رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 1 ديسمبر 2025 7:40 م توقيت القاهرة

المحافظة على موارد المياه

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله ذي الجلال الأكبر، عز في علاه فغلب وقهر، أحصى قطر المطر، وأوراق الشجر، وما في الأرحام من أنثى وذكر، خالق الخلق على أحسن الصور، ورازقهم على قدر، ومميتهم على صغر وشباب وكبر، أحمده حمدا يوافي إنعامه، ويكافئ مزيد كرمه الأوفر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من أناب وأبصر، وراقب ربه واستغفر، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، الطاهر المطهّر، المختار من فهر ومضر، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وذويه ما أقبل ليل وأدبر، وأضاء صبح وأسفر، وسلم تسليما كثيرا كثيرا ثم أما بعد اعلموا أن المؤمن الذي يتقي الله تعالي في كل أموره هو الذي يرجى له الخير في الدنيا والآخرة، فالتقوى أيها المسلمون هي أن تعمل بطاعة الله عز وجل، على نور من الله، ترجو ثواب الله.

وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخشى عقاب الله، وهي ليست مجرد قول باللسان، بل هي عمل يظهر في السلوك والأفعال، التقوى تبدأ من القلب، ولكن أثرها يمتد ليشمل الجوارح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " التقوى ها هنا" وأشار إلى صدره ثلاث مرات " رواه مسلم، فضل التقوى عباد الله، إن للتقوى فضائل عظيمة، وعد الله بها المتقين ومن ذلك هو تيسير الأمور حيث قال الله تعالى " ومن يتقي الله يجعل له من أمره يسرا " فمن يتقي الله يسّر له أموره، وفتح له أبواب الرزق والخير من حيث لا يحتسب، وكما أن من ثمرات وفضائل التقوي هو النجاة من الشدائد حيث قال الله تعالى " ومن يتقي الله يجعل له مخرجا " وقد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن نعمة الماء، وكما ذكرت الكثير عن مجال العناية بالماء، وقد ورد لفظ الماء في القرآن الكريم ثلاثا وستين مرة.

وهذا الرقم يشير إلى عمر النبي صلى الله عليه وسلم، أما حقوق الماء فمنها النهي عن تلويثه حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتقوا الملاعن الثلاث البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل" وهذا النهي يتضمن أمرين، الأول هو المحافظة على موارد المياه من كل أشكال النجاسة، سواء بالتبرز فيها، أم بصرف الماء الملوث غير الطاهر فيها، والثاني وهو يتعلق بإماطة الأذى عن طريق الناس، وذلك بإجتناب أماكن مرورهم في الطريق، أو إستراحتهم حيث يتوفر ظل شجرة أو حائط أو غيره، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يبولن أحدكم في الماء الدائم، ثم يغتسل منه " والحق الثاني وهو النهي عن الإسراف والتبذير فيه، وكما مجال العناية بالماء، هو النهي عن الإسراف ليس مقصودا به الأكل والشرب فقط.

كما ورد في قوله تعالى " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " فالنهي عن الإسراف هنا عام يشمل كل إستهلاك، أيا كان نوعه ومادته وسببه، ولو كان في العبادات كالوضوء للصلاة مثلا، وقد روى ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وهو يتوضأ، فقال له ما هذا السرف؟ فقال أفي الوضوء إسراف؟ قال " نعم وإن كنت على نهر جاري" كذلك روى أبو داود عن عبد الله قبن مغفل قال سمعت رسول الله يقول "إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء " ومعنى الإعتداء في الطهور أي الطهارة، تجاوز الحد المعقول في إستعمال الماء، والخروج من حد الإعتدال المشروع إلى الإسراف المحظور، وجاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يساله عن الوضوء، فأراه ثلاثا ثلاثا، ثم قال " هذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد أساء، أو تعدى، وظلم"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
7 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.