رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 18 أبريل 2024 8:50 ص توقيت القاهرة

الدور الصحي للمسجد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كان للمسجد دورة الصحي الذي يؤديه في المجتمع الإسلامي، كما كان يقوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مقام المستشفيات العسكرية التي يمرض فيها الجرحى والمرضى من آثار المعارك والغزوات، التي كانت تدور بين المسلمين وأعدائهم، فقد كان بالمسجد خيمة السيدة رفيدة الأسلمية الصحابية التي كانت تقوم بتمريض الجرحى، وتضميد جروحهم، وأيضا خيمة لبنى غفار، وكذلك أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن تضرب خيمة بالمسجد لسيدنا سعد بن معاذ لما أصيب في أكحله يوم الخندق ليكون قريبا منه فيرعاه ويعوده، هكذا كان المسجد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرا لتمريض أصحابه الذي استفادوا منه في صحتهم الجسدية والنفسية. 

وهي من نتائج أداء المسلم للصلاة، والتجهز لها بالغسل، واللباس، والطهارة، والسواك، ومناجاة الرب، والاعتراف بالذنوب والخطايا، وطلب العفو والمغفرة، والتضرع بقبول التوبة، والمعاهدة على الإخلاص في العمل، وعدم العودة إلى ارتكاب الخطأ واقتراف الذنب، ولكنه قد تقلصت وظائف المسجد وضعفت، وكاد تأثيره أن ينحصر في مجال العبادات فحسب، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل منها هو ضعف إمكانيات الدعاة من الناحية الفكرية والإعداد العلمي، وتهميش دورهم، وعدم الأخذ برأيهم، وتراجع مكانتهم الاجتماعية كما كانت عليه من قبل، وكذلك تضاؤل الموارد المالية للمسجد، خاصة المساجد الأهلية التي تعتمد أساسا على التبرعات، وكذلك عدم فهم بعض الناس لدور المسجد.

وأهميته الاجتماعية والسياسية والثقافية، والنظر إليه على أنه مكان للعبادة وإقامة الشعائر الدينية فقط، وأيضا قلة الكوادر المؤهلة لإدارة المساجد، وتقديم خدمات متنوعة من خلالها، تجسيدا للدور التنموي للمسجد، وكذلك الغزو الثقافي ومحاولة طمس الهوية الإسلامية من ناحية، والإساءة إلى الشريعة الإسلامية، وربط الإسلام بالإرهاب، ونشر العديد من المفاهيم الخاطئة ضد الإسلام ومبادئه من ناحية أخرى، وعلى الرغم من ضعف وتضاؤل الأداء الوظيفي للمسجد في المجتمع المعاصر مقارنة بدوره في عهد النبوة، فقد ظهر في هذه الأيام اتجاه نحو تحقيق رسالة المسجد الأولى بإنشاء المسجد، والمدرسة، وقاعة المحاضرات والمستشفى في مبنى واحد حتى يمكن لأفراد المجتمع. 

أن يمارسوا شعائرهم الدينية، ويحققوا مصالحهم الدنيوية في مكان واحد، وإن كان الأمر ما زال في حاجة إلى تدعيم أعمق وأشد لدور المسجد الوظيفي، وهكذا كانت سماحة الإسلام فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ما خُير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه من شيء قط، إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله" رواه البخاري،هذا فليكن التوازن، سهولة ويسر ولين، إلا فيما حرم الله، وكما أن طالب الحق له أن يطلب حقه حتى يحصل عليه وهذا ليس مضادا للسماحة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي أغـلظ له في طلب حقه "دعوه فإن لصاحب الحق مقالا" رواه البخاري.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.