رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 30 أبريل 2024 9:39 ص توقيت القاهرة

جمال أبوالخير يكتب : الطريق إلى سرت والدعم المصري لأحفاد المختار.

كتب إياد رامي.

يجمع علماء الإقتصاد ورجال السياسة على أن الاقتصاد يعد الركيزة الأساسية لاستقرار الدول والمحرك الأول للقوى والجيوش من أجل السيطرة على مصادر الثروة ومع تطور المواجهات العسكرية التقليدية تغيرت أساليبها وأصبحت تدار بطرق خفيه لا يدركها سوى قلة من الشعوب المثقفة الواعية لما يدور حولها وما يحاك ضدها من مؤامرات ومخططات خبيثة لإسقاطها والسيطرة عليها ويطلق على هذا النوع من الحروب بالجيل الرابع ، وقد تنبهت القيادة المصرية لهذا النوع الجديد من الحروب وحذر منه الرئيس السيسي في كثير من خطاباته فمصر العصية لم تكن بعيدة عنه بل كانت الجائزة الكبرى كما وصفها أهل الشر في مخطط الشرق الأوسط الجديد إذ أن موقعها الاستراتيجي ودورها التاريخي يفرض عليها أن تكون في قلب المعركة والمتابع للأحداث منذ حرب العراق عام 2003 والعمل على تقسيمه والسيطرة على ثرواته النفطية والمائية بما في ذلك دول الشام وسوريا ودول الربيع العربي في ليبيا وتونس واليمن يدرك أن خيوط المؤامرة أصبحت واضحة للقاصي والداني.

فما يدور الآن على الساحة الليبية بالقرب من حدود مصر الغربية بات يؤكد على سعي قوى الشر لتطبيق نفس السيناريو الخبيث وأن انتقال الأحداث إلى الأراضي المصرية أصبح مرهوناً بالوقت والزمن لم يجد قوة رادعة وحاسمة ذلك استكمالا للمخطط الصهيوني من الفرات إلى النيل بمحاصرة مصر من جميع الاتجاهات وتهديد أمنها القومي بالتعاون مع وكلائه وعملائه بالمنطقة بالاستعانة بالتنظيمات والجماعات الإرهابية وأتباعهم في الداخل والخارج من خلال جميع قنواتهم الإعلامية التي تبث سمومها ليلا ونهارا إضافة إلى استغلال شبكات التواصل الاجتماعي واللجان الالكترونية بإذاعة الأخبار الكاذبة ونشر الشائعات وإثارة الفوضى والفتن والتشكيك في مؤسسات الدولة للقضاء على الثقة بين الشعب ومؤسساته الوطنية لاسيما المؤسسة العسكرية التي كانت ولا زالت تمثل الشوكة الكبرى في أعناق أعدائها المتربصين بالوطن.

لقد أدركت القيادة المصرية بحنكتها السياسية ذلك المخطط الذي يهدف للإطاحة بمصر وتقسيم ليبيا والسيطرة على ثرواتها النفطية لاسيما بعد استغلال النظام التركي المحتل الأزمة السورية وقام بنقل 16000 إرهابي ومرتزق من بينهم أطفال سوريين دون سن الثامنة عشر مستغلا حاجتهم للمال وتم تزويدهم بكل أنواع الأسلحة والذخيرة في ظل صمت تام لدول أوروبا وأمريكا وحلف الناتو الذي يعمل تحت مظلته النظام التركي المحتل .

وانطلاقاً من مسؤولياتها القومية والعربية والإقليمية للدفاع عن شقيقتها العربية الليبية وضعت القيادة المصرية خارطة طريق من خلال مبادرة القاهرة لوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات بين جميع الأطراف الليبية المتنازعة دون استبعاد أي فصيل وإعطاء الفرصة الكاملة للشعب الليبي للتعبير عن رأيه دون أي تدخلات خارجية أو أجنبية وحظيت المبادرة تأييدا شعبيا وعربياً ودوليا واسع النطاق إلا أن تلك المبادرة لم يستجب لها بعض الفصائل الليبية التي تنادي بوطن مستقل مثل الأمازيغ والتنظيمات ذات المصالح والأجندات الخاصة يدعمها في ذلك النظام التركي المحتل صاحب الشهوة الخبيثة في إحياء ذكرى إمبراطوريتهم العثمانية القديمة بإقامتها على أنقاض الدول العربية في شمال أفريقيا للسيطرة على ثرواتها النفطية والمائية كما حدث بالعراق وسوريا .

ومع مطالبة زعماء القبائل العربية الليبية وبرلمانها المنتخب وقياداتها من الجيش الوطني الليبي بضرورة تدخل مصر للتصدي للعدوان التركي الذي لم يعد يخفي نواياه بالتقدم نحو الجهة الشرقية من ليبيا لاحتلال مدينة سرت والجفرة ومع استشعار القيادة السياسية المصرية بحنكتها مدى الخطر القادم وأثره الكبير على استقرار المنطقة والدول العربية أصبح معه تدخل الجيش المصري للحفاظ على وحدة الأراضي الليبية والأمن القومي المصري ذات طابع شرعي تدعمه جميع القوانين والدول وفي مشهد تاريخي أمام دول العالم وأثناء افتتاح قاعدة جرجوب قرب الحدود الليبية لحماية المنطقة الاقتصادية لمصر جاء الإعلان الحاسم للرئيس السيسي بأن (سرت والجفرة خط أحمر) بالنسبة لأمن مصر القومي كان ذلك صفعة كبرى وضربة قاضية قلبت كل الموازين والمخططات وترنحت أمامه قوى أهل الشر وكشفت وأربكت حساباتهم بخط أحمر أمسكت بإحدى طرفيه القاهرة ثم أمسكت بطرفه الآخر معظم الدول العربية وتبعهم الكثير من دول العالم ورحبت به القيادة الليبية وجموع الشعب الليبي الحر .

والمؤكد أن الرئيس السيسي لم يحديد الطريق إلى سرت والجفرة بالخط الأحمر عشوائيا بل إنه أشبه كثيرا بالطريق إلى إيلات الإسرائيلية الذي سطرت معالمه كتب التاريخ بدماء الشهداء من أبطال البحرية المصرية فكلا الطريقين تم رسمهما بإرادة سياسية حكيمة وحاسمة لردع العدو والدفاع عن أمن الوطن وتأتي أهمية مدينة سرت حيث تقع جغرافيا في وسط المدن الليبية وتبعد 600 كم عن بني غازي و تبعد 450 كم عن العاصمة طرابلس كما أنها المدخل للشرق الليبي وبني غازي بالقرب من الحدود المصرية والمدخل الرئيسي لمنطقة الهلال النفطي التي تعد أهم منطقة اقتصادية لاحتوائها على اكبر آبار النفط وما يقارب 80% من احتياطي النفط الليبي لذلك تسعى الميليشيات التركية للسيطرة عليها لاستغلالها كأحد أهم مصادر التمويل للمرتزقة والإرهابيين أما منطقة الجفرة يوجد بها أكبر قاعدة عسكرية في ليبيا وتعد مركز عمليات رئيسي للجيش الوطني الليبي وتمثل نقطة التحكم في الوسط الليبي وتعد ميزان القوى الاستراتيجي في ليبيا فكان الخط الأحمر المرسوم حدا فاصلا للحفاظ على الأراضي الليبية وردع كل إرهابي أو مرتزق تسول له نفسه تهديد أمن مصر القومي .

وتزامننا مع تلك الممارسات الاستعمارية للنظام العثماني المحتل انطلقت حملات ممنهجة من عملاء ووكلاء إسرائيل وعرابي خراب الأوطان بالمنطقة عبر وسائل الإعلام وقنوات الضلال بمساندة ودعم لجانهم الإلكترونية لنشر الفوضى وتخويف المصريين والتشكيك في قيادتهم وجيشهم الوطني لتشتيت الانتباه والضغط على صانعي القرار وفتح أكثر من جبهة في نفس الوقت بالدعوة لترك الساحة الليبية للمحتل التركي والمرتزقة والإرهابيين والتوجه جنوبا نحو أثيوبيا لضرب سد النهضة ليتسنى لهم تأسيس وإرساء دعائم إمبراطوريتهم التي يزعمون أنها تسعى لتحرير القدس ونصرة الدين ولكن وعي الشعب المصري الذي أعلن تفويضه الكامل للرئيس السيسي وتأييده الكبير لدعم مؤسسات الدولة وأعلن ثقته المطلقة في قواته المسلحة حيث أدرك المصريين أن مشكلة الغاز ومحاولات السيطرة عليه في المحتل التركي في شمال البحر المتوسط ومشكلة ليبيا والسعي لتقسيمها والسيطرة على نفطها من المرتزقة والإرهابيين من جهة الغرب ، وما يدور في سيناء من حرب ضد التنظيمات والجماعات الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا وإسرائيل من جهة الشرق ، ومياه النيل والتعنت الأثيوبي المدعوم من تركيا وإسرائيل في الجنوب جميعها قضايا إستراتيجية خطيرة تهدد أمن مصر القومي ولكل منها طريقة للتعامل وفقا للظروف والأحداث والتوقيت المناسب الذي تقرره قيادتنا الرشيدة .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.