رغم مواقف أردوغان العدائية.. "الصحف العالمية" تشيد بموقف القاهرة بعد سماحها بعلاج ساحر تركي تعرض للدغة "كوبرا".. وتؤكد: مصر وفرت له المصل بعد إستحالة علاجه بأنقرة.. وإعلام الديكتاتور يتجاهل

د . هدى رأفت

تتبع الدولة المصرية في سياستها الخارجية نهج أن المبادىء لا تتجزأ وأن ما يحكمها هي الشهامة والمواقف البطولية حتى مع دول تكن لمصر العداء الشديد ، ولعل أبرزها تركيا ورئيسها الديكتاتور العثماني رجب طيب أردوغان.

وعندما تتعلق المسألة بروح إنسان فهنا تنحي الدولة المصرية الخلافات جانبًا وتطبق الآية الكريمة "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" ويوم الإثنين الماضي سمحت مصر بدخول الساحر التركي عارف جعفوري ، والذي تعرض للدغة ثعبان الكوبرا السام من أجل الحصول على المصل غير المتوافر في بلاده.

هذا الموقف من قبل الدولة المصرية أبرزته الصحف العالمية وفي مقدمتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية وقالت إنه على الرغم من الخلاف السياسي المرير بين مصر وتركيا إلا أن المحنة التي واجهها الساحر هذا الأسبوع جعلت مصر تنحي الخلاف جانباً والإسراع لإنقاذ حياة المريض.

وقالت إنه بعدما لدغت كوبرا مصرية جعفورى أثناء أدائه أحد العروض ، سعى للمساعدة من مركز أبحاث الأمراض واللقاح العالمي في فرنسا ، لكن المعهد أخبر الأتراك أنه توقف عن إنتاج الترياق للدغة هذه الكوبرا قبل ثلاث سنوات بحسب بيان وزارة الصحة التركية لذلك إضطر الأتراك لعلاجه في مصر وهو موقف حساس دبلوماسياً.

وفي صباح الإثنين، بدأ الشاب التركي يعاني من صعوبات في التنفس وتشوش في الرؤية، كما قال أحد الأطباء، وتم نقله بالإسعاف إلى مطار أنطاليا، وأراد الذهاب إلى القاهرة خوفاً من أن تسوء حالته ، لكن لم يستطع أن يقلع ، فلكونه مواطن تركي من أصل إيراني كان بحاجة لتأشيرة.

وعلى مدار ساعات ظل الدبلوماسيون من كلا البلدين يتناقشون حول مصيره، ووافق المسؤولون في مصر على منح التأشيرة له عند وصوله، وتم إرساله إلى مستشفى قصر العيني حيث تم علاجه.

ومن جانبه قال الدكتور نبيل عبد المقصود أستاذ علم السموم بجامعة القاهرة إنه عندما تلقى إتصال من الدبلوماسيين الأتراك الذين يبحثون عن مساعدة عاجلة لم تخطر له الأبعاد السياسية للقضية وقال إنه مريض وهم أطباء وليس لهم علاقة بالسياسة.

ومن ناحيته قال الدكتور أحمد طه مدير عام مستشفى قصر العيني الفرنساوي أنه تم توفير المصل المضاد للدغة الأفعى من "مركز المصل واللقاح" التابع لوزارة الصحة والسكان المصرية موضحًا أنه تناول بعض الأدوية الداعمة لجميع أعضاء الجسم مثل أدوية القلب والكبد والكلى والرئة والتي عادة ما تتأثر بمثل هذه النوعية من السموم.

وأشار إلى أن وزارة الصحة المصرية توفر مثل هذه الأمصال المضادة للدغات الأفاعي مؤكدًا أن فريقاً طبياً متكاملاً من وحدة السموم بالمستشفى تعامل مع الساحر حتى إستقرت حالته.

في حين تجاهلت الصحف والوكالات الرسمية التركية الموقف البطولي من مصر تجاه الساحر التركي "جعفورى"، كما أن الخارجية التركية لم تصدر أي بيان شكر أو ترحيب بالموقف الذي إتخذته القاهرة تجاه أنقرة.