رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 18 أبريل 2024 9:21 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن يزيد مع أبو دهبل الجمحي 

 

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

لقد ذكرت المصادر أن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، عندما تغزل أبو دهبل الجمحي القرشي بأختة عاتكة بنت معاوية، فقد اتخذ يزيد من هذا التغزل ذريعة للإيقاع بالأنصار كلهم، وحاول تحريض معاوية عليهم, فقيل أنه كان يكره الأنصار كرها لا هوادة فيه لأنهم نصروا النبي صلى الله عليه وسلم، وآووه ودافعوا عنه وقاتلوا قريشا وأذلوا جبروتها وهذه النظرة الجاهلية للأنصار ورثها عن أبيه وجده وهي نظرة قريش التي كانت تنظر بها إلى الأنصار على أنهم أدنى منهم, وقيل عندما بلغ أبيات عبد الرحمن بن حسان التي شبب بها برملة غضب ودخل على معاوية، فقال ألا ترى إلى هذا من أهل يثرب، يتهكم بأعراضنا، ويشبب بنسائنا ؟ فقال معاوية ومن هو ؟ قال له يزيد، عبد الرحمن بن حسان، وأنشده ما قال. 

 

ولكن معاوية امتص غضبه واستمهله حتى يأتي إليه وفد الأنصار ليعالج الموقف، فلما جاء وفد الأنصار ذكره يزيد بقول عبد الرحمن ولكن معاوية، كان قد أعدّ بدهائه خطة، لكي يتجنب غضب من هم معه من الأنصار وهما النعمان بن بشير ومسلمة بن مخلد إذا ارتكب يزيد اعمالا لا يُحمد عقباها فهو يعرف ابنه جيدا فأراد أن يرضيه دون أن يُغضب النعمان ومسلمة الرجلين الوحيدين الذين كانا معه من الأنصار وأن يتحاشى انقلاب الرأي العام ضده إذا أغضب الأنصار وهم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنصاره، ودخل وفد الأنصار وفيهم عبد الرحمن بن حسان وما إن رآه معاوية حتى قال له يا عبد الرحمن، ألم يبلغني أنك شببت برملة ؟ قال بلى، ولو عملت أن أحدا أشرف لشعري منها لذكرته، فقال فأين أنت عن اختها هند ؟ 

 

قال وإن لها لأختا يقال لها هند ؟ قال نعم، وقد أراد معاوية بهذه الحيلة أن يقول ليزيد وغيره أن عبد الرحمن لم ير رملة بل تغزّل بها وفقا لأقوال الناس باختراعه لدمية أخرى تسمى هندا، ولكن يزيد لم يكن يرضى بهذا الحل دون ارتكاب اعمالا فأرسل إلى الشاعر كعب بن الجعيل وقال له اهج الأنصار، فقال ابن الجعيل أرادي أنت إلى الكفر بعد الإسلام ؟ أأهجو قوما آووا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصروه ؟ وقيل أن ابن الجعيل لم يكن بذلك الإنسان الذي يتورّع عن هجاء الأنصار وقد قيل إنه كان من حلفاء يزيد ومعاوية ولكنه خشي أن يكون في موقع لا يُحسد عليه, وأن يجعله يزيد في فم المدفع وخاف عاقبة ذلك وعقابه من معاوية والأنصار، فعندما قال له يزيد بن معاوية، أما إذا كنت غير فاعل فأرشدني إلى من يفعل ذلك. 

 

فقال له كعب وهوغلام يقال له الأخطل فاستدعاه يزيد، وقال له أهج الأنصار، فقال أخاف من معاوية فقال له يزيد، لا تخف شيئا، أنا بذلك لك فهجاهم، وقد قيل أنه برغم أن المصادر التاريخية قد أظهرت موقف النعمان بأنه كان موقف المدافع عن الأنصار عندما دخل على معاوية ولكن هناك بعض الإشارات في القصة تشير إلى العكس فلم يكن يهمه مدح أو هجاء الأنصار أو حتى قتلهم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.