رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 23 أبريل 2024 3:59 م توقيت القاهرة

حلول مقترحة للنهوض بزراعة القطن في مصر

بقلم /أحلام عدلي

لعب " القطن المصري " دورا متميزا في التاريخ المعاصرلمصر، الاقتصادي
والاجتماعي والسياسي ، منذ أن ظهرعلي مسرح الزراعة المصرية (1820م)
في عهد محمد علي باشا مؤسس مصرالحديثة .

ولقد كان القطن المصري – ولايزال – متميزا في الأسواق العالمية لمكانته
المرموقة كأفضل أقطان العالم جودة وملائمة لصناعة المنسوجات والملابس
الفاخرة . وعلي الرغم من ضالة النسبة التي يساهم بها في الانتاج والتجارة
العالمية التي تراجعت في السنوات الاخيرة ، حتي لم يتجاوز الانتاج الكلي
لمصرموسم 16/2017 الي " 36 ألف طن " نحو 0.02 % من الانتاج
العالمي الكلي 26 مليون طن ، الا أن القطن المصري يمثل جانب كبيرمن
الانتاج العالمي من الأقطان فائقة الجودة 10% ، والتي تعطي لمصر
ميزة نسبية خاصة في السوق العالمي .

وعلي الرغم من الجهود المضنية التي تبذلها الدولة – للمحافظة علي استمرار
زراعة القطن المصري واستهلاكه محليا ، فان التطورات المحلية والعالمية
وخاصة الظروف التي تفرضها منظمة التجارة العالمية ، تضع القطن
المصري علي مفترق طرق ، واذا استمرت السياسات علي النحو المتبع
سوف نصل لوضع مؤسف للقطن ، وأن القطن خرج عمليا من الوجه القبلي
واذا استمرت نفس السياسات سوف يخرج القطن من الوجه البحري.
فنحن بحاجة الي فكرجديد حيث يعتبرالقطن مخرجا للكثير من المشاكل ، ومنها
مشكلة البطالة والمادة الخام الرئيسية ، لصناعة الغزل والنسيج ، فعلي سبيل
المثال 42% من سكان الوجه القبلي تحت خط الفقر- القطن هو المنقذ
والمطلوب هو دراسة موضوعية في اطارالمتغيرات العالمية ، لتدشين صناعة
غزل ونسيج بالوجه القبلي .

وأن استمرارالأوضاع والسياسات الحالية المرتكزة علي حلول جزئية ، وفكر
تجاوزه الزمن سوف يؤدي الي خروج القطن من الزراعة والصناعة المصرية
نتيجة لفقده القدرة التنافسية في السوقين المحلي والعالمي .

بالتالي يجب أن يصحح القطن أوضاعه ويواجه المنافسة المتزايدة شدة وقسوة
فيحقق أهداف ممتازة للاقتصاد الوطني المصري . ومن ثم تحتاج قضية القطن
الي دراسة واعية تستكشف المشاكل ، وتحددها وتقترح الحلول والاجراءات
اللازمة لتحقيق الأهداف المرجوة التي هي باختصار الاستفادة القصوي ، من
المميزات الاقتصادية التي يمكن أن يوفرها انتاج وتصنيع وتسويق القطن .

حيث تعاني شركات الغزل والنسيج كافة – القطاع الحكومي والقطاع الخاص
والاستثماري ، وكذلك المناطق الحرة من تذبذب انتاج القطن ، من عام لعام
وكذلك تذبذب جودة الأصناف المنزرعة من عام الي عام ، وعدم توفر أقطان
الوجه القبلي بشكل كاف .
الرؤية الفنية لتطويرقطاع القطن
ان الدورالاستراتيجي للشركة القابضة في اعادة تنمية قطاع حليج القطن
وتجارة القطن والغزل والنسيج ، يعتمد علي ضرورة توفيرالقطن الخام
لهذه الصناعة من انشطة تجارة وحليج القطن المصري ، علما بأن نشاط
تجارة وحليج الأقطان يدرعائدات مالية مرتفعة .
حيث توصي دراسة الجدوي بأمرين : - أن يتم تنفيذ برنامج اعادة الهيكلة بشكل سريع لاتاحة المحالج الجديدة وحلج محصول القطن المصري للعام 2017/2018.
وأن تشارك الشركة القابضة في تنفيذ السياسات الخاصة بدعم زراعة القطن
واليات تمكين المزارعين لمساعدتهم وتشجيعهم علي زراعة المزيد من القطن
.وسوف يتحقق النهوض بالقطن المصري وأدائه لدورمتميز، مطلوب بشدة
في الوقت الحالي والمستقبل ، تحت الظروف العالمية المتوقعة ، واحكام
منظمة التجارة العالمية ، اذا أمكن استغلال طاقاته الكامنة بصورة سليمة.

وينبغي تكثيف الجهود نحو تطوير جهاز الارشاد الزراعي خاصة علي مستوي
مرشد الحقل ، فضلا عن الربط العضوي بين الأجهزة البحثية والارشادية علي
الأقل علي مستوي المركز.

وهناك ضرورة التأكيد علي تطبيق نظام التجميع الزراعي ، واذا كان تنفيذ
هذا النظام قد بدأ بقرارات ادارية ، الا أن الوعي لدي الزارع بأهميته أصبح
هامشيا ، ولكن الدعم الحكومي وتكثيف جهود الارشاد الزراعي ضروريين
لمساعدة الزراع علي الاقتناع الكامل بفوائده والالتزام به ، كما تكون هناك
حاجة لمنع الحالات الشاذة من افساد التجميعات الزراعية .
ولتطويرالقطن أيضا هناك ضرورة لوضع حد أدني للسعرالذي يدفع للمنتجي
القطن ، ودراسة أساليب الدعم في الدول المنتجة للقطن في كل من الهند وباكستان والولايات المتحدة والبرازيل ، وتكييفها بما يتناسب مع القطن المصري بما يضمن للمنتجين ربح من زراعة القطن يقترب من دخل المحاصيل الأخري المنافسة ، أو بحيث لايتعرض للخسارة في العملية
الانتاجية ، ويتحاشي الاثارالسلبية لتذبذب الأسعارالعالمية عند انخفاضها
ويتيح له الاستفادة من زيادتها .
ولتطويرقطاع الحليج ينبغي عمل ترشيد شامل واعادة تنظيم المحالج الشركة
القابضة ، والتركيز علي الحليج في أماكن زراعة القطن ونشرالمحالج بالتساوي في هذه الاماكن .
الانتاج والاستهلاك العالمي من الالياف الطبيعية والصناعية
تخطي الاستهلاك العالمي للألياف الطبيعية والصناعية رقم 100مليون
طن في عام 2016 ، في حين كان هذا الرقم 93.7 مليون طن عام 2013
ثم قفز الي الرقم 96 مليون طن عام 2014.
يزرع القطن في 60دولة وبخاصة في نصف الكرة الشمالي حيث تنتج دول
النصف الشمالي 85% من اجمالي الانتاج وال 15% تنتجها دول النصف
الجنوبي للكرة الأرضية مثل البرازيل واستراليا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.