يوم أن كان العدل سائدا في ربوع المعمورة يوم أن كانت المساواة في كل شئون الحياة. 

تشمل جميع الطبقات، يوم أن قدمت الكفاءات والقدرات والمواهب، وغيره الكثير والكثير، فإننا في حاجة إلى أن نقف وقفة مع أنفسنا وأولادنا وأهلينا في غرس مكارم الأخلاق والتحلي بها فنحن نحتاج إلى نولد من جديد بالأخلاق الفاضلة، نحتاج إلى نغير ما في أنفسنا من غل وحقد وكره وبخل وشح وظلم وقهر ودفن للقدرات والمواهب، إلى حب وتعاون وإيثار وعدل ومساواة ورفع الكفاءات إذا كنا نريد حضارة ومجتمع وبناء دولة، فهل لذلك أذن واعية ؟ وإن من وسائل البعد عن الفساد هو وسائل اكتساب الأخلاق، فقد يقول قائل كيف أكتسب تلك الأخلاق الحسنة وأطبقها؟ فأقول بأن هناك وسائل لتحصيل حسن الخلق وهى تتمثل بالدعاء بحسن الخلق، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بذلك فكان يقول. 

"واهدنى لأحسن الأخلاق لا يهدى لأحسنها إلا أنت، واصرف عنى سيئها لا يصرف عنى سيئها إلا أنت" رواه الترمذى، وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ من سوء الخلق فكان يقول "اللهم إنى أعوز بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق" رواه أبو داود والنسائي، لذلك اهتم الصحابة بحسن الخلق وطلبه من الله، فعن أم الدرداء قالت بات أبو الدرداء الليله يصلى فجعل يبكى ويقول " اللهم أحسنت َخلقى فأحسن ُخلقى، حتى أصبح، فقلت يا أبا الدرداء ما كان دعاؤك منذ الليله إلا فى حسن الخلق، قال يا أم الدرداء إن العبد المسلم يحسن خلقه حتى يدخله حسن الخلق الجنه ويسوء خلقه حتى يدخله سوء خلقه النار " وقد يقول قائل وما السبيل إلى السعادة؟ وكيف أكون سعيدا؟ أقول بأن هناك عدة سبل ووسائل لتحقيق السعادة تتمثل فى الإيمان. 

فالإيمان هو أصل السعادة في الدنيا والآخرة، ويذكر أن زوجا قال لزوجته بغضب لأشقينك، فقالت الزوجة في هدوء وإيمان وعزة لا تستطيع أن تشقيني كما لا تستطيع أن تسعدنى، فقال الزوج في حنق وكيف لا أستطيع ؟ فقالت الزوجة في ثقة لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني أو زينة من الحلي لحرمتني منها، ولكنها في شيء لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون، فقال الزوج في دهشة وما هو ؟ فقالت الزوجة في يقين إني أجد سعادتي في إيماني، وإيماني في قلبي، وقلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي، وفقنا الله وإياك لكل خير، وبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.