رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 12:56 ص توقيت القاهرة

الزمكان والعظيمان الأبنودى وجاهين

بقلم د - شيرين العدوي

الزمكان كما يفسره كثيرمن الفلاسفة هو التقاء حدث فى زمن ما مرتبطاً بمكان وقوعه. وعند باختين وغيره هناك زمنان نحيا فيهما: زمن رأسى وهوالزمن الذى يحمل اللحظة الحاضرة ويمضى للمستقبل، وزمن أفقى يقطع الزمن الرأسى فى نقطة معينة ويمثل الأحداث الكبرى فى حياتنا وفى لحظة تقاطعه يصبح لدينا زمنان: زمن ماض قبل التقاطع وقد كان فى الماضى القريب أو البعيد هو الحاضر والمستقبل فى وقته، وزمن بعد لحظة التقاطع تلك وهوحاضر لكنه يحن لماضيه ويأخذه لمستقبله الذى ربما سيخطط له. يحدث هذا كله فى مكان واحد ألا وهو ذهن المتلقي. إن لحظة الكشف تلك تجمع بين الحاضر والمستقبل والماضى فى آن واحد لتصنع لنا الإنسان بجماله الآسر الذى يغير بفعله الوجه القبيح للحياة ويحوله لفرح.

عندما نطبق هذا على اثنين من عواميد شعر العامية، وهما العظيمان: الأبنودى وجاهين نجد هذا متحققا بحذافيره فيهما.وقد أقمنا لهما احتفالية كبرى فى المجلس الأعلى للثقافة هذا الشهر، ورغم أن الزمكان كان يجمع رموز الأدب والفكر وآية الأبنودى وبهاء جاهين فقد استدعت اللحظة الفن الجميل متمثلا فى الفنان الكبير على الحجار الذى غنى لهما وحكى ذكرياته التى أنارت حاضرنا بالجمال فى مواجهة بعض القبح الفنى الذى نحياه الآن.

لقد كانت لحظة فاصلة كشفت عن قيمة الكلمة فى مقابل المادة فقد كان الحجار والشاعران يتخلون عن أجورهم من أجل كلمة تغير الواقع. إن لحظة الزمكان الحالية التى تبنى نفوسنا وأنا أتحدث الآن تتقاطع مع لحظة من أجمل وأجل لحظات الحياة ألا وهى لحظة الفرح بالعيد فوقت نشر المقال سيكون ثانى أيام العيد وهذا يعنى أننى صورت الزمكان بكل تجلياته وأنا أكتب مقالى يوم الإثنين لأتقاطع مع ذكرى رحيل العظيمين فى الماضى القريب فأفتح الحاضر لحظة الكتابة على مستقبل قريب ألا وهو يوم الجمعة فأقول لمصر كل عيد وأنت منجبة الفن الجميل بشعرلا يموت، وبمستقبل يتخطى لحظات قبح ظهرت فى حياتنا ولا تمت لواقعنا بصلة.

ودعونا نتوقف عند رباعية للعم صلاح جاهين وبعض من قصيدة للخال الأبنودى بمناسبة العيد نستحلب فيهما الجمال، وكأننا نتناول قطعة حلوى تسند الروح وتنقى الذوق والأسماع وتجمع أفراد العائلة المصرية فى بيت واحد، فعم جاهين أصبح بشعره عم لكل المصريين وكذلك الخال الأبنودي؛ فقد استطاعا بشعرهما أن يجعلا مصر أسرة واحدة. يقول عمنا جاهين: عيد والعيال اتنططوا على القبور ..لعبوا استغماية .. ولعبوا بابور .. وبالونات ونايلونات شفتشى ..والحزن هيروح فين جنب السرور ..عجبي؟!

أما خالنا الأبنودى فيقول: بيتنا أهو يا حضرة الناظر ..بالطبع ليك أولاد بالطبع عارف شعور ..والد ليوم يشبه لده ..وعاذر يا حضرة الناظر..أربع خطاوى وأكون هناك على الباب ..فى الأوضه فى التراسينه فى الصالة ..بجرب المزامير .. باصص لأم عماد بتلبسه البدلة ..تحط له المنديل ..وبطرقع البلونات ..وبجيب لهم غيرها ..وفؤادى مدقلج مع المراجيح ..لحد ما يقفوا ..وينزلوا من المرجحات للحضن

وأنت يا ناظر عندك الأولاد ..وضرورى عارف يعنى إيه الأب .. بيحس بليونة حضن ابنه خاصة ..إذا كان ده فى يوم العيد

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.