رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 24 أبريل 2024 4:29 م توقيت القاهرة

" رمضان " بين الفضائل والرحمات 

 
بقلم السفيرة الدكتورة / ماجدة الدسوقي 

           
يستقبل العالم الإسلامي شهر رمضان من كل عام ليتقرب فيه المسلمون الى الله بشدة وعزم وليجتهدوا في طاعته ليتقبل توبتهم ويستجيب الله دعاءهم ، ويستقبل المسلمون هذا الشهر الكريم بالحب والفرحة والسرور آملين أن يرحمهم الله برحمته الواسعة ويكونون ممن قيل فيهم " أصحاب الجنة هم الفائزون " .          
ولكن للأسف أصبحنا نصوم بطريقة تُخرجنا عن كل معاني الصيام الحقيقية ، فمعظمنا لا يحرم نفسه خلال هذا الشهر من أي شيء بالنسبة للمأكل والمشارب ، نعطي النفس كل ما تشتهيه والتي أصبحت سمة  من  سمات هذا الشهر الفضيل  . ولعل الإسراف فيه يُعطل او يُنقص  ثواب الصائم . يُخيم على الكثير من الناس الكسل فهم يقضون يومهم بلا عمل ولا فائدة  وكأنهم جثث هامدة ، كما ان كثير من الخلق يضيق خلقهم  ويغضبون لأقل سبب بحجة الصيام  وهذا ممقوت عند الله . من المفروض أن يخلق الصيام نوعا من الشفافية عند الصائم  تجعله ينسجم مع الكون كله وهذه الحالة لا يصل اليها الانسان ومعدته مملوءة بالطعام والشراب  ، يٌعطي الصيام  دفعة للصائم لينطلق إلى عالم الروحانيات للإنسجام مع الطبيعة والميل للهدوء والتدبر والتفكر في هذا الكون . عالم الروحانيات يعلو بالصائم علوا يجعله يسمو في نفسه وتصغر الأشياء كلها من حوله وتقوى إرادته ، ويلتصق بالخير ويبتعد عن الشر والذنوب ، ويُنقي النفس البشرية من الصغائر  والأخطاء اليومية .فإن صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك.
  إن أعمال البر كلها للخالق ولكن الخالق خَص الصيام بالذات فهو حِصن من حصون المؤمن ، وكل عمل خير لصاحبه .السنة شجرة والشهور فروعها والايام أغصانها والساعات أوراقها وأنفاس العباد ثمارها ؛ فشهر رجب أيام توريقها ، وشهر شعبان أيام  تفريعها  وشهر رمضان أيام قِطافها والمؤمنون هم قُطافها . يبقى الشوق لشهر رمضان يتكرر كل عام  ، اللهم بلغنا  رمضان وانت راضٍ  عنا وإجعله شهرا تُبدل فيه ذنوبنا حسنات  وهمومنا أفراح . غسل الله قلوبنا بماء اليقين وأثلج صدورنا بسكينة المؤمنين . يكفي عظمة وقدسية هذا الشهر الفضيل أن به ليلة أسمى وأعظم من جميع ليالي السنة الا وهي ليلة القدر .
قال الله تعالى : "كل عمل إبن آدم له إلا الصيام ،فإنه لي وأنا أُجزي به"
حفتكم رعاية الرحمن وأبعد عنكم الأحزان وأنار قلوبكم بالقرآن وبلغكم ليلة القدر  وأنتم في آمان .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.