رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 23 مايو 2024 12:28 ص توقيت القاهرة

حالة إحباط

بقم/ سعيد الدالي
 
جاء أمرء يومًا إلى زاهدًا عجوز قائلاً له: لقد غمرتني الذنوب؛ وسيطر اليأس على وأشعر أن الله غاضبًا منى وبحر المعاصي يغمرني كالماء  لا أستطيع النجاة؛ فماذا أفعل؟!
 
فتبسم الزاهد العجوز وقال له: صدقت يا بنى فمن ينجو مما ذكرت ولكن هناك حل .. فقال له الشاب أخبرني به سيدي ولك ما تشاء.
 
فقال له الزاهد:  هل تجيد العوم قال له لست ماهرًا سيدي، فطلب منه العجوز ان  يركب معه قاربه الصغير لصيد بعض الأسماك من البحيرة  فوافق الشاب على أمل أن يجد ما يشفي صدره ويريح قلبه ويخرجه من ظلمات يأسه، وبينما الشاب يجدف  حتى وصل القارب إلى وسط البحيرة، فطلب منه العجوز ان يقف على حافة القارب ويلفي بالشباك، ففعل الشاب وهنا كانت المفاجأة؛ دفعه العجوز بقوة وسط البحيرة  فسقط الشاب وغمرته المياه، وما بين شهيق وزفير قاوم الشاب بسباحة عشوائية الغرق، وظل ما يقرب من ساعتين يقاوم الموت والغرق ويطلب من العجوز إنقاذه والعجوز يشاهد ويتبسم.
 
وبعد مضي ساعتين ونصف من مقاومة الغرق تمكن الشاب من الوصول إلى مقدمة القارب فتمسك بقوة وظل يلتقط أنفاسه حتى تمكن من القفز داخل القارب وبصوت  الغضب صرخ في العجوز لماذا أرد أن تقتلنى ؟!
فقال له: يا بني علمت جيدًا أنك ستنجو؛ حينما أخبرتني أنك تجيد فنون السباحة ولكنك لست بماهر.
 
 فخوفك من الموت جعلك تقاوم حتى نجوت، وهكذا هي حالة يأسك يابنى: خوفك من الله سيجعلك تنجو من يأسك و تتطهر من المعاصي فلا يقنط من روح الله إلا القوم الكافرين، فلا يأس مع أيمان وإرادة، فقاوم بنى معاصيك كما قاومت مياه البحيرة وتعلق بإيمانك ستنجو ويزول اليأس.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.