رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 20 أبريل 2024 5:01 ص توقيت القاهرة

بطولات من سجل شهداء من اجل الوطن

عيد صالح

قصص التضحية والفداء تؤكد أن الإرهاب إلى زوال
لا يحتاج الاحتفاء والاحتفال بالشهداء إلى مناسبة؛ فبطولاتهم التى حفروها فى سجلات البطولات للدفاع عن تراب الوطن، تستحق التسجيل والتذكير فى كل يوم، وبالمواكبة مع يوم الشهيد الذى حل فى 9 مارس الحالى، وذكرى تحرير طابا فى 19 من نفس الشهر، تكون الحاجة دائمة للتذكير بقصص الشهداء وتضحياتهم.
مصطفى حجاجى حلمى: «أنا الشهيد اللى عليا الدور».
استشهد فى 18 يوليو 2015 فى ثانى أيام عيد الفطر أثناء استهداف كمين أبو رفاعى فى سيناء.
ويقول المهندس وائل حجاجى شقيق الشهيد: «طلب أخى نقله إلى سيناء خاصة بعد استشهاد المقدم أحمد الدرديرى ابن مدينة إسنا المجاورة لقريتهم بمحافظة الأقصر، وطلب من قيادته أن يحل مكان الشهيد الدرديرى بالكمين».
وتابع: «أخى الشهيد مصطفى طلب النقل للأخذ بثأر الدرديرى؛ لأنه من نفس بلده على الرغم من أن شقيقى كان مرشحا لموقع أفضل داخل القوات المسلحة إلا أنه تسلم موقع عمله بالكمين حتى لحق بابن بلده فى الشهادة ونالها».
وأضاف: «رفض الشهيد مصطفى إبلاغ أسرته بانتقاله إلى سيناء، ولكنه أبلغ اثنين من قريته وطلب منهم عدم إخبار أسرته، مشيرا إلى أنه عاد آخر مرة إلى مكان سريته، وجمع متعلقاته بالكامل ووضعها فى سيارته الخاصة به، وأغلقها وأعطى مفاتيحها إلى أحد زملائه، وطلب منه أن يسلم المفتاح إلى أسرته؛ لأنه ذاهب إلى سيناء وقال له نصا: «أنا الشهيد اللى عليا الدور».
وقال شقيقه عن آخر أيام استشهاده: «إن الشهيد كان من المفترض أن يحصل على راحة أثناء أسبوع استشهاده، ولكنه رفض النزول بسبب وجود زميل له كان يرغب فى رؤية ابنته، واستبدل الراحة معه».
وأشار إلى أن أحد المجندين كان مع «مصطفى» لحظة الشهادة، وقال إن هناك قذيفة سقطت فجأة على الكمين، وسمع بنفسه الشهيد يردد الشهادة أكثر من مرة.

الشهيد حازم أبو المعاطى «مات الجدع وسط الأبطال»
«فى معركة الكرامة قصص وبطولات للشهيد حازم أبو المعاطى فى ملحمة الـ20 دقيقة والتصدى للعناصر الإرهابية بكل شجاعة فى كمين النقب» هكذا تحدث والد الشهيد حازم.
وقال متحدثا عن ابنه الشهيد: «مات الجدع وسط الأبطال، دافع عن أرضه من الإرهاب، وقال لجنوده: «اضربوا دى أرضكم وعرضكم، واوعوا تهربوا أو تخافوا».
واقعة استشهاد الرائد حازم أسامة أبو المعاطى، قائد كمين النقب بالوادى الجديد، تضمنت استشهاد 8 آخرين من أبطال قوات الشرطة، وذلك بعد قيام مجموعة إرهابية بمهاجمة الكمين.
الشهيد الذى ولد بمنطقة الورديان بالإسكندرية، من مواليد عام 1987، وتخرج فى كلية الشرطة دفعة عام 2008، وتزوج عقب تخرجه، ولديه طفلان هما: مهند 5 سنوات، وفرح 3 سنوات.
وتحدث العميد حسام أبو المعاطى والد الشهيد، عن الساعات الأخيرة قبل وفاة الشهيد، حيث أوضح أن حازم، قام بالاتصال بوالدته فى نفس يوم استشهاده، بالإضافة لاتصاله بزوجته ليطمئن عليها وعلى أولاده.
وقال: «عندما أتى جثمان الشهيد من الوادى الجديد إلى الإسكندرية، وقفتُ مرفوع الرأس، لأن ابنى شهيد وسينتقل إلى الرفيق الأعلى، إلى منازل الشهداء».

العقيد الدرديرى ضحى بنفسه ليعيش جنوده
تقول السيدة ياسمين مصطفى، زوجة الشهيد العقيد أركان حرب أحمد الدرديرى الذى استشهد فى الهجوم الإرهابى المسلح على أحد كمائن سيناء: إن زوجها الشهيد الراحل عمل بعد تخرجه فى الجيش الثانى الميدانى بمدينة القنطرة فى الإسماعيلية، ثم سافر إلى السودان ليشارك فى قوات حفظ السلام عام 2005 وذلك عقب زواجه بـ3 شهور ولمدة عام.
وبحسب ما روته زوجته عن طريق زملاء الشهيد المقربين له، فإن الشهيد هو من طلب بنفسه الانتقال إلى الشيخ زويد فى أبريل 2015، حيث أوكلت إليه مهمة الإشراف على تأمين سلسلة كمائن بالشيخ زويد، وهى كمائن سدرة أبو الحجاج، وأطلق عليها كمائن الزلازل، والتى كان الهدف من إقامتها قطع الطريق على الجماعات الإرهابية، وذلك بسبب تكرار الهجوم الإرهابى المسلح على بعض النقاط الأمنية.
وتابعت: «فى يوم 1 يوليو 2015 حدث هجوم إرهابى على 6 كمائن بالتزامن، واقتحمت الكمين سيارة مفخخة، ودمرتها القوات قبل وصولها إلى الكمين، ثم تلى ذلك محاولة اقتحام أخرى للكمين بسيارات دفع رباعى عليها ما يقرب من 20 إلى 25 عنصرا إرهابيا وكانوا مسلحين، فقام الشهيد أحمد بتفجير سيارتين قبل وصولهما إلى الكمين».
وأضافت: أحد زملاء الشهيد أحمد استشهد خلال محاولة اقتحام الكمين، ثم أعقب هذا الهجوم هجوم آخر عن طريق مسلحين على دراجات نارية يحملون الرشاشات، وعلى الفور تعاملت معهم كل قوات الكمين حيث صفوا منهم عددا كبيرا، وخلال هذا الاشتباك أصيب زوجى فى قدمه اليمنى وواصل القتال حتى أصيبت قدمه الأخرى، وخلال هذه المعركة الضارية أوشكت ذخيرة الكمين على النفاد»
واستكملت: «أعطى الشهيد الدرديرى أوامره لجنوده بأن يحتموا داخل مدرعاتهم ويذهبوا لكمين آخر لإمدادهم بالذخيرة فرفضوا إلا أنه أصر وطلب منهم المغادرة، بينما ظل هو بصحبة جنديين فى موقع الاشتباك، وأثناء ذلك استهدفته رصاصة موجهة من أحد القناصة الإرهابيين فصعد شهيدا». 

المقدم شريف عمر (عريس الجنة)
رفض والد الشهيد التحدث عن ابنه محاولا إظهار تماسكه، وذكر فقط آخر ما قاله وهو يودع ابنه وقرة عينه فى الجنازة العسكرية التى شارك فيها اﻵلاف: «إن العين تدمع، وإن القلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا لفراقك لمحزونون».
وأضاف والده نقلا عن زملاء ابنه الشهيد: «فى طريق المداهمة برفح لاحظ المقدم الشهيد سيدتين من بعد، وكاد أحد الجنود أن يصوب سلاحه تجاههما خاصة أنهما تنقلان أخبارهم من المنطقة التى لايوجد فيها حركة، لكن الشهيد رفض، وقال: (من إمتى جيش مصر بيقتل ستات؟)، وبعد ذلك تبين أن السيدات اللاتى كان هناك شك فى علاقتهن بالإرهابيين، هن السبب فى واقعة استشهاده وفقا لاعترافات المقبوض عليهم بعد ذلك، وهن اللاتى أبلغن بدخوله المنزل الذى انفجر فور عبوره بوابته».
أما والدة الشهيد السيدة إيمان غريب فتحدثت بكلمات من القلب: «شريف ابنى بطل وشرّفنا كلنا، والشظايا استقرت فى قلبى قبل قلبك يا شريف يابنى وكانت النهاية العظيمة لابنى رجلا وبطلا خاصة أنه ضحى بنفسه ودخل بيتا ملغما على مسئوليته الشخصية ليحمى بلده».
وعن آخر دعوة قالتها اﻷم للبطل الشهيد قبل سفره، قالت: «كلمنى ودعيت له (يا رب أشوفك فى أعلى عليين) ما كنتش أعرف إن ربنا هايتقبل منى ويبقى عريس الجنة»

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.