رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 28 مايو 2024 2:39 م توقيت القاهرة

الشهيد الذي لم يدفن في تراب الأرض 

تكتب//أميرة محروس
هل تعرفون من هو العالم الجزائري الجليل الذي اذيب في الزيت المغلي العالم الذي لا قبر له 

انه الأسد الشجاع فخر المسلمين وشعب الجزائر الذي تحمل في سبيل الله ما تنوء عنه الجبال 
انه الشيخ العربي التبسي أحد شيوخ المالكيه وأعمدة الإصلاح في الجزائر وأمين عام جمعية العلماء المسلمين الجزائيين 
تخرج من جامعة الزيتونة بتونس سنة 1914 ثم رحل إلى القاهرة عام 1920 ودرس العلوم الشرعية في الجامع الأزهر الشريف 
عاد الشيخ رحمه الله إلى الجزائر عام 1927 ليبدأ نشاطه الدعوى حيث استطاع بث الدعوه الإصلاحية ومحاربة البدع 
وعند اندلاع الثوره الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي سنه 1954 كان يدعمها ويحرض الناس على الجهاد في سبيل الله والتواصل مع مع المجاهدين وحثهم على الثبات 
وقد حاول الكثير من أصدقاء الإمام رحمه الله إقناعه بالخروج من الجزائر بعد أن أصبح هدفا ضخماً واضحا الفرنسيين، فكان جوابه دائما ..  
إذا كنا سنخرج كلنا خوفا من الموت فمن سيبقى مع الشعب
بل نقل الكثيرين عنه أنه كان يقول لو كنت بكامل صحتي وشبابي ما زدت يوما واحدا في المدينه، ولاسرعت إلى الجبل واحمل السلاح واقاتل مع المجاهدين 
قد علم المستعمرون أن الشيخ العربي التبسي يتمتع بشعبية كبيرة وأنه مؤيد للجهاد واحد محركي القواعد الخلفيه له 
فأرسلو إليه عن طريق اداراتهم في الجزائر عدد من المبعوثين للتفاوض معه بشأن الجهاد ومصيره 
وبعد رفضه المستمر التفاوض باسم الامه وان عليهم التفاوض مع المجاهدين فقط رأى المستعمرون أن عليهم التخلص منه 
ولم يستحسنو اعتقاله أو قتله لأن ذلك سيزيد من اللمه للجهاد ومنهم حقدها على المستعمر 
فتم خطفه.. وقد نقل المجاهد احمد الزمولي عن إبراهيم البوسعادي الذي كان ضمن تشكيلة القبعات الحمر وحضر معهم يوم اختطاف الشيخ من بيته كما حضر مراحل إعدامه وكان منظر الإعدام سببا في التحاقه بالمجاهدين كما ذكر 
وجاء في هذه الرواية ما يلي.. . 

قد تكفل بتعذيبه فرقة الجنود السنغاليون في الجيش والشيخ بين أيديهم صامت صابر محتسب لا يتكلم إلى نفد صبر لاقايارد قائد فرقة القبعات الحمر الفرنسية 

وبعد عدة أيام من التعذيب جاء يوم الشهاده حيث اعد للشيخ قدر كبير ملئ بزيت السيارات والشاحنات العسكرية والاسفلت الأسود و اوقدت النيران من تحتها حتى درجة الغليان والجنود السنغاليون يقومون بتعذيبه دون رحمه وهو صابر محتسب 
ثم طلب منهم لاقايارد حمل الشيخ 
فحمله اربعه من الجنود السنغاليون وقيدو يديه وقدميه وحملوه فوق القدر الذي يتأجج من شدة الغليان وطلبوا منه الاعتراف وقبول التفاوض وتهدئة الثوار والشعب والشيخ يردد بهدوء كلمة الشهادة لا اله الا الله محمد رسول الله 
ثم وضع قدميه في الزيت المغلي فأغمي عليه... ثم انزل شيئاً فشيئاً إلى أن دخل بكامله في القدر فاحترق وتبخر وتلاشي ولم يبقى منه شيئا 
رحمه الله واسكنه فسيح جناته

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.