رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 25 أبريل 2024 3:32 م توقيت القاهرة

روائح من رائحة من روح الكاتب فاتح سعداني

كتب لزهر دخان

يبدأ فاتح سعداني تلوين مدينتنا في داخل ذاكرتنا من جديد . فيكتب تحياته الموجهة إلى مسقط رأسي ورأسه ورؤوس الكثير من العلماء. أنا أحب تسميتها بإسم " الجبارة" هي حاليا أكبر من حارة بكثير. وقد تكون مدينة المدن . ولكنها قديما كانت حارة . هنا "قمار" حيث أقطن ويقطن مواطني الذي ألف النص المرفق بالأسفل. الذي يصف فيه مدى إتقان صنعه داخل مدينته . حيث تم تركيبه بأدب . فأصبح من الملايين الراغبين في عدم التجديد والتجديد معا.

أتمنى أن تعجبكم مدينتنا التي وصفها الكاتب المتألق. وهو من الهواة الذين يحبون الكتابة ويبدعون عندما يحاولون. ربما لا تكفيكم الأوصاف لآبداء الإعاب ، ولكن لنعتبر أنكم ستفهمون كل شيء من خلال الأسطر التالية:

النص بعنوان: روائح الجدران . ورائحة الحب .

بقلم فاتح سعداني
تلك الجدران الجاثية حجارتها على الأرض ، تلك المنازل العامرة بأهلها ،وتلك الفارغة ، الموصدة أبوابها بأقفال قديمة ، تلك الشوارع الطويلة التي تتسع وتضيق وتقسم البلدة الى قسمين ، بلدتي التي أحببتها من النظرة الأولى ، وفي النظرة الثانية شعرت فيها بشيء غامض يقترب من الأسى ، لقد رأيت الدموع تبلل أطلالها !.
ولأنها مدينة علم فهي لا تبوح بأسرارها بسرعة ، سألتها عندما ذاب حر القيلولة داخل ظلال المساء الرحبة عن حزنها ؟: فأومأت لي ناحية قلبها ، وقلب كل مدينة هو سوقها ، توغلت جهة المسجد العتيق ، أحمل الفضول في جيوبي حتى أشتري بعضاً من أسرارها ، أسرارها المُختبئة داخل عيون كبار السن وشقوق البيوت ، دكاكين عتيقة تُقاوم وعثاء التنمية ، باعة صامدون يرتبون الأمل داخل رفوف محلاتهم ، وهناك غير بعيد محل لتصليح أجهزة الراديو العتيقة لم يتخلص من أشرطة الكاسيت القديمة ، وجوه عابرة هنا وهناك ، أغلبها أعرفها ، وتعرفني . وقليل غير ذلك .
توغلت ناحية المقبرة ، مشيت ببطء . قرأت السلام وكذا الأسماء المنقوشة على تلك الألواح الحجرية المُسندة على القبور . طلبت لهم الرحمة ورفعت خيالي جهة السماء . وقرأت الأسماء من جديد . هناك إسم عندما قرأته إنتشر الحزن في شعاب قلبي . حتى أحسست بسرب من الحمام يخرج من صدري ناحية سماء المدينة . عندها فقط أدركت فعلاً بان رائحة الحب لا تختفي من قلوبنا مهما غسلتها أمطار الغياب .
هنا قمار , الرياح لينة ولطيفة جداً ، وأجواء لا يُضاهيها في عذوبتها إلا أن تستيقظ ظمآناً في لحظة من هزيع الليل وتذهب للقربة المُعلقة وتملأ منها قدحاً من الماء البارد وتشربه وتعود للنوم . طابت أوقاتكم .

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.