رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 18 أبريل 2024 4:15 م توقيت القاهرة

( المُسلم كما اراد الله له)

بقلم/ دكتور احمد يوسف الحلواني

باحث في الشريعة الاسلامية

المُسلِم بطبعه مُحِب للبشرية جمعاء، يبحث عن السلام ويتمناه للناس كل الناس مهما اختلفت أوطانهم وأجناسهم وقومياتهم وكيفما كانت أديانهم وعقائدهم ومذاهبهم.

ومُجرَّد تدبر يسير يُمكِن أن نرسم شكلاً جميلاً مُتناسِقاً وغير مُتناشِذ للغايات الدينية التى نعرف من خلالها ونُحدِّد جوهر الدين كما أراده الله تبارك وتعالى ، الدين الذي هو إسلام الوجه وإسلام القلب، إسلام الكيان كل الكيان لله تبارك وتعالى .

وبعيدا عن الحالة المزرية التي تمر بها الأمة الآن ، من إرهاب وتكفير وتفجير وهذا الغثاء المنفلت ، وفي وقتٍ اشتجرت فيه الآراء واضطربت فيه الفهوم ، واصطدمت فيه وجهات النظر وكلٌ يدّعي وصلاً بليلى؟!

الكل يدّعي ويزعم ويُصِر مُتحمِّساً على أنه هو الذي أصاب فهم صحيح هذا الدين وأن مَن عداه إنما انحرف في قليلٍ أو كثيرٍ عن الجادة ، وهذا بعض سر بلية المُسلِمين في يومهم هذا في هذه اللحظة أو في هذا المُنعطَف التاريخي الذي قد يكون من أشد المُنعطَفات التاريخية حراجةً في حياة و مسار هذه الأمة المرحومة .

رغم هذا كله لابد أن يسمع العالم أنه لاسعادة تُذكَر إلا في الإسلام وبالإسلام القويم الصحيح ، الإسلام الذي اختاره الله سبحانه وتعالى لنا.

{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ }.

فالبسمة الحانية التي ترسل رسالة ودودة إلى الآخرين وتعظم لديهم الثقة فيك وتفهمهم أنه لا ضرر منك والمُنتظَر منك خير وسلام هى الابتسامة التي تكون نصف ابتسامة، أي لا تظهر الأسنان، فهذه ابتسامة لديها القدرة على تعزيز اللطف في نظرة العينيين، أما الابتسامة العريضة التي تُبرِز الأسنان فهذه يقول عنها العلماء المُختصون أنها في الغالب تُخفي وراءها إما مشاعر خوف أو غضب، وفعلاً يُقال هذا يضحك قهراً أو هذه ضحكة مقهور فعلاً، فالإنسان يبكي من القهر ويضحك من القهر، ومن ثم هذه تُخيف و ليست جيدة في التواصل .

والنبي صلى الله عليه وسلم كان لديه هذه الابتسامة ، وهم يقولون أن هذه الابتسامة سر كبير من أسرار النجاح في العلاقات وفي العمل.

فالنبى صلى الله عليه وسلم كان يستقبل الناس بالابتسامة الحانية اللطيفة الودودة ، وهذه فطرة عن صدق ومن ثم كان يفعل هذا بحرارة ، لأنه صادق – عليه الصلاة وأفضل السلام – في حبه للناس.

وهذا معنى أدَّبني ربي فأحسن تأديبي ، وإلا مِن أين أتى بهذه الأشياء؟

مَن الذي علَّمه هذا ؟ في مُجتمَع صحراوي جلف غليظ جافي ومُخيف، مُجتمَع أبي لهب وأبي جهل ، لكنه أيضاً مُجتمَع أبي بكر وعمر وعثمان وعلى رضوان الله عليهم اجمعين .

النبي صلى الله عليه وسلم شخصية كاملة ، الله خلقه وكمله وأعطاه جهازاً روحياً وجهازاً نفسياً كاملاً من غير علم ومن غير تدرب ومن غير أي شيئ ، لأنه الفطرة عليه الصلاة وأفضل السلام ، ومن هنا حب الناس العجيب لهذا الإنسان العظيم ، كانوا يُحِبونه حباً غير طبيعي ولا يصبرون على البعد عنه، يتركونه ساعة أو سويعة ويعودون إلى أزواجهم وما إلى ذلك ومباشرة يحدوهم الشوق ليعودوا إليه، ويُقسِمون أنه أحب إليهم من أنفسهم ومن أموالهم ومن أولادهم ومن كل شيئ، لماذا؟ لأنه شخص تواصلي عظيم وهم لم يفهموا السر العجيب في قوله تبارك وتعالى .

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.