رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 24 أبريل 2024 3:22 ص توقيت القاهرة

رسائل شوق علی جناح مكسور

رسائل شوق علی جناح مكسور
قصۃ بقلمي أسامة كامل أبو اليزيد السحلي

كان جالساً في القطار غارقاً في تفكيره سابحاً في خيالاته يسترجع ذكری أول لقاء مع حبيبته سمر تلك الفتاۃ التي سحرته بنظرۃ عيونها وأربكته بلمسۃ يديها وأخذت روحه ونبضات قلبه ولم يشعر الا بروحه تنقاد اليها دون شعور وأن نبض قلبه يرتجف كانه في برد الشتاء حينما يقترب طيفها من مخيلته أو يقترب موعدها معه .
وبرغم ازدحام القطار بالركاب الا أنه لم يشعر بهذا الزحام أمام ازدحام الأفكار والذكريات بخاطره وهي تتدفق عليه كسيل جارف يحطم كل فكرۃ تقترب من ذهنه الا فكرۃ اللقاء بحبيبته سمر .
وكيف يلتقي بها وقد انقطعت أخبارها فجأة وحاول الاتصال بها او الوصول لبيتها لكن عبثا حاول فكل ماعرفه انها سافرت مع اسرتها خارج البلاد ولم يخبره احد إلى أين وكأنهم يخفون عنه عمدا فاسودت الدنيا في وجهه وحزن حزنا شديدا واخذ يسال عنها صديقاتها لكن دون جدوى لم يصل لاجابة تشفي صدره وتريح قلبه . فبقي السؤال حائرا أين حبيبة قلبه سمر ؟
مرَّ الوقت ولم يشعر بطول السفر وارهاقه اذ ان خياله والذكريات الجميلۃ كانت كيد ٍحانيۃ تجفف عرقه وتمسح عنه وعثاء السفر وملل الوقت .
وفجأۃ سمع صوتاً لطيفاً يستأذنه برقۃ: هل تسمح لي بالجلوس سيدي إن لم يكن بجانبك أحد ؟
قال لها :بكل سرور تفضلي سيدتي ثم شكرته وجلست.
أخذ ينظر اليها من وقتٍ لأخر وكأنه يعرفها من قبل وهي كذلك لكنهما مترددان أن يسأل أحدهما الأخر وفجأۃ قرر كلاهما أن يسال الآخر ويحسم الصراع داخله والشكوك فنطقا في صوتٍ واحد :احنا اتقابلنا قبل كدۃ ؟
هههههه وضحكا من المفارقۃ معاً ثم بدءا في التعارف واذا بها صديقۃ سمر ولكن زواجها وسفرها مع زوجها لفترۃ طويلۃ أنساها قليلا وكذلك المفاجأۃ وهو كذلك ورحب كلاهما بالآخر ثم سألته هل كيف حالك ؟وكيف سمر الا تكلمها ؟ هل تزوجتما بعد قصة الحب الكبيرة ؟
فأخبرها ان أخبارها انقطعت عنه من فترة ولا يعرف عنها الا انها سافرت خارج البلاد مع اسرتها ؟ ثم لمعت عيناه وانشقت كأنها السماء عن قطرات حيرى من دموع لاتجد اجابة عن سؤاله أين حبيبة قلبي ؟
فرثت سعاد صديقتها لحاله وقالت لاتحزن ستراها فهي تحبك ولن تنساك ابدا .فبادرها على الفور بلهفة وقال وانت ياسعاد صديقتها المقربة الا تعلمي عنها شيئا ؟
فأجابته وقالت منذ زواجي وسفري انقطعت عني اخبارها فلم أعد أعرف عنها شيئا ولكن اطمئن فأنا أعرف قريباتها سأتصل بهن وأخبرك على الفور عندما أصل لشيء اطمئن صديقي.
قال لها وهو حزين :أرسلت رسائل كثيرۃ ولكنها لاتصل للأسف وكأني أرسلتها علی جناح مكسور .
وها أنا اعيش حزيناً لفراقها وأنتِ تعلمي كيف كانت قصۃ حبنا تملأ الدنيا فكيف هان عليها الحب وهانت عليها الذكريات ؟أين هي الآن وما أخبارها هل تزوجت مثلاً هل أصابها مكروه ؟
يااﷲ لم أعد أتحمل التفكير .
قالت وهي تعد نفسها للنزول- فقد سرقهما الوقت بسرعۃ وما زالت الأسئِلۃ حائِرۃ في نفسه عن سمر - أعدك أن أخبرك فور وصولي لأي معلومة تسعدك فأنا أتمنى لكما السعادة ثم نزلت وتركته لكن مازال فكره مع كلامها والاخبار التي يتأتيه بها وهو شارد لكنه تعلق بالأمل الجميل وهو وعدها بأن تخبره ثم سألها بسرعة ولهفة من فضلك كيف ساتصل بك لأعرف قالت عفوا سأعطيك رقمي الأن لنتواصل أخذ الرقم وما إن أخذه حتى انطلقت صافرة القطار لتعلن بدء محطة جديدة للركاب ومحطة جديدة للأمل بالنسبة له في مشوار البحث عن الحب
تُری هل ستُسعِده تلك الاخبار ؟
تری هل سيعود لحبه الجميل
هذا ماسنعرفه في الفصل الثاني فإلی هناك انتظرونا وشكراً.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.