رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 25 أبريل 2024 8:12 ص توقيت القاهرة

اللواء/ رضا يعقوب.. العلاقات الألمانية التركية.. مصالح مشتركة رغم النزاعات!

كتب/ أيمن بحر
تربط المانيا وتركيا علاقة من نوع خاص، ورغم أن الطابع الإيجابى هو الغالب فى تاريخ العلاقات بينهما، الا أنها شهدت توتراً فى السنوات الأخيرة، لكن المصالح المشتركة دفعت فى إستمرار العلاقات بين أنقرة وبرلين رغم الصعوبات.
فى خضم تراجع الليرة التركية، تلقّت تركيا أخباراً مُفرحة من ألمانيا، فعلى الرغم من التوترات السياسية المستمرة فى العلاقات الثنائية بين البلدين، أرادت المانيا الحفاظ على صادرات الشركات الألمانية الى تركيا على مستوى عالٍ، وبشكل أساسىّ، إستمرار ما تسمى بـ "ضمانات هيرميس".
في العام الماضى، شدّدت الحكومة الألمانية سياستها تجاه تركيا بعد إحتجاز العديد من المواطنين الألمان، حيث خفضت مبلغ تغطية تأمين المخاطر الخاصة بمعاملات التصدير للشركات الألمانية الى تركيا الى 1.5 مليار يورو.
وقد تم إنتقاد "المساعدة الألمانية لتركيا" فى المانيا نفسها، حيث جاء فى بيان لحزب اليسار: "من غير المقبول الحفاظ على الشراكة بين الحكومتين الألمانية والتركية دون الأخذ بعين الإعتبار أوضاع حقوق الإنسان والمخاطر على دافعى الضرائب".
تظهر الخلافات الإقتصادية مدى إنقسام سياسة المانيا حول كيفية التعامل بشكل مناسب مع تركيا، وسط وجود العديد من النزاعات الأخرى بين الطرفين، مثل إعتقال العديد من المواطنين الألمان - معظمهم من أصول تركية - فى تركيا، والنقاشات حول الزيارة الرسمية للرئيس التركى رجب طيب أردوغان الى ألمانيا فى أيلول/سبتمبر، يضاف الى ذلك الخلاف الألمانى التركى حول قاعدة "أنجرليك" التابعة لحلف شمال الأطلسى (الناتو)، والذى سحب منه الجيش الألمانى آخر جنوده فى أيلول/سبتمبر الماضى، وعدم السماح للسياسيين الأتراك بالقيام بحملاتهم الإنتخابية التركية فى المانيا.
كل هذا جعل العلاقات الألمانية التركية فى أدنى مستوياتها فى الأشهر الأخيرة، ويضاف الى ذلك تعكير الأجواء بسبب النقاشات التى أثارتها صورة لاعبى كرة القدم مسعود أوزيل وإلكاى غوندوغان مع الرئيس أردوغان.
وقد جاءت غالبية هذه التوترات والإضطرابات بعد الدراما السياسية الحاسمة فى السياسة التركية، والتى كانت محاولة الإنقلاب على أردوغان فى صيف عام 2016 وتبعاتها، والتى أدت الى فرض حالة الطوارئ، وفى الأسابيع والأشهر التى تلت محاولة الإنقلاب الفاشلة، تم إعتقال أو إيقاف حوالى 110 آلاف شخص من موظفى الدولة والجنود والشرطة والقضاة.
يقول يونس أولوسوى، الخبير الإقتصادى فى مركز الدراسات التركية والإندماج، والذي يقع مقره فى مدينة إيسن، إن العلاقات الألمانية التركية تمرّ بمرحلة صعبة فى الوقت الحالى، لكنه يرى أن كلا البلدين يستندان على تصورات مختلفة تماماً، ووفقاً لأولوسوى، فإنه عندما يتعلق الأمر بالوضع السياسى فى تركيا، فإن التصور فى المانيا يركز بشكل رئيسى على أوجه القصور هناك، مشيراً الى أن التصور الذاتى للعديد من الأتراك - الذين يوافقون على سياسة أردوغان – مختلف تماماً، "وهذا ما يخلق سوء تفاهم وتفسيرات مختلفة"، ويؤكد أولوسوى على حق الحكومة الألمانية والرأى العام الألمانى فى إنتقاد المسائل المتعلقة بحكم القانون والديمقراطية فى تركيا، لكنه يشير الى أن الموضوع يعتمد بشكل كبير على "لهجة الإنتقادات"، ويضيف: "عندما يركّز كل من الجانبين على مواطنيه ولهذا السبب يتشاجر لفظياً مع الطرف الآخر، فإن كلاهما يفقد بذلك قدرته على التأثير، وهذا ما حدث في السنوات الأخيرة".
فى الحقيقة، زادت حدة الإنتقادات فى البلدين بشكل كبير فى السنوات الأخيرة، فعندما تم إعتقال الناشط الألمانى المدافع عن حقوق الإنسان، بيتر شتويتنر، فى تموز/يوليو 2017 فى تركيا، كتبت الصحيفة الإسلامية "ينى أكيد" عن النزاع الألمانى التركى حول ذلك، أن "ميركل أسوأ من هتلر"، حيث وضعت صورة للمستشارة مع الصليب المعقوف، وكتبت تحتها: "ميركل تجاوزت هتلر فى القمع والكراهية".
وفى أيلول/سبتمبر من نفس العام، أعرب أردوغان فى خطاب له عن غضبه من تصريح ميركل ومنافسها على كرسى المستشارية آنذاك، مارتن شولتز، فى مناظرة تلفزيونية بينهما حول سعيهما للبدء بمحادثات أوروبية لإنهاء مفاوضات إنضمام تركيا للإتحاد الأوروبي، وقال الرئيس التركى: "ما يحدث هو النازية، ما يحدث هو الفاشية".
وقبل ذلك، فى آذار/مارس 2017، وجّه أردوغان نداءاً إستثنائياً لما يقرب من ثلاثة ملايين شخص ذوى أصول تركية فى ألمانيا، قائلاً: "لا تنجبوا ثلاثة أطفال فقط، بل خمسة"، وهذا ما فُهم من قبل العديد من المواطنين الألمان على أنه دعوة مفتوحة للإستيلاء على السلطة من قبل مؤيدى أردوغان.
وطوال النزاع بين البلدين وقف السياسيون الألمان خلف الحكومة الألمانية، لكن الصخب جاء من اليمين الشعبوى، فالمسئول السابق لحزب البديل من أجل ألمانيا فى ولاية ساكسونيا، أندريه بوغنبورغ، قام بشتم الجالية التركية فى كلمة له فى شباط/فبراير وقال: "تجار الكمّون" هؤلاء مسئولون عن إرتكاب إبادة جماعية بحق 1.5 مليون أرمينى ويريدون أن يحكوا لنا عن التاريخ والوطن؟ هل جُنّوا! على رعاة الإبل هؤلاء أن يذهبوا من حيث أتوا".
ورغم أن هذه ليست لغة سياسيين من الأحزاب التقليدية، لكن هذا أيضاً يلعب دوراً فيما يتعلق بهذه المسألة، كما أن التكهنات بأن الرئيس أردوغان قد يأتى الى ألمانيا لإلقاء كلمة فى الإنتخابات الرئاسية التركية قوبلت بالرفض الصريح، حيث قالت الأمين العام للحزب الديمقراطى المسيحى أينغريت كرامب-كارينباور: "فى الإنتخابات المرتقبة فى تركيا، يجب إجراء الحملة الإنتخابية هناك وليس فى ألمانيا"، وأضافت: "نحن لا نريد أىّ نزاعات داخلية تركيّة فى مدننا، والتى تؤثر على التعايش بيننا".
وكان للسياسى فى الحزب الديمقراطى الإشتراكى بوركارد ليشكا رأي مشابه، حيث قال: "ليست هنالك حاجة لأىّ مظاهر تخدم فى نهاية المطاف الغاء الديمقراطية البرلمانية فى تركيا"، وأضاف: "يجب على السيد أردوغان القيام بحملة فى بلده".
ورغم التوترات، تستمر العلاقات بين المانيا وتركيا من خلال المصالح المشتركة، وهذا يشمل العلاقات الإقتصادية،

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.