رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 29 أبريل 2024 11:04 م توقيت القاهرة

انتهى هذا الفصل من المسرحية

بقلم عبير مدين 

بدأ المشهد الأول من هذا الفصل من المسرحية الصهيوإيرانية باستهداف القنصلية الإيرانية في سوريا واغتيال القيادي الإيراني محمد رضا زاهدي بعد ساعات من قصف بطائرة مسيرة استهدف مبنى في قاعدة بحرية إسرائيلية في ميناء ايلات واتهمت تل أبيب طهران بالوقوف وراء القصف الخبث المجوسي الصهيوني مرتبط مع بعضه البعض ومتلازمان ووسط تنبؤات بعض الساسة الدوليين بأن ايران سوف ترد ردا قاسيا على استهداف قنصليتها في سوريا والذي يعد انتهاكا للمواثيق الدولية ويعد بمثابة اعلان بالعداء وتنبؤ البعض الاخر من الساسة ان ايران سوف تستغل الحادث للتفاوض والضغط على الولايات المتحدة للحصول على مكاسب تضاف لملفها النووي ثم جاءت تصريحات الإيرانيين متعارضة ومتضاربة والحقيقة كلتا الحادثتين سواء استهداف المبنى التابع للقاعدة البحرية في ايلات او استهداف القنصلية الإيرانية في سوريا جاء في محاولة كسب الداخل والخارج في كلا البلدين ففي إسرائيل التي تشتعل فيها المعارضة  والمظاهرات تنديدا بسياسة نتنياهو في الداخل وحكومته التي بدأت تفقد شرعيتها في الولايات المتحدة وحتى أقرب النواب في الكونجرس المقربين من إسرائيل 
أدلوا في الآونة الأخيرة بضرورة إجراء انتخابات مبكره في اسرائيل وأن نتنياهو يجب ان يغادر الحكم في محاولة لجعله كبش فداء للأحداث السابع من أكتوبر وتدمير قطاع غزة وتشريد اهله وتحميله تبعات أي هجوم محتمل على رفح.
وفي إيران الوضع لا يختلف كثيرا فوجود العدو الصهيوني في الصورة واظهاره بانه يتربص بالدولة والنظام يعد عملية توحيد للصف في الداخل الايراني والهاء للمعارضة والشعب المقهور الذي يتحين الفرصة للتخلص من النظام الملالي وعلى الصعيد الدولي محاولة لكسب ود العم سام أكثر
فالنظام هناك يعلم انه استخدم من قبل امريكا لإضعاف السنه ونشر التشيع وهو يخاف الآن من ان امريكا تريد ازالته بعد القضاء على حماس وبعد ان زادت قوته فوق ارادة امريكا وهذا النظام يقف ضد طموحات اسرائيل في القضاء على حماس (مع ان حماس سنه) فالنظام الملالي يخشى ان ينقل العم سام لأراضيها احدى فيروسات الربيع الذي أصاب بعض دول المنطقة والشعب الإيراني على اتم الاستعداد ان يستقبل أي ربيع                           
لكن ما الذي حدث بعد الهجوم؟
النواب الذين انتقدوا نتنياهو في الكونجرس الأمريكي في الأسابيع الأخيرة تم احتوائهم ووصلت رسائل الدعم من جميع السياسيين الامريكيين و تم نسيان المجاعة والوفيات التي حدثت في غزة، وخاصة المذبحة التي وقعت هذا الشهر والتي راح ضحيتها أمريكي واحد وثلاثة عمال إغاثة بريطانيين تم القضاء على المعارضة المحتملة في الكونجرس لأي هجوم بري على رفح لقد نجح نتنياهو في إعادة التوازن في واشنطن وإظهار الكيان الإسرائيلي بانه ملاك تحاوطه الشياطين من كل اتجاه وتتربص به وان ما يقوم به من عمليات وحشية ليست الا وسائل مشروعه لحماية منشاته ومواطنيه لدرجة ان زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ شومر، والذي دعا نتنياهو إلى الاستقالة قبل بضعة أسابيع فقط بعد الهجوم خرج ليقول "بينما تتعرض إسرائيل لهجوم من إيران، فإننا نقف إلى جانب إسرائيل وشعبها، وستبذل الولايات المتحدة كل ما في وسعها لدعم دفاع إسرائيل ضد إيران"

مخطئ من يظن ان غباء نتنياهو اوقعه واوقع امريكا في الفخ مع ايران رغم ما يعتقده البعض ان امريكا والصهاينة كانوا مرعوبين من حجم الرد الايراني ليس خوفا من ايران
لكن خوفا من ان الهجوم الايراني سوف يكون مرعبا وبالتالي يتطلب رد امريكي صهيوني يزيل نظام الملالي
لكن الحقيقة ان الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأميركية  لا تريد ازالة النظام الايراني لانهم في خندق واحد ضد السنه وزوالها يعني زوال كل مخططاتهم الخبيثة ضد السنه وأنظمة الحكم في المنطقة
وقد جاء الرد الإيراني في المشهد التالي من هذا الفصل من المسرحية في إطار كوميدي إيران لم تستخدم أي من أذرعها في المنطقة للرد كما توقع البعض اذ ان استهداف القنصلية الإيرانية في سوريا كان يستلزم ردا إيرانيا مباشرا يحفظ بعضا من ماء وجهها فأمطرت سماء الكيان بمئات من الصواريخ الباليستية  وكروز والمسيرات وقد تصدت لها أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي واسقطتها
 وجاءت نتائج عملية هجوم إيران لصالح إسرائيل حيث كان اختبارا مهما تتمناه لكي تعرف قدرات إيران وقد عرفت وتيقنت انها قادرة على قصف إيران وعلى توجيه ضربات مؤلمة لها بسبب الفرق الرهيب في التكنلوجيا لصالح إسرائيل المدعومة بترسانة أسلحة أميركية فهذا الهجوم أتى في الوقت المناسب للكيان وإيران معاً (حسب الاتفاق بينهما ) 
لإخراج إيران أمام العالم من مشهد ما سيحدث في رفح وإلا ستكون هي المعتدية ولحفظ ماء وجه إيران (الغير موجود أصلا) وكأنها أخذت حقها و حُجة لإيران في تبرير عدم تدخلها في ما سيحدث في رفح اذا أقدمت إسرائيل على عمليه عسكرية هناك
السيناريو الجديد من المشهد القادم هو ان الجيش الإسرائيلي سيهجم على رفح من محور واحد ويفتح ممرات جهة الشمال من أجل مرور النازحين وغايته تقسيم غزة إلى أكثر من 3 كيانات متناثرة حتى يسهل السيطرة على غزة لاحقا وقت الهجوم ربما يتزامن مع حدث عالمي او سوف يسبقه عملية تسليط الضوء على احداث أخرى في المنطقة من أجل التغطية على هذا الهجوم المنتظر فتشريد الناس لا يحتاج إلا لتصريح دولي والتهدئة في البقعة الآمنة والسماح لفرق الاغاثة من الوصول لها دون تحريك دبابة واحدة والبشر سيتدفقون عبرها بالفطرة لأن هاجس الناس كيف أحمي عائلتي و أطفالي
لكن حال ارتكبت اسرائيل أي خطأ آخر فإن إيران ستكون قاسيه اكثر ويجب على الولايات المتحدة الا تدخل نفسها بين ايران والنظام الاسرائيلي المارق
الان نتنياهو سعيد بهذا الهجوم لأن الأمور سارت كما خطط لها لان العداء بين إسرائيل وايران هو عداء صوري فكل منهما يريد تحقيق طموحاته ومخططاته على حساب السنة ودول المنطقة كلا منهم يريد الثمن للسماح للآخر بتحقيق مخططاته
العداء بينهم هو ان كل منهما يريد تحقيق طموحه ومخططاته على حساب السنة وكلا منهما يريد الثمن للسماح للآخر بتحقيق مخططاته
وبحسب متحدث الجيش الاسرائيلي ان هناك اضرار طفيفة تعرضت لها البنية التحتية للقاعدة في النقب التي اصابتها بعض الصواريخ
اما وزير التراث الاسرائيلي فخرج مهللا بهذا الهجوم قائلا اليوم اعادت ألينا ايران الشرعية الدولية الليلة، حصلت إسرائيل على شرعية دولية واسعة لضرب إيران مجددا اما وزير الدفاع الاسرائيلي قال ان الولايات المتحدة طلبت منهم فقط ان يخبروهم قبل اي رد على ايران في حال ارادوا الرد
واخيرا 
ثم صرح ممثل إيران في الامم المتحدة " امير ايرواني بأن لن تكون هناك حرب بين إيران وإسرائيل 
وأن الهجوم الايراني كان بمثابة الدفاع عن النفس وفقا للمادة 51 بعد ان قصفت اسرائيل مبانيهم الدبلوماسية
وأن كل شيء انتهى بالنسبة لإيران!
وبعد هذا المشهد ربما لن نجد لفترة طويلة انتقادا لسياسة نتنياهو

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.