رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 29 أبريل 2024 6:21 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن ومن أراد الآخرة وسعى لها

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 9 مارس 2024

الحمد لله ذي الجلال والإكرام حي لا يموت قيوم لا ينام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الحليم العظيم الملك العلام، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله سيد الأنام والداعي إلى دار السلام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان، ثم أما بعد، ذكرت المصادر التاريخية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن أحكام شهر رمضان المبارك، فأهلا شهر رمضان يا شهر التقاء الأرواح مع بعضها، يا شهر الألفة والمحبة واجتماع الأقارب والأهالي، وإنه ينادى منادى كل ليلة من ليالى شهر رمضان فيقول يا باغى الخير أقبل، ويا باغى الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك فى كل ليلة، فيا باغى الخير أقبل فهل من أحد لا يريد الخير؟ فقد جاء رمضان فهل نجد ونجتهد فيه، فكلنا يريد الخير وكل الناس يريدون الخير. 

لكن الشأن لا يقتصر على الإرادة فلابد من العمل، فإذا أردت الخير فعليك بالعمل فقال تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة الإسراء " ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا" فإذا أردت الخير فالعمل، فأعمل الخير ولا يكفى الإرادة فإن فى الحديث أن العاجز من اتبع نفسه هواها وتمن على الله الأمانى، فالأمانى لا تنفع والإرادة وحدها من دون عمل لا تنفع، فيا باغى الخير أقبل، أقبل على الله بالطاعات وأقبل على الله بالقوربات، وإن أول ذلك هو المحافظة على الفرائض فى أوقاتها ثم بقية الأعمال فبادر بها نوعها واشتغل بها فإنك بحاجة إليها عما قريب والله عما قريب ستحتاج إلى الحسنة الواحدة حينما يحضرك الأجل ويختم العمل وتتمنى الرجوع لعمل صالحا فلا تمكن من ذلك.

فأنت الآن فى زمن الطلب وفي زمن الأمنية وقد أهلّ الله عليك هذا الشهر فبادره بالطاعات والقروبات، يا باغى الخير أقبل، أقبل على الله وأعرض عما سواه، أقبل على الله بالطاعات والقروبات والصدقات وفعل الخيرات، أقبل بكل أنواع الإقبال على الله فإن الله مقبل عليك سبحانه وتعالى ويتقبل منك القليل والكثير ويضاعف لك القليل أضعاف كثيرة، فقال تعالى " إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما" فأقبل على الله بكل أنواع الإقبال فإن الله مقبل عليك ما دمت مقبل عليه، أما إذا أعرضت عن الله فإن الله عز وجل يعرض عنك فهو غني عنك وأنت الفقير المحتاج إليه، ويا باغى الشر أقصر، فيا من يريد إضلال الناس وإغواء الناس وإفساد الناس، ويا من يريد إشغال الناس بالملاهى والمعازف والمزامير. 

ويا من يريد إشغال الناس بالأفلام والخزعبلات، ويا من يريد إشغال الناس بالمضحكات والملهيات أقصر، وأقصر فأخسر وأخسأ عدو الله فإنك مهزوم وإنك مغبون وإنك مطرود فعليك أن تعرف قدر نفسك ولا تشغل المسلمين، فيا باغي الشر أقصر، أقصر عن الشر فإن لم تقصر فستقصر بأمر الله سبحانه وتعالى وستخصر يوم لا ينفعك الندم، وإن العبادات الشعائرية لا تقطف ثمارها إلا إذا صحت العبادات التعاملية، والعبادات الشعائرية تشبه ساعات الامتحان الثلاثة، والعبادات التعاملية تشبه العام الدراسي بأكمله، فمن لم يدرس، ومن لم يداوم، ومن لم يحفظ، ماذا يفعل بهذه الساعات الثلاث، لا معنى لها، لقد فقدت معناها، قيمة هذه الساعات الثلاث، وساعات الامتحان التي هى بمثابة العبادات الشعائرية قيمتها من قيمة العبادات التعاملية. 

وهذا مثل الذى يفتتح شركة ويقوم بتعيين مندوبين للمبيعات، فيأتى المندوب صباحا ليأخذ التعليمات، ويعود مساء بالربح، ويعطيه أجره كل يوم، فأنت حينما تأتى إلى المسجد كذلك، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ويقول" اللهم افتح لي أبواب رحمتك" أما حينما تخرج من المسجد فتقول" اللهم افتح لي أبواب فضلك".

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.