رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 18 أبريل 2024 8:02 م توقيت القاهرة

د.إيهاب طلعت يكتب: تكريم كبار السن إنسانيا واجتماعيا

أكدت إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن 60% من المسنين هم من أبناء الدول النامية وسوف يتضاعف عددهم بحلول عام 2020م وكان الاعتقاد السائد أن كل المسنين سواء تتدهور أحوالهم الصحية وتتراجع كفاءاتهم الذهنية وتقل قدرتهم علي العمل . وإن من أبسط قواعد التحضر أن نحترم فئة المسنين ونفكر فيما يسعدهم وأنه يجب علي الأجيال الشابة أن تعلم أن حقوق المسنين لست منحة يتفضل بها المحسنون عليهم وإنما هي حق مقرر لهم جزاء ما قدموه من عطاء وخير لأسرهم ومجتمعهم . وقضت سنة الله في الكون بتوالي مراحل القوة والضعف في حياة الإنسان حتى يتوفاه الله مما أعطوا لمجتمعاتهم في شبابهم وقوتهم ما ينفع الناس ثم آل أمرهم إلي الضعف والعجز وهؤلاء ينبغي أن يظهر لهم بعد انتهاء فترة خدمتهم حياة كريمة تفيهم ذل الحاجة والسؤال حتى لا يجتمع عليهم الضعف والاحتياج معا في ختام حياتهم . ومن مظاهر تكريم المسن أيضا العمل علي الحيلولة دون تعرضه للزحام في وسائل المواصلات وأمام مكاتب الموظفين في المصالح الحكومية وأمام البنوك ومكاتب البريد 
وأن الشريعة الإسلامية قد بنت العلاقات الإنسانية بين البشر علي أساس التواد والتراحم فأوصت ما أوصي به الإسلام من رعاية كبار السن واحترامهم وتوقيرهم أتباعا لقوله صلي الله عليه وسلم :(ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ). فعلاقة الشباب مع غيرهم من كبار السن يجب أن تكون علاقة احترام وود . ويمكن اعتبارها نوعا من التكافل الاجتماعي بين الأجيال حيث تقوم الأجيال الشابة بمعاونة كبار السن تعبيرا عن العرفان الجميل لما قدموه في الحياة العامة . 
.ومن الآداب التي علمنا إياها رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه إذا تكلم الشيخ ينصت الشباب وإذا بدأنا التحية نقدم التحية للمسن أولا ثم الصغير ويقدم العطاء والمنح للمسن قبل الصغير .كما جعل الإسلام حياة المسن مصدرا للرزق والبركة للأمة .ويجب رعاية المسن والاهتمام به أولا بأول ولابد من عمل برنامج نشاط حركي جسمي وذهني عقلي له لمساعدته علي روح التفاؤل ليعيش شيخوخته بأوسع وأكمل شئ ممكن ولابد من الاهتمام بالعمر العقلي ومراعاته . ويجب تشجيع المسن علي البحث والاطلاع حتى تبقي ذاكرته متنبهة ونحثه علي السعي ويحتاج المسن إلي ضمان مالي وصحي وهو من الوفاء للأفراد الذين قدموا لوطنهم الكثير ولحفظ كرامتهم وودهم حيث أن المسن مكرم بين أهله وذويه ويكون ناقلا للقيم والثقافة بين الأجيال بحيث يعيش حياته متوافقا مع ظروفه الصحية ومتعايشا معها وآمنا من الناحية الاجتماعية ومنتجا ومفيدا لعلاقات جديدة بناءة ومفيدا في حكمته وخبرته للمجتمع بجميع شرائحه .
فلقد أشار القرآن الكريم إلي أنبياء تقدمت بهم السن كإبراهيم عليه السلام وزكريا ونوح عليهم السلام وأشار التاريخ لعدد من الصحابة الذين ظلوا في حالة عطاء حتى آخر لحظة أمثال أنس بن مالك وأسماء بنت أبي بكر وغيرهم 
.وتحفيزا لمسارعة الشباب لتكريم الشيبة فقد وعدهم الصادق الأمين صلي الله عليه وسلم بأن الله سيقيض لهم من يكرمهم عند شيبتهم. ويبين الرسول صلي الله عليه وسلم أن البركة مع كبار السن رحمة من الله لهم وتقديرا لما لاقوه من أعباء السنين وشريعة الإسلام ترعي الشيخوخة بكل حدب وحنان . إن من أبسط قواعد التحضر آن نحترم فئة المسنين ونفكر فيما يسعدهم . أن المسنين بالفعل هم ثروة حقيقية إذا تم الاهتمام بهم ورعايتهم صحيا واجتماعيا واقتصاديا فهم يمثلون معينا هائلا لعملية التنمية الاجتماعية بما اكتسبوه من خبرات وريادة في كل المجالات وأن الاهتمام بهم هو اهتمام بمستقبل كل فرد وأسرة في المجتمع .فالمسن ينظر إليه الناس علي أنه إنسان عديم الفائدة للمجتمع فلم يعد له دور يلعبه وأكثر من ذلك فهو يحتاج لمن يرعاه ويأخذ بيده فيكون بذلك عالة علي الآخرين وكثير من كبار السن يخشون العجز والشيخوخة أكثر من خشيتهم للموت نفسه وكم يقع المسن في حرج بالغ عندما يري أحد أقاربه ولا يتذكر أسمه أو عندما لا يستطيع حمل حاجياته بنفسه .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.