رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 5:43 م توقيت القاهرة

المجنون هبنقة

بقلم أحمد جمال موسى

هبنقة هذا بلغ منه الجنون مبلغاً، وخشي ذات يوم أن لا يعرف نفسه، فصنع قلادة من خزف وعلّقها برقبته كى يعرف نفسه، فأرادوا ممازحته، فنزعوا قلادته وهو نائم، فلما استيقظ رأى القلادة في عنق أخيه فقال له: يا أخى أنت أنا فمن أنا؟
بالمناسبة (لم يكن هبنقة عالة، كان يعمل ويكد ويحصل رزقه)
فى كل مجنون نفحة لا توجد فى آخر
كان يعمل راعياً، وإذا وصل إلى المرعى جعل الغنم السمين حيث العشب الغض الطرى، والغنم الهزيل حيث العشب اليابس، ولما سُئل عن هذا قال: لا أصلح ما أفسده الله .

هكذا هم المجانين، تجد لهم رأياً فى كل أمر، وعلى طرافة هذا الرأي وخفته وإثارته للضحك أحيانا، إلا أنه رأي فريد .
أجمل ما فى المجانين أنهم لا يتبنون آراء المجتمع الذى يعيشون فيه، تجدهم يحرصون على هويتهم الثقافية، يريدون أن يثبتوا أنهم مجانين، وأنهم لا يشبهوننا .
إن حرصهم على التمايز عنا كحرصنا على التمايز عنهم، بل هو أشد
وأعتقد أنك لو ناديت أحدهم: یا عاقل لثارت حفيظته مما تثور حفيظة ٲحدنا ٳذا نُودي: يامجنون .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.