رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 24 أبريل 2024 9:23 م توقيت القاهرة

بقلم محمد العظيم...تعلمت من تحويل القبلة

لحمد للَّه رب الأرض ورب السماء .. خلق آدم وعلمه الأسماء..و أسجـد له ملائكـتـه ... و أسـكـنـه الـجـنة دار البـقاء وحذره من الشيطان ألد الأعداء ثم أنفذ فيه ما سبق به القضاء فاهبطه إلى دار الابتلاء وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس له أنداد ولا أشباه ولا شركاء. خلق السموات و الأرض فى ستـة أيـام وكان عرشـه عـلى المـاء وأشهد أن سيدنا محمدا خاتم الرسل والأنبياء و إمـام المـجـاهـديـن والأتـقيـاء .. و الشهيـد يـوم القيـامـة عـلى الشـهـداء المعصوم صلى الله عليه وسلم فما أخطأ قـط و ما أساء (عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده أو قال أخواله من الأنصار وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك ) رواه البخارى 1- مكانة النبي صلى الله عليه و سلم ومنزلته عند ربه سبحانه وتعالى: قال تعالى(قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) البقرة: 144 فقد كان صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه في السماء ، يحب أن يصرفه الله عز وجل إلى الكعبة ،حتى صرفه الله إليها 2-حب الوطن.. فطرة يقرها الإسلام: وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من مكة وآخر كلامه فيها : «وَاللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَيَّ، وَاللهِ لَوْلاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ» [أخرجه ابن ماجه]. وظل صلى الله عليه وسلم بعد إخراجه منها يقلب وجهه في السماء يود لو أن الله صرف قبلته من بيت المقدس إلى مكة حيث بيت الله الحرام... لوعد الله لنبيه بقوله سبحانه (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ( أنزل الله تعالى قوله) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ( 3- إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم: فقد أخبر الله تبارك وتعالى بمقولة اليهود بشأن تحول القبلة قبل وقوعها. فما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم بآيات قرآنية قبل وقوعه ثم وقع، يدلُّ ذلك على أن صدق نبوته صلى الله عليه وسلم وأنه يخبره الوحي بما سيقع. وفي ذلك يقول الله تعالى(سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) البقرة:142 4- حرص المؤمن على اخية : أظهر تحويل القبلة حرص المؤمن على أخيه وحب الخير له، فحينما نزلت الآيات التي تأمر المؤمنين بتحويل القبلة إلى الكعبة، تساءل المؤمنون عن مصير عبادة إخوانهم الذين ماتوا وقد صلوا نحو بيت المقدس، فأخبر الله ـ عز وجل ـ أن صلاتهم مقبولة . فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : ( لما وجِّه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الكعبة قالوا: يا رسول الله، كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله تعالى" وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ "البقرة الآية143 5- دليل جواز القطع بخبر الواحد : وفيه دليل على جواز القطع بخبر الواحد ، وذلك أن استقبال بيت المقدس كان مقطوعا به من الشريعة عندهم ، ثم إن أهل قباء لما أتاهم الآتي وأخبرهم أن القبلة قد حولت إلى المسجد الحرام قبلوا قوله واستداروا نحو الكعبة. 6- أنّ الله سبحانه وتعالى لا ينسخ حكماً إلا إلى ما هو أفضل منه أو مثله ، كما قال تبارك وتعالى) ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير (سورة البقرة 106 . 7- البعد عن العصبية : كان العرب يعظمون البيت الحرام في جاهليتهم ، ولما كان الإسلام يريد استخلاص القلوب لله وتجريدها من التعلق بغيره، وتخليصها من كل نعرةٍ، وكل عصبيةٍ لغير منهج الله تعالى ، فقد انتزعهم من الاتجاه إلى البيت الحرام، وشاء لهم الاتجاه إلى المسجد الأقصى لفترةٍ ليست بالقصيرة، وما ذاك إلا ليخلِّص نفوسهم من رواسب الجاهلية ثم لمَّا خلصت النفوس وجَّهها الله تعالى إلى قبلةٍ خاصةٍ تخالف قبلة أهل الديانات السماوية الأخرى . وقد وصف الله تعالى هذه القدرة على تخليص النفوس بأنها "كبيرة")وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ) (البقرة: 143] أي : وإن كان هذا الأمر عظيما في النفوس ، إلا على الذين هدى الله قلوبهم ، وأيقنوا بتصديق الرسول ، وأن كل ما جاء به فهو الحق الذي لا مرية فيه ، وأن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، فمع الهدى لا مشقة ولا عسر في أن تخلع النفس عنها أي رداءٍ سوى الإسلام، وأن تنفض عنها رواسب الجاهلية، وأن تتجرد لله تعالى تسمع منه وتطيع، وحيثما وجهها الله تعالى تتجه. 8- قوة هذه الامة فى وحدتها : وأصبح لا يُرَى في الركب قومي *** وقد عاشوا أئمته سنينا وآلمني و آلم كــل حـــر *** سؤال الدهر أين المسلمونا ؟ نتجه جميعا نحو قبلة واحدة فهي أمة إلهها واحد ونبيها واحد وعقيدتها واحدة وقبلتها واحدة، (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)، القوة عند الأمم تكمن في وحدتها واعتصامها بحبل واحد وها هي أمتنا الإسلامية تتلى عليها آيات لو عملت بها لأصبحت- كما كانت- في طليعة الأمم)وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا( والمسلمون كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" 9- صدق التوجه هو المقصود: البر الحقيقي هو بر العقيدة وبر الخلق وبر السلوك، ولهذا ردَّ على اليهود الذين يقفون عند الشكليات بقوله: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا، والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) البقرة: 177 أسأل الله تعالى ان يعلمنا ما جهلنا ويجعلنا ممن يدلون عباده عليه وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.