رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 28 أبريل 2024 12:13 م توقيت القاهرة

تامرجلهوم يكتب : ذنبها أنها أمى .

بقلم : الكاتب والمخرج /تامرجلهوم

هى ليست قصة من واقع الخيال لكنها قصة للأسف من واقع الحياة فهى أعلى درجة من الإنحطاط اللا أخلاقى فهى قصة أغرب من الخيال.

هل أصبحنا نعيش فى اَخر الزمان وعلامة من علامات قرب يوم القيامة ..أم مجرد قصة تخص صاحبها فقط. هل وصلت درجة عقوق الوالدين وبالأخص الأم .إلى هذه الدرجة من الإنحطاط والسلوك اللا أخلاقى والسقوط إلى قاع الجمود والنكران للمرأة التى حملت الأبن الضال ..حملته وهناً على وهن ..سهرت الليالى من أجل راحته؟؟!.

هذه القصة يندى لها الجبين وتقشعر عند ذكرها الأبدان ويتلعثم عن سردها اللسان .القصة كانت فى أحدى العمارات المجاورة لنا فى منطقة وسط القاهرة فهى قصة هزت شعور كل من شاهدها فهى قصة لأم مسكينه بلغت من العمر عتياً واَكل منها المرض حتى شبع فهى طريحة الفراش تعد ساعاتها الاَخيرة وفى ذلك اليوم زاد حال المرض على تلك الأم حتى باتت فى الرمق الاَخير من حياتها .وبينما هى فى تلك الحالة تعانى من سكرات الموت كانت زوجة أبنها على موعد مع فرح أحد أقاربها وكانت مصرة على الذهاب إلى ذلك الفرح مهما كلفها ذلك وبدلاً من أن تجلس بجوارأم زوجها (حماتها)وتطلب منها السماح فربما أخطأت معها فى أثناء حياتها وبدلاًمن أن تلقنها الشهادة أختارت طريقاً اَخر فلبست أجمل مالديها من ملابس وتحلت بما لديها من حلى وتعطرت بماتملك من عطور فواحة طالبة من زوجها أن ينقلها إلى الفرح فطلب منها أن ترجىء هذا الموضوع والبقاء مع والدته حتى يفعل الله فيها مايريد غير أنها أصرت وفضلت الذهاب إلى الفرح ..بعدها دخل الأبن على والدته ليتأكد منها هل مازالت على الحال نفسه ؟غير أنه وجدها قد فارقت الحياة!!!..

وبدلاًمن أن تخلع الزوجة تلك الملابس وتستعد لما هو متبع بعد وفاة الأم وتقوم بالواجب المتعارف عليه أصرت بل شعرت وكأن غمامة قد أزيحت عنها بعد وفاة (حماتها) أخذت زوجها من تلابيبه وذهبت به إلى حيث يوجد (فريزر)كبير وطلبت منه أن يساعدها فى إفراغ ما يحتويه من لحوم وخضروات وغيرها وأن يساعدها أيضاً فى نقل جثة (حماتها)ووضعها داخل (الفريزر ) ...!!.دون أن ينبس الزوج بكلمة واحدة ،وأقفلا باب منزلهما وذهبا إلى الفرح ومكثا يومين،وبعد أن عادا تظاهرا أمام الجيران ومن صراخهما أن والدته و(حماتها) قد وافاها الأجل ،حيث قمت أنا والجيران بإحضار الطبيب المختص الذى كشف على الجثة الذى كشف الحقيقة وهى أن الوفاة قدمضى عليها ثلاثة أيام ،فكان الموقف مدهشاً وغريباً ومؤسفاً ومخزياً فى الوقت نفسه ،وأخذنا ننظر إلى بعض فى صدمة وإندهاش وكأن عينانا تقول لبعضهما ((اللى أختشوا ماتوا))خاصة بعد سماعنا هذه القصة الغريبة التى لايصدقها عقل ولا تخطر على بال بل خطرت على بال شياطين ...!!.

للأسف الشديد هذا العصر وفي مجتمعنا تأتي الزوجة الجديدة إلى بيت الزوجية وهي ترفع شعارات تحرير المرأة، وتتبنى نظرة مشوهة إلى الزواج فتراه مجرد إجراء اجتماعي يكمل صورة الإنسان ولا يترتب عليه أية واجبات، ولا تعلم هذه الزوجة الحديثة أن الله يمهل ولا يهمل وأن التاريخ سيعيد نفسه إن رزقت بالولد، وأن المثل الشعبي القائل 'مصيرك يا زوجة أن تصبحي حماة' هو مثل بليغ في الواقع الاجتماعي.

وفى النهاية أختم قصتى الحزينة بقول رسولنا الكريم ((البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت,أفعل ما شئت فكما تدين تدان))صدقت يارسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.