رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 20 مايو 2025 7:50 ص توقيت القاهرة

د . هدى رأفت تكتب .... المعادلة الأصعب..

 

قالها بالأمس أمام العالم أجمع : ( إن اقتصادَنا في حاجةٍ إلى إصلاحٍ هيكلي.. يصلُ إلى جذورِ بنيتِه ولا يكتفي بالفروعِ والقشور.. ونعلمُ جميعاً كمصريين.. كما يعلم معنا العالم أجمع.. أن قرارات الإصلاح الاقتصادي تلك ليست نزهةً أو مهمةً سهلة.. وإنما مشقةٌ وصبرٌ وتضحية.. وأنه بدون هذا الدواء فإننا نستمر في إضعافِ أنفسنا وصولاً ..لا قدر الله.. للتوقف التام.. وهو ما لم ولن نسمح به أبداً..

لقد بدأنا طريقاً صعباً.. قررنا نحن المصريين جميعاً بشجاعةٍ أن نسير فيه.. وأن نواجِهَ صِعابَهُ بقلوبٍ ثابتة.. معتمدين فيه على أنفسنا وعلى الله سبحانه وتعالى.. نصنع أملاً للأجيال القادمة.. وننقذُ أنفسنا من واقعٍ اقتصادي صعب لو تركناه دون مواجهةٍ لطغى علينا ونال من مستقبلنا ومستقبل أولادنا..

إننا معاً نقود تحولاً ضخماً.. يسيرِ على خُطىٍ مدروسة.. لا نطبّقُ أجنداتٍ اقتصاديةٍ نمطية.. بل نتبع مِنهجاً علمياً يراعي بدقة المتطلبات الخاصة لاقتصادِنا في هذه الظروف.. نهدف لجعل مصر دولةً تنموية.. نفتحُ بلادَنا للاستثمارِ الجاد.. الذي يتيح فرصَ عملٍ لشبابِنا.. وينقل إلينا تكنولوجيا حديثةً متطورة.. نهدف لصنع تعاونٍ خلاق بين الدولة والقطاع الخاص المصري والأجنبي.. لا نتوانى عن مكافحة الفساد بصرامةٍ وحسم.. ونعمل بعزمٍ لا يلين على ضمانِ تكافؤِ الفرص بين جميع أبناء الوطن ) .

بهذه الكلمات القوية التي كانت أقرب ما تكون إلى زئيرٍ يتحدى كل من يحاول المساس بأمن مصر القومي و إقتصادها ، وجه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي خطابه بالأمس في الإحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ، كرسالة تحدٍ و إصرار على إستكمال خطوات الإصلاح التي تأخرت كثيراً ، و هي ذاتها التي لا تروق للعديد من الدول و الجهات الرافضة لنهوض مصر و التحاقها بمصاف الدول المتقدمة ، لأنها الدولة الوحيدة التي كانت و مالزلت و ستظل العائق الأكبر في إتمام مخططاتهم الإستعمارية في الشرق الأوسط .

و في أعقاب تلك الكلمات التي جاءت كالصفعة على وجوه قوى الشر جمعاء ، جاء الرد سريعاً للأسف الشديد متمثلاُ في التفجير الإرهابي الغادر الذي استهدف زهرة شباب الوطن من أبناء الشرطة المصرية في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة .

و لكن لحظة من فضلك أيها القارئ الموقر ، ألم تنتبه إلى موقع التفجير ؟ ألم تنتبه إلى رد فعل إدارة موقع التواصل الإجتماعي (فيس بوك) الغريب بعد الحادث مباشرة ؟

لقد أطلق الموقع على غير العادة إستفساراً على تطبيق الأمان الخاص بالموقع ، يتيح لمستخدميه الإطمئنان على ذويهم و أصدقائهم بعد حدوث الإنفجار مباشرة ، ليس هذا فقط ، بل إنه حدد أيضاً موقع الحادث بدقة بإستخدام الخرائط المفصلة .

الغرض الخبيث من وراء هذا الإستقصاء هو السائح الأجنبي الذي إعتاد على زيارة مصر ، و يعلم جيداً ماذا تعني منطقة الهرم له ، كمقصد لأجمل الرحلات الترفيهية و التثقيفية التي تحمل بين طياتها عبق التاريخ المصري العريق ، فيتسلل الخوف و الشك و عدم الشعور بالأمان إلى نفوس السائحين و ربما إعادة النظر في مخططاتهم المستقبلية في المجيء إلى مصر ، بعد قرار العديد من الدول رفع قرار الحظر عن السفر إليها و بداية عودة السياحة تدريجياً ، و التي تعتبر من أهم مصادر الدخل القومي .

هذا هو رد (قوى الشر) كما يصفهم دائماً السيد الرئيس على إصرارنا و تصميمنا على البقاء و النهوض بوطننا و الوصول به إلى بر الأمان ، لذا فإني أوجه رسالة إلى كل مصري شريف غيور على وطنه ، عاشق ٌ لترابه : لا تكن أنت السلاح الذي يستخدمه الأعداء لعرقلة مسيرة تقدم وطننا الحبيب ، بل كن كالشوكة العالقة في حلوقهم حتى تهلكهم أجمعين .

فلنتكاتف جميعاً و لنكن على قلب رجل واحد ، و لنعي حجم المؤامرة المحاكة لنا ، و لنكن على قدر شرف إقتران إسم مصر بأسمائنا ، و لن يأتي ذلك إلا بالعمل الجاد الدؤوب ، فلا نهضة لأمةٍ بدون عرقِ و كدِّ أبنائها .

و تلك هي المعادلة الأصعب ....

حفظك الله يا وطني .. حفظك الله يا مصر .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.