رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 9 مايو 2025 11:13 م توقيت القاهرة

المصطفي وعلامات تدل على صدق نبوته

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله السميع البصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ثم أما بعد إن الناظر في أسباب دخول الناس إلى دين الله أفواجا وإيمانهم بالحبيب المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم وخاصة أكثر العرب الذين لم يكن لديهم علم بتلك البشارات، يجد أنهم آمنوا لما تبين لهم من آيات وعلامات دلت على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم بل إن أتباعه عليه الصلاة والسلام من العرب وغيرهم كانوا أكثر بعد موته، مع عدم إطلاع غالبيتهم على البشارات والنبوءات وهم في تزايد مستمر وذلك لما رأوا من عدل ورحمة ويسر الشريعة التي جاء بها ولما وجدوا من حسن أثر دعوته في أتباعه على مر الأزمان ومن ذلك حسن أخلاقهم. 

وما جاء به من علامات تدل على صدق نبوته، والتي منها القرآن الكريم وهو أعظم الآيات والدلائل وسائر العلامات له تبع والقرآن آية بينة معجزة من وجوه متعددة من جهة اللفظ ومن جهة النظم ومن جهة البلاغة في دلالة اللفظ على المعنى ومن جهة معانيه التي أخبر بها عن الله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته وملائكته وغير ذلك ومن جهة معانيه التي أخبر بها عن الغيب الماضي وعن الغيب المستقبل ومن جهة ما أخبر به عن المعاد ومن جهة ما بين فيه من الدلائل اليقينية والأقيسة العقلية، التي هي الأمثال المضروبة كما قال تعالى في سورة الإسراء " ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبي أكثر الناس إلا كفورا " والقرآن معجز بمعارفه وعلومه ولم يقدر أحد من العرب وغيرهم مع قوة عداوتهم وحرصهم على إبطال أمره بكل طريق. 

وقدرتهم على أنواع الكلام أن يأتوا بمثله، فقال تعالى في سورة الإسراء " قل لئن اجتمعت الإنس والجن علي أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " وقال الإمام الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة إن الذي أتيتهم به يا محمد من التنزيل من عند ربهم لاتساق معانيه وإئتلاف أحكامه وتأييد بعضه بعضا بالتصديق وشهادة بعضه لبعض بالتحقيق، فإن ذلك لو كان من غير الله تعالى لإختلفت أحكامه وتناقضت معانيه وأبان بعضه عن فساد بعض، وإن المعجزات الحسية التي جاء بها الحبيب المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم كثيرة ومنها إنشقاق القمر وتكثير الطعام القليل، ونبع الماء من تحت أصابعه، وبكاء جذع النخلة وسلام الحجارة عليه وتقارب الأشجار له وغيرها كثير مما جمعه أهل العلم في دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم. 

وكذلك إخباره صلى الله عليه وسلم عن المغيبات الماضية والحاضرة والمستقبلة بأمور باهرة لا يوجد مثلها لأحد من النبيين قبله، فضلا عن غير النبيين، ففي القرآن من إخباره عن الغيوب شيء كثير وكذلك في الأحاديث الصحيحة مما أخبر بوقوعه فكان كما أخبر، وكما أن إنتفاع أهل الدنيا بدعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أكمل من إنتفاع سائر الأمم بدعوة سائر الأنبياء، حتى إن المشركين أدركوا هذا الإنتفاع الذي حصله المسلمون من دعوة النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم في سائر نواحي الحياة، فعن سلمان رضي الله عنه أن المشركين قالوا له قد علمكم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة، قال أجل، لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط أو بول، أو أن نستنجي باليمين، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي برجيع أو بعظم " رواه الإمام مسلم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.