هذه الكلمة العبرية من مقطعين " هر " بمعنى جبل ، و " مجيدو " و هو وادي بأرض فلسطين ، فهي تعني جبل مجيدو بفلسطين . هذه الكلمة على بساطتها تعني الكثير و الكثير ، فهي تسيطر على أدمغة المثقفين من " المسحيين " خاصة رؤساء أمريكا ، بل تعتبر المحرك الأساسي و الموجه الرئيسي للسياسة الأمريكية و الغربية المسيحية عموماً .
و قد أوردت في طائفة من أقوال رؤسائهم و علمائهم و مثقفيهم في شأن هرمجدون ، غير أنني أورد هنا نصاً واحداً لكل طائفة من طوائف القوم من باب الإشارة و بيان معتقدهم في هذه الكلمة " هرمجدون " .
يقول " رونالد_ريجان " الرئيس الأسبق لأمريكا : " إن هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيرى هرمجدون" .
و يقول " جيري فولويل " زعيم الأصوليين المسيحيين : " إن هرمجدون هي حقيقة إنها حقيقة مركبة ، و لكن نشكر الله أنها ستكون نهاية العامة ".
و هذه الكاتبة الأمريكية " جريس هالسل " تقول في كتابها " النبوءة و السياسة " "إننا نؤمن كمسيحيين أن تاريخ الإنسانية سوف ينتهي بمعركة تدعى " هرمجدون " و أن هذه المعركة سوف تتوج بعودة المسيح الذي سيحكم بعودته على جميع الأحياء و الأموات على حد سواء"
أتدرون ما سر اهتمام الغرب المسيحي قادة و علماء و مثقفين و كثير من عامتهم بهذه الكلمة " هرمجدون " ؟! ..
إن ذلك يرجع إلى أن هذه الكلمة مذكورة في " الإنجيل " في أكثر من موضع و هو كتاب مقدس عندهم ، حتى بعد تحريفه و تبديله . فهي إذن كلمة مقدسة لها معنى مقدس عندهم ، و من هنا جاء اهتمامهم بها .
فقد جاء في سفر الرؤيا (16/ 16) : ( و جمعت الأرواح الشيطانية جيوش العالم كلها في مكان يسمى " هرمجدون " . ( ص388 الناشر : دار الثقافة) .
فهذا اعتقاد العامة منهم و المثقفين و العلماء ، و هذا سر اهتمامهم بـ " هرمجدون " لأنها عقيدة عندهم ، أما القادة و العسكريون فيجمعون إلى هذا السر في الاهتمام بـ " هرمجدون " سبباً آخر كشفت عنه " جريس هالسل " في كتابها المذكور (ص40) إذ تقول :
( و يعتبر العسكريون – خاصة الغزاة القدماء – هذه المنطقة موقعاً استراتيجياً ، يستطيع أي قائد يستولي عليه أن يتصدى لكل الغزاة ) .
أظن هذا السبب المذكور يكشف لنا سر تمكين الغرب لليهود من إقامة دولة بأرض فلسطين بــ وعد_بلفور" و استماتتهم في الدفاع عنهم ، لأن هذه الدولة الناشئة – التي وافقت أطماعها أطماعهم – هي قاعدة عسكرية لهم في " هرمجدون " ؛ لأنهم يخططون للمرحلة القادمة من المواجهات المحتومة .
و من العجب أننا حين نرى أقوال أهل الكتاب قد تواطأت و كلمتهم اتفقت على اعتبار هرمجدون عقيدة و حقيقة ينتظرونها ، نجد كثيراً من المسلمين بل أكثرهم لا يعلمون عنها شيئاً . بل على العكس يهاجمون من يحاول تنبيههم إلى خطرها القادم ، و المرء عدو ما يجهل .
إن النصارى جميعاً يعتقدون أن المسيح هو الرب المخلص : ( Jesus is The Christ ) و أنه لابد سينزل آخر_الزمان و يجئ من السماء بمجرد أن تقوم حرب " هرمجدون " النووية الفظيعة ، ليأخذ أتباعه و يرفعهم فوق السحاب ، حتى لا يعاينوا أهوال الحرب الضروس . بل يظلون في " البلكونة " فوق السحاب – كما يقولون – حتى تفرغ الحرب من القضاء على الأشرار أو بمعنى أصح " #الإرهاب " . يقول لهم السيد المسيح :
" سآتي أيضاً و آخذكم " . " لتكن أحقَّاؤكم مُمَنطَقة ، و سُرجُكُم موقدة ، و أنتم مثل أناس ينتظرون سيدهم حتى يرجع من العرس ، إذا جاء و قرع يفتحون له للوقت طوبى لهؤلاء العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين ..." ( لوقا :12: 25- 37) . و لذلك فإنهم ينتظرون " هرمجدون " بل و يستعجلون مجيء المسيح و يقولون متغنيين : (O Jesus Come) ، " أيها المسيح تعال " . و " حبيبنا يا #يسوع . آمين تعال " ، و قد علمتم أنهم يعتقدون أنه لن يأتي حتى يمهدوا له الأرض بالقضاء على الأمم الأخرى أو الأشرار في معركة " هرمجدون " .
و من هنا جاءت أهمية التنبيه على خطورة هذه الكلمة و ضرورة إلقاء البيان الخاص بهرمجدون .
توضيح معنى :
لإزالة سوء فهم وقع فيه البغض – يغفر الله لنا و لهم – نقول : إن المقصود بحديثنا عن هرمجدون ليس اللفظ و الكلمة ، و إنما المراد المدلول و المعنى ، فإنها كلمة تعني الكثير . فإذا كان بعض المسلمين انشغل باللفظ عن المعنى و شغل نفسه بالقشر عن اللباب ، و ظل يعترض على مجرد كلمة " هرمجدون "، على أنها كلمة لم ترد في السنة و بناءً على ذلك أغمض عينيه و أغلق قلبه و جعل أصابعه في أذنيه حتى لا يسمع هذه البدعة . فأقول لهم – إشفاقاً على حالهم - :
دعوكم من الكلمة كلفظ و افهموا المعنى المراد فهي حرب تحالفيه عالمية نووية مدمرة قريبة جداً ، و يمكنكم أن تطلقوا عليها هذا الاسم : ( #الحرب_العالمية_الثالثة ) آخذين في الاعتبار أن أهل الكتاب الذين سيشعلون نار هذه الحرب يسمونها " هرمجدون " .. هذا الاسم الأعجمي المبتدع .
فهل يا ترى استطعنا بذلك أن نحل هذا الاشكال ، و نزيل هذا الهم الكبير الذي جثم على صدوركم جراء هذا الاسم " هرمجدون " ؟؟
هل هرمجدون هي الملحمة_الكبرى ؟؟ و الجواب : كلا .
فالملحمة الكبرى تكون بعد هرمجدون و في أعقابها ، و يمكن أن نميز هرمجدون بالآتي :
- هي حرب تحالفيه عالمية ، يشترك فيها معظم أهل الأرض .
- الأرض الرئيسية للمعركة وادي مجيدو بفلسطين .
- هي #حرب_نووية مدمرة تقضي على معظم الأسلحة الاستراتيجية للدمار الشامل .
- و هي تمهيد للملحمة الكبرى ، إذ يستعين الروم ( #أمريكا و أوربا ) بالمسلمين للقضاء على الشرق الشيوعي الشيعي ( #الصين و روسيا و إيران و من معهم ) و هم الأن يشعلونها من خلال القيادات الممنهجة لتنظيم #داعش التي تؤجج الفتن بين الشيعة و السنة . ليتم لهم ما أرادوا ، ثم يشحذوا سيوفهم و يحدوا أسنانهم للقضاء على المسلمين في الملحمة الكبرى و التي تتميز بالأتي :
- تكون بعد هرمجدون العالمية و في أعقابها بضعة أشهر .
- هي لقاء مباشر بين الغرب الصليبـي و المسلمين .
- تكون في " سوريا " و تحديداً في الأعماق أو دابق قريباً من #دمشق لانهم سينقلبون على تلك التنظيمات مثل داعش و #جيش_النصرة بعد تأديت مهمتهم في القضاء على الشرق الشيوعي الشيعي كما فعلوا من قبل مع #تنظيم القاعدة بانقلابهم عليهم بعد الأطاحة بـ #الاتحاد_السوفيتى اثناء #الحرب_الباردة .
- يكون قائد المسلمين فيها المهدى عليه السلام بلا خلاف .
- و هي حرب بالخيل و السيوف .
- و مدتها أربعة أيام .
- و النصر في النهاية هو للمسلمين بقيادة المهدي .
و نقول إن ثمة حربين ستقعان : هرمجدون و يليها الملحمة الكبرى ، و يكون النصر في الأولى للروم و المسلمين على عدوهم أو بمعنى أصح كما جاء في بعض الروايات أنه عدو لهم أي الروم و هم المعسكر الشرقي الشيوعي و الشيعي ، و يكون النصر في الثانية و هي الملحمة الكبرى للمسلمين على الروم .
و يمكننا القول بأن الحربين حرب واحدة في جولات ، إذ إن الروم بعد رجوعهم و رجوعنا معهم منتصرين يرجعون إلى بلادهم و في نيتهم الغدر بنا كما قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) : " و في نيتهم الغدر " فهي حرب واحدة طويلة في جولتين بل جولات بدأت بضرب #العراق و تنتهي بالملحمة الكبرى ، و لعل ذلك يفسر ذكرهم هرمجدون فقط دون ملحمة ، على أنها حرب واحدة طويلة يدخل في مرحلتها الأخيرة الملحمة الكبرى .
و على هذا المعنى أيضاً نحمل قول قائد الروم " #جورج_بوش " : ( إنها حرب صليبية و إنها حرب طويلة قد تستغرق عشر سنوات ) .
و قبل أن ننتقل إلى النقطة التالية نذكر حديث النبي ( صلى الله عليه و سلم ) الذي نعتمد عليه أساساً في فهمنا لهذه الحروب .
يقول رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) : " ستصالحكم الروم صلحا آمنا فتغزون أنتم و هم عدواً من ورائهم فتنصرون و تغنمون و تسلمون ، ثم تنزلون بمرجٍ ذى تلول فيقوم رجل من الروم فيرفع الصليب و يقول : غلب الصليب فيقوم إليه رجل من المسلمين فيقتله فيغدر الروم و تكون الملاحم فيجتمعون لكم في ثمانين غاية مع كل غاية اثنا عشر ألفاً " .
ضرب أفغانستان وقود هرمجدون :
كيف سيستحسن الجيشان و يتواجه المعسكران الشرقي و الغربي و يجتمعان في هرمجدون للمواجهة المرتقبة ؟. و هل ضرب أمريكا لأفغانستان اليوم هو وقود الحرب و شرارتها ؟.
أقول : إن تحرك أمريكا و بريطانيا ( الروم الصليبـي ) بحجة ضرب قواعد الإرهاب في أفغانستان ما هو إلا ذريعة مكشوفة مفضوحة لنية مبيتة للإسراع بهرمجدون و إلا فضرب الإسلام في أفغانستان أقصد الإرهاب لا يحتاج – مع هذه القوات الأمريكية الضخمة – أكثر من ساعات و على الأكثر بضعة أيام ، أما و إذ ذكروا أن المطلوب عشر سنوات فهذا يعنى أنهم جاءوا ليبقوا . جاءوا ليضربوا هذا و يحاصروا ذاك ، و قطعاً هذا لن يعجب المعسكر الشرقي عموماً و هذا ما أعلنوه فعلاً و هنا قد يحدث أحد السناريوهات الآتية حتى تقع واقعة هرمجدون و يتواجه المعسكران و يشتبك الجيشان بل الجيوش :
1 - تقوم أمريكا و بريطانيا بضرب العراق بحجة أنه بدأ يعيد بناء قوته النووية مرة أخرى ، أو أنه متورط في هجوم إرهابي بيولوجي على أمريكا أو أوروبا أو إسرائيل ... أو ... أو ... و حجتهم المتوقعة هى ضرب التنظيمات الارهابية التى صنعوها هم بايديهم مثل داعش و غيرها فيرد العراق – بإيعاز من روسيا و الصين – بضرب إسرائيل بصاروخ . و تتوتر الأمور و تتعبأ الجيوش و تتمركز القوات الأمريكية و حلفاؤها في إسرائيل حيث إنها قاعدتها العسكرية الثابتة فتنزل القوات الشرقية الروسية و الصينية و من معهم و تتحرك صوب إسرائيل فيلتقون هناك في واد مجيدو و تكون الحرب العالمية التي مركزها هرمجدون و مداها المنطقة كلها . هذا أحد الاحتمالات المتوقعة .
2- تطلب الصين و روسيا من القوات الأمريكية و البريطانية الرجوع إلى بلادهم حيث إن موقفهم في المنطقة قد طال أمده و تعدى حدوده ، و أن الغرض من مجيئهم الذي أعلنوه قد بات سخيفاً باهتاً ، خاصة و أن تواجدهم الدائم في البحر المتوسط و المحيط الهندي و خليج العرب يثير مخاوف الصين و روسيا و يهدد أمنهم القومي ... و يحد من مطامعهم في بترول الخليج و أسيا و بحر قزوين . فترفض قوات الروم ( أمريكا و بريطانيا و من معهم من أوروبا ) الطلب و تصر على البقاء حيث قد أعلنوا ذلك و أخذوا عليه موافقة الأمم المتحدة ( الأمريكية ) .
و هنا يتبادل المشرق و المغرب التحذيرات ثم التهديدات .. ثم هرمجدون ، و في كل الأحوال لابد و أن تكون أرض المعركة و ساحتها الرئيسية في إسرائيل ( هرمجدون ) حيث تمركز القوات الغربية الأمريكية و الأوروبية . و في كل الأحوال و على كل السناريوهات سيستعين الروم بالمسلمين و يصالحوهم أي يتفقون معهم على مشاركتهم في حرب عدوهم ، و لا يجد المسلمون بداً من الموافقة على المشاركة في المواجهة التي لا ناقة لهم فيها و لا جمل .. و لكن : ( حكم القوي على الضعيف ) .
فلماذا يصر الروم على إشراك المسلمين معهم في الحروب كما حدث في ضرب العراق سنة 1990م ، و كما حاولوا ذلك في ضرب أفغانستان ؟
و الجواب واضح .. حتى يجعلوهم في الموجة الأولى من الهجوم البرى و تكون نصيبهم من الخسائر في الأرواح هو النصيب الأوفر !!! .
ولن أجهد نفسي في توقع سناريوهات أخرى لكيفية اشتعال الحرب لأنني لست سياسياً بارعاً و لا محللاً عسكرياً ، ثم إن الذي حدث لأمريكا من اعتداءات فظيعة في واشنطن و نيويورك قريباً قد فاق كل الاحتمالات و التوقعات و هو يقطع علينا كل استرسال في التوقع و التصور و وضع السناريوهات المحتملة إذ إن شرارة الحرب قد تكون بسبب لا يخطر لنا على بال أصلاً ، فكلها احتمالات إلا أن الشيء المحقق الوحيد هو أن الحرب العالمية " هرمجدون " بين المشرق و المغرب باتت وشيكة ، و يمكننا القول بأن مجيء قوات الروم الصليبية إلى منطقة الشرق الأوسط و ضربها أفغانستان هو وقود هرمجدون و تمهيد شرارتها .
تصحيح مفهوم :
ذهب بعض أهل العلم إلى التحالف الدولي الذي ضرب العراق سنة 1990م هو ذا التصالح المذكور في حديث النبي ( صلى الله عليه و سلم ) : " ستصالحكم الروم فتغزون ..." و على هذا فحرب تحرير الكويت هي هرمجدون و نحن الآن في انتظار المهدي .
و أقول : أستبعد ذلك – و إن كان محتملاً – إلا أن الواقع أبطل هذا القول لما يأتي :
أولاً : لا يقال عن بلد مسلم و جيشه أنه " عدو " و لكن يقال عنهم بغاة أو معتدون و نحو ذلك ، و لهذا لا يمكن تنزيل هذا الحديث على حرب العراق .
ثانياً : الحرب لم تكن في هرمجدون ( فلسطين ) .
ثالثاً : لم يعقبها غدر الروم كما أخبر الحديث و قد مضى عليها أكثر من إثنا عشرة سنة .
فضرب قوات التحالف للعراق ليس هو هرمجدون و ليس هو الغزو المذكور في الحديث " فتغزون " إلا أنه يمكن القول بأنه سناريو مبسط لما سيحدث في هرمجدون الحقيقة ، و أنه إحدى جولاتها و أول مراحلها .
هل سيتم القضاء على اليهود في هرمجدون ، و من يفتح بيت المقدس ؟؟! ..
سيموت معظم اليهود في حرب " هرمجدون " و يفنى ثلثاهم كما ورد في سفر زكريا (89/13) . و جاء في سفر حزقيال (12/39) ما نصه : _ و ستمر سبعة أشهر حتى يتمكن بيت إسرائيل من دفنهم ( موتاهم ) قبل أن ينظفوا الأرض ) . فالحرب على أرضهم فهم أول من يصطلي بجواها كما أوقدوا نارها . يقول النص الإنجيلي : " و جمعت الأرواح الشيطانية جيوش العالم كلها في هرمجدون " ، و لا أحسب أن هناك أرواحاً خبيثة شيطانية إلا أرواح اليهود عليهم اللعائن المتواصلة .
و لذلك أقول : لعل هذا الهجوم الشرس الذي دمر كرامة أمريكا قبل أن يدمر مبانيها في نيويورك و واشنطن ، لعله من تدبير اليهود تلك الأرواح الشيطانية حتى يجمعوا جيوش العالم كلها للحرب ، و فعلاً تحركت الجيوش ، فإن نشبت الحرب مات ثلثا اليهود في الحرب و بسببها ، و تولى المهدى عليه السلام بعد ظهوره قتل و دخول بيت المقدس . ثم يكون القضاء على آخر يهودي على ظهر الأرض بعد نزول عيسى عليه السلام فيقتل الدجال فينهزم أتباعه من اليهود و هم سبعون ألفاً عليهم الطيالسة ( الغتر أو الطرح ) ، فيختبئون وراء الأحجار و الأشجار فتنادي الأحجار و الأشجار – وكأنها لا تطيق ريحهم – يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله هذا و الله اعلى و اعلم
إضافة تعليق جديد