جميل أنت يا ميلاد طه

بقلم مصطفى سبتة
فؤادى على طه يصلى وليته
على قدر ما صليت لى يتشفعُ
محمدٌ يا خير الأنام تحيةً
وحبًا على الأيام لا يتزعزعُ
لئن جلّ ذكرك فى لسانى مادحاً
فذكرك فى قلبى أجل وأرفعُ
عليك صلاةُ الله ما عنّ خاطرٌ
عليك سلامُ الله ما حنّ أضلعُ
لأنت الذى بالحق أُرسلت رحمةً
وأنت الذى فى الهدى أقفو وأتبعُ
لقد كانت الدنيا ظلاما مخيما
فجئت كما تبدو الشموس وتطلعُ
أضأت سماء الكون نورا وأرضه
فصلى عليك الإنس والجن أجمعُ
وكان ابن آدم فى الجهالة مُغرقا
يهيم بصخرٍ لا يضر وينفعُ
فحطمت صرح الشرك فى الأرض واستوت
بك الأرض تعنو للإله وتصدعُ
غمرت نفوس الناس بالخير فاهتدت
وكانت نفوس الناس فى الشر ترتعُ
وبلّغت من عند الإله رسالةً
إلى الناس تهدى للصراط وتشفعُ
ومن معجزات الله أنك مرْسلٌ
وأنت الفتى الأمي تتلو وتُطْلِعُ
رفعت لواءَ الدين بالسلم بادئا
وحين استبد القوم بالحرب ترفع
نشرت كتاب الله فى الأرض هاديا
وخلفك صحبٌ من بنانكَ أطوعُ
إذا قيل :من للسلم؟قلت:محمدٌ
يؤلف بين القلوب ويجمعُ
إذا قيل من للحرب؟قلت:محمدٌ
يواتيه جيش للإله مقنّعُ
وإن قيل من للرأى؟قلت:محمدٌ
يوافيه وحى للإله ممنّعُ
وإن قيل من للحكم؟قلت:محمدٌ
يفصل بين الورى ويشرعُ
وإن قيل من للعلمِ؟قلت:محمدٌ
يعلمه رب السماءِ فيبدعُ
وإن قيل من للحق؟قلت:محمدٌ
لأحمدَ فيه غضبةٌ ليس تُدفعُ
وإن قيل من للحب؟قلت:محمدٌ
لطه على عرش القلوب تربعُ
وإن قيل من للخلق؟قلت محمدٌ
ومن مثله فى الخَلق أبهى وأروع؟
أحبك يا نور الأنام وإننى
بحبك صافى الود لا أتصنعُ
جمالك فى عينى بدر مطهرٌ
أذكرك فى سمعى نشيدٌ مُوَقّعُ
بكل جميل من خصالك مغرمٌ
وبالسيرة الغراء ما عشتُ مولعُ
مجيئك إفضال على الكون مُسبَغٌ
وتاجٌ على رأس الزمان مرصعُ