رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 19 مايو 2024 6:38 ص توقيت القاهرة

تونس ..إثارة الجدل حول إلغاء الحبر الانتخابى فى البلديات

كتبت :- إيمان رأفت

تعيش تونس جدلاً كبيراً بعد قرار مجلس الهيئة التونسية العليا المستقلة للانتخابات عدم اعتماد الحبر الانتخابي عند الاقتراع خلال الانتخابات البلدية المُقرّر تنظيمها يوم 6 مايو 2018 والاكتفاء بتوقيع الناخب.

وكشف المدير التنفيذي لحركة نداء تونس حافظ قائد السبسي عن وجود ما وصفها بـ«ضغوطات عديدة تمارس على الهيئة العليا للانتخابات لاعتماد إمضاء الناخبين عوض الحبر في الانتخابات البلدية المقبلة» محذراً «من خطورة خضوع هيئة الانتخابات لهذه الضغوط»، وأشار إلى أن حذف الحبر يعتبر «ضرباً لمصداقية العملية الانتخابية وشفافيتها وفتح خطير لأبواب التزوير والتزييف بما سيهدد لا فقط مصير الانتخابات البلدية بل ومصير الاستقرار في بلادنا» وفق تعبيره.

ودعا إلى مواصلة اعتماد الحبر الذي قال إنه «اقترن كأسلوب ورمزية بالطريق المميز الذي اختارته تونس على درب الحرية والديمقراطية تجسد في تجارب ثلاثة انتخابات حرة وديمقراطية وشفافة شهد لها كل العالم وهي انتخابات المجلس التأسيسي في 2011 والانتخابات التشريعية في أكتوبر 2014 والانتخابات الرئاسية في ديسمبر 2014»، مشدداً على أن أي تغيير في اعتماد الحبر الانتخابي والاستغناء عنه وتعويضه بالإمضاء هو بمثابة اللعب بالنار.

ريبة وشكوك

من جانبه، قال الأمين العام للتيار الشعبي والقيادي بالجبهة الشعبية زهير حمدي، أن قرار مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عدم اعتماد الحبر الانتخابي عند الاقتراع خلال الانتخابات البلدية والاكتفاء بإمضاء الناخب فقط، فيه كثير من ريبة ويثير عديد الهواجس، لافتاً إلى أن عدم اعتماد الحبر الأزرق يثير الشكوك كثيراً ويثير الريبة أكثر، وفق تعبيره.

إلى ذلك، عبرت رئيسة الجمعية التونسية من أجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات «عتيد» ليلى الشرايبي، عن تخوف الجمعية من عملية إلغاء الحبر الانتخابي، مشيرة إلى أن هذا القرار يمكن أن يكون مدخلاً للتصويت مرتين. يذكر أن مداولات مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في جلستها المنعقدة بتاريخ 29 يناير 2018 أفضى من بين قراراته، قرار عدم اعتماد الحبر الانتخابي خلال الاقتراع في الانتخابات البلدية، وقد أبدى كل من نبيل بفون وفاروق بوعسكر عضوي الهيئة اعتراضهما على هذا القرار وتمسّكا بضرورة عدم الاستغناء عن الحبر الانتخابي يوم الاقتراع.

كلفة الحبر غالية

بالمقابل، نفى عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فاروق بوعسكر، نفياً قاطعاً أن يكون إلغاء الحبر الانتخابي مدخلاً لتزوير الانتخابات البلدية أو تخل من الهيئة عن مبدأي الشفافية والنزاهة. وأوضح أن قرار مجلس الهيئة إلغاء الحبر الانتخابي مرده أن كلفة الحبر مرتفعة بعض الشيء، بالإضافة إلى أن أغلب الأنظمة الديمقراطية تخلت عن اعتماد الحبر في الانتخابات وتعتبره آلية قديمة، وفق تعبيره.

وأضاف عسكر أن الوثيقة الوحيدة للتعريف بالناخب في الانتخابات البلدية، هي بطاقة التعريف الوطنية، ونظراً إلى أن الانتخابات البلدية هي انتخابات القرب بالأساس، فإن الإمضاء لا يشكل أي خطر على العملية الانتخابية لأن الناخب مسجل في دائرة انتخابية واحدة، فضلاً عن وجود مراقبين وملاحظين ما يعزز شفافية الانتخابات، حسب قوله. وبين، فاروق بوعسكر، أن عدم موافقته وزميله نبيل بفون، على إلغاء الحبر الانتخابي لا يعود إلى أن هذا الأمر يمكن أن يشكل خطراً على العملية الانتخابية وإنما بسبب أن الحبر أصبحت له رمزية خاصة عند التونسيين ويؤثر في نفسية الناخب، ولكنهما يحترمان قرار مجلس هيئة الانتخابات الذي تمت المصادقة عليه بأغلبية الأعضاء.

وأوضح أنه سيتم اعتماد التواقيع فقط وأن إلغاء الحبر لن يؤثر على العملية الانتخابية.

كما أكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات محمد التليلي المنصري أن قرار حذف الحبر الانتخابي عند عملية الاقتراع خلال الانتخابات البلدية والاكتفاء بإمضاء الناخب فقط لن يمثل أي خطر عن سير الانتخابات البلدية وشفافيتها. وشدد المنصري أن الهيئة لم تتعرض إلى أية ضغوطات كما يروج العديد، مشيراً إلى أن العملية الانتخابية ستكون حرة وشفافة ولن تتعرض إلى أي محاولة تزوير أو تزييف نظراً إلى وجود مراقبين وملاحظين للوقوف على سير عمليات الاقتراع.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.