رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 7 مايو 2024 8:08 ص توقيت القاهرة

الدكروى يكتب عن طريق النبي نور " جزء 1"

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

إن الكمال لله وحده عز وجل، وإن العصمة للأنبياء والمرسلين صلى الله وسلم عليهم أجمعين، فلا عصمة لأحد بعد الأنبياء والرسل، وأما بقية البشر فكلهم يصيبون ويخطئون، ولا يخلو إنسان من نقص وعيب، ولكن هنالك مشكلة تنغص على كثير من الناس حياتهم وهي أن يكون هناك من يترصد للأخطاء والعيوب، ومن تكون عينه دائما مسلطة عليك يراقب حركاتك وسكناتك ويرصد عليك أخطاءك، ولكن أين العفة التى هى من مكارم الأخلاق وإن العفة تعني البعد عما حرم الله من الأقوال والأفعال، وكذلك البعد عن فعل ما يضيع المروءة، وعما ينبغي أن يتنزه عن فعله أمام الناس مما لم يرد نصا بتحريمه، وكذلك الزهد عما في أيدي الناس من حطام الدنيا. 

وعدم التطلع إلى ذلك، فنحن نحتاج فى هذه الأيام إلى خلق من أخلاق الإسلام وهو الأدب والذوق، فديننا والحمد لله دين يهتم بحسن الخلق، وحسن معاملة الناس، والأدب والذوق دائما مفتاح لكثير من القلوب فبه تنال محبة الناس، وبه تنال القرب منهم، وأما العكس فهو الغلظة والخشونة في المعاملة فأنها تؤدي إلى النفور والشقاق والقطيعة، وإن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، حينما تعرفوا إلى الله عز وجل فقد سمت نفوسهم، فصاروا كالكواكب الدرية، فصاروا كالنجوم اهتدى الناس بهم لأنهم فهموا الدين خلقا كريما وعدالة وإنصافا ورحمة وحلما وعفوا وكرما وسخاء وورعا وعفافا، فكان كل ذلك حينما فهم الصحابة الكرام الدين. 

وهكذا دخل الناس في دين الله أفواجا، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، كان أحسن الناس أخلاقا وقد وصفه الواصفون فقالوا ما كان أحد احسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما دعاه أحد من أصحابه أو من أهله إلا قال له لبيك، وقد وصفه بعضهم فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أشد الناس لطفا، وما سأله سائل إلا أصغى له، فلم ينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى يكون السائل هو الذي ينصرف، وما تناول أحد بيده إلا ناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم، إياها فلم ينزع حتى يكون صاحبه هو الذي ينزع، ولم يكن أحد يصافح رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أقبل عليه بوجهه ثم لم يصرفه عنه حتى يفرغ من كلامه.

وما خُير رسول الله صلى الله عليه وسلم، بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم، لنفسه إلا أن تنتهك حرمات الله فينتقم لله عز وجل، فإننا في حاجة اليوم إلى أن نقف وقفة مع أنفسنا وأولادنا وأهلينا في غرس مكارم الأخلاق والتحلي بها، فنحن نحتاج إلى نولد من جديد بالأخلاق الفاضلة، ونحتاج إلى نغير ما في أنفسنا من غل وحقد وكره وبخل وشح وظلم وقهر ودفن للقدرات والمواهب إلى حب وتعاون وإيثار وعدل ومساواة ورفع الكفاءات، إذا كنا نريد حضارة ومجتمع وبناء دولة، فهل لذلك كله أذن واعية ؟ تعى هذا الكلام، وتدرك ما نحتاجه اليوم؟ فإن الأخلاق الحسنة عنوان سعادة العبد وفلاحه. 

وما استجلب خير بمثل جميل الخصال ومحاسن الفعال، وإن نصوص الوحيين متواترة على الدعوة إلى المسالك المثلى والمثل العليا، فإن من الصفات العظيمة والمحاسن الجليلة لأفضل الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ما وصفه به ربه تعالى فى كتابه الكريم فى سورة القلم بقوله " وإنك لعلى خلق عظيم " وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوجز دعوته في قواعدها بقوله صلى الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " رواه أحمد، وهكذا فإن صاحب الخلق الزكي ينال المرتبة العليا والمكانة الأسمى، فنبينا صلى الله عليه وسلم يقول " إن من أحبكم إلى أحاسنكم أخلاقا" رواه الترمذي، فإننا لو نظرنا إلى حياتنا المعاصرة لوجدنا انفصالا بين ما نقرأه ونتعلمه ونتعبد به، وبين ما نطبقه على أرض الواقع.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.