رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 27 مايو 2024 5:52 ص توقيت القاهرة

جمال البدايه وصدق النهاية

بقلم د.امل مصطفى

دائما تكون البداية جميلة ، بداية كل شىء واى شىء ، بداية الحياة ، بداية النهار بداية العلاقات ، بداية عمل جديد ، بداية المشاعر ، تلك اللحظات التى تحيا بها مشاعر وتموت اخرى ، نتذكر دائما البدايات ونتمنى ان تكون كل حياتنا بدايات ،

وكل علاقتنا بدايات .. ليت اللحظات تتوقف عند البدايات عند اول فرحة ، واول دقة قلب مغمورة بالسعادة والامل ، عند بداية اجمل المشاعر واصفاها وهى مفعمة بالحماس والاشراق والحيوية والدهشة ، عند اول كلمة حب صافية من قلب يملؤه الحب والصدق .. البداية صدق وعهد ورؤية وتأمل فى غد اجمل فى حياة اجمل..

”أجمل ما في الحب البدايات لا أريد من الحب إلا البداية".. هذا ما أكده الشاعر محمود درويش في إحدى أروع قصائده.. فالجمال والبهاء يكون في لحظة بزوغ الفجر ومع شروق الشمس، وإطلاق أشعتها الأولى في بداية كل يوم ، لهذا تكون البدايات في علاقات الأشخاص جميلة وسهلة نقية مغلفة بطابع من الجمال فى كل شىءيتوجها بريق عينين مشرق يغمر الروح لذة وسعادة

لكن السؤال لماذا دائما تكون البداية جميلة والنهاية مؤلمة لماذا نتمنى ان البداية يتوقف الزمن عندها وان تدوم ؟

لان توالى الاشياء وتكرارها فى حياتنا يجعلها باهتة باردة ويسلب منها التعود والالفة ما كانت تمتاز به من اندهاش واثارة تسعدنا وتزرع البهجة فى نفوسنا

، و نذكر بداية العلاقات الانسانية بصفة خاصة تكون فيها البدايات كلحظة الشروق كلحظة بزوغ الفجر بعد ليل مظلم لماذا تكون هكذا لان العقل يغيب فيها ويخدر تحت تأثير المشاعر وشغف الاكتشاف ..

كثيرا ما يظهر الناس فيها اجمل ما عندهم من صوت وصورة وتصرفات تشعرنا انهم الانسب لبناء علاقة جميلة وطيدة معهم.. وتكون ايضا البداية وليدة مغلفة بلذة المعرفة نقية من المشاكل والاختلاف مما يجعلنا فى رغبة فى ربط علاقات الود معهم الى ان تأتى مرحلة سقوط الاقنعة فتأتى

النهاية مسرعة محملة بالم عدم الحكم بشكل سليم منذ البداية ، والم عدم الالتزام والوفاء بالعهد والوعد ، فعلى الرغم من جمال البداية الا ان النهاية جمالها بصدقها ووضوحها وتجلى العقل فيها بالقرار الراجح وظهور الكثير على حقيقتهم التى لا تظهرها البدايات..

يقول نزار قبانى رغم كل البدايات الجميلة التى مر بها وعانقته نشوتها ، لم يجد فى اخر ايامه من يؤنس وحدته من صديق او محب او قريب فراح يردد حزينا (لم يبقى شىء فى يدى هربت عصافير الطفولة من يدى ، هربت حبيباتى وذكرياتى واقلامى واوراقى لم يبقى عندى ما اقول يبست شرايين القصيدة وانتهى العمر الجميل)

قيل لأحدهم : كيف تعرف من يحبك ؟؟ قال من يحبني يشعر بالنقص من دوني ولو امتلك كل شيء ويشتاق الي ولو كان حوله الف حي

هو الذي يعاملني كأنه يراني لأول مره ويحافظ علي كأنني الوحيد فى العالم هو الذي لايعترف معي بالنهايات، يحبني

كل يوم مثل البدايات ،هو من يحتفظ بالعهد والوعد تحت تاثير المتغيرات.. فيصبح عند ذلك لدينا جمال البداية والمنتصف والنهاية ولنجعل البداية أكبر محفز لنا واكبر انطلاقة للنهاية اللهم ارزقنا جمال البدايات وتوفيق الاستمرار وحسن النهاية فما بين بداية ونهاية حياة

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.