رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 28 مايو 2024 11:49 ص توقيت القاهرة

تكدس أولياء الأمور أمام المدارس ظاهرة تحتاج للدراسة

كتب : حماده عبد الجليل خشبة

ها نحن نستقبل عاما دراسيا آخر، فى ظل جائحة فيروس كورونا، والذي اجتاح العالم العام الماضي، ليدق المنبه معلناً صباحا جديدا ومشرقا، وقبل طلوع الشمس تستيقظ الأمهات مسرعة لإيقاظ أطفالهن من أجل تجهيزهم وإلباسهم الزي المدرسي الجديد، وإعداد الوجبات و"السندوتشات" لاصطحابها معهم إلى مدارسهم.

جهد مشكور من السادة أولياء الأمور تجاه أبنائهم، لا أرى مشكلة في اصطحاب أولياء الأمور أبناءهم وبناتهم إلى المدرسة في كل صباح، خاصة تلاميذ الحضانة والصفوف الأولى، والمرحلة الابتدائية، لكن غير مقبول أن يجلس أولياء الأمور في الشوارع وعلى الأرصفة، ينتظرون حتى انتهاء اليوم الدراسي.

لا أجد مبررا ولا سبباً منطقياً لتجمعات السادة أولياء الأمور التي تحدث يومياً أمام أبواب المدارس ليودعون أبناءهم في كل صباح وينتظرونهم على ارصفة الشوراع حتى خروجهم وفي الغالب حتي بعد الساعه الثانية ظهرا ، أعزائي أولياء الأمور نعلم جيدا ان أبناءنا فلذات أكبادنا، وما يحدث هو من تجاه العاطفة والخوف الداخلي على أبناءنا ، ولكن ليتك تعلم أخي ولي الأمر أن هذا السلوك غير المألوف يخلق الكثير من التزاحم والتدافع أمام أبواب المدارس ، والتكدس المروري ، ويخلق جو من الفوضى داخل المؤسسة التعليمية نفسها لاحساس التلميذ ان ولي الأمر خارج المدرسة ينتظره.

إعلم عزيزي ولي الأمر أن هذا لا يكرس إلا فتوراً وضعفاً في شخصية الطالب، لابد أن يعتمد الطالب على نفسه، لا يمكن لطالب في مراحله التعليمية الأولى أن يبنى شخصيته في هذه الأجواء من الخوف التي تسيطر على أولياء الأمور تجاه أبناءهم وهم داخل المؤسسة التعليمية التي تحرص على الطالب اكثر من ولي الأمر نفسه.

يجب أن نتخلى عن هذه الظاهرة السلبية التي باتت ان تكون عادة يمارسها أولياء الأمور يوميا في كل صباح بدلا من إعطاء النصيحة لابناءة.

لا بد ان نترك أبناءنا يعيشون تجاربهم الخاصة، ويستمتعون بأجواء التعلم داخل المدرسة ويخطئون ويصوبون اخطائهم بأنفسهم وبتعليمات مُعلمِهم ، ويكتشفون أصدقاء هم بأنفسهم ، ويتعلمون من التجارب والمحاولة والخطأ، حتى يصلوا إلى قناعات ذاتية، تساعد في بناء شخصيتهم وعقولهم على نحو ينفعهم وينفع المجتمع بهم، دون أن يكونوا نماذج آلية مشوهة، تتلقى التعليمات والأوامر وتنفذها دون تفكير أو استيعاب.

الأمر كاد ان يصبح مشكلة ، ومشكلة تحتاج إلى علاج واضح وتدخل صريح، وإن كنا نرصد هذه الظاهرة في أيام الامتحانات، خاصة المرحلة الثانوية، إلا أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر بهذه الصورة،

كلا منا له دور كبير في توعية أولياء الأمور الذين يصطحبون أبناءهم الي مدارسهم ثم ينتظرونهم حتى خروجهم، لقد أضعت وقت كبيرا دون فائدة كنت من الممكن أن تستثمر هذا الوقت في شئ مفيد لك ولابناءك.

مشهد عجيب يحتاج منا جميعا إلى مراجعة أنفسنا حفاظا على صحة الطلاب وتحقيقا للانضباط بالسماح للمدرسة بالقيام بدورها في استقبال الطلاب وتسكينهم بالفصول بطريقة منظمة.

يجب أن نعلم جميعا، أن التعليم في المدارس حضوريا هو الطريقة الأفضل للتعليم ليس للقراءة والكتابة والرياضيات فحسب، وإنما لتعلم المهارات الاجتماعية وممارسة التمارين واكتساب المهارات والقدرات الفردية والجماعية التي قطعا لا يمكن توفيرها بالتعليم عن بُعد أو فى المنازل، ويجب أن نساهم جميعا فى نجاح قرار عودة المدارس.

حفظ الله مصر وأبنائها
.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.