رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 28 أبريل 2024 6:37 م توقيت القاهرة

سعيد نصر يكتب: السيسى ومبارك الابن .. كلمتين وبس للكبار فقط 

بقلم : سعيد نصر

لم يكن يتصور أحد فى الأيام الأولى لثورة 25 يناير التى أسقطت مبارك، أنه سيجىء اليوم الذى توصف فيه بـ "المؤامرة" على مرأى ومسمع الجميع ، وكانت أسباب ذلك كثيرة ، منها سذاجة الثوار السياسية ، و عدم إدراك خطورة بقاء الدولة العميقة كبنية تحتية وفوقية ،برغم قيام الثورة ونجاحها فى إسقاط رأس النظام .

كذلك لم يكن يتصور أحد ، عقب ثورة 30 يونية ، وإطلاق أوصاف " الأسد والبطل والمنقذ" على الفريق عبد الفتاح السيسى الذى أصبح فيما بعد "سيادة المشير الرئيس"  أن يأتى اليوم الذى يتحدث فيه أحد ، ولو على سبيل المزاح أو السخرية عن سيناريوهات لعودة جمال مبارك للحكم.

ثورة يناير وصفها كارهوها بأنها مؤامرة بسبب تغير المناخ  السياسى والاجتماعى ، ونشوء "الحالة" التى ساهمت فى تغيير ذلك المناخ وتشويه صورة الثورة فى عيون الشعب والعزف على وتر أنها سبب خراب البلد ، مع أنه كان خرابا متعمدا إلى حد كبير ، وهذه حقيقة لاينكرها إلا  راغب فى إنكار واقعا عاشه عشناه جميعا  ،أو راغب فى إنكار "الطرف الثالث أو اللهو الخفى" ، الذى سيطر على المشهد السياسى طوال العامين التاليين للثورة ،  خاصة وأن وصف 25 يناير بـ "المؤامرة" ما كان يمكن أن يتقبله أحد أو يرضى بسماعه أحد لولا إفشال الثورة وتشويهها عن طريق ذلك اللهو الخفى .

تغير المناخ السياسى وعلاقته بـ "حواديت مبارك الابن الأخيرة "  فرضية تطرح نفسها بقوة ولكنها تحتاج أبحاث وقراءات متأنية للتأكد من صحتها من عدمه  ، وبرغم أنها مازالت فى طور الفرضية، إلا أنها فرضية لها مدلولات سياسية فى منتهى الأهمية ، خاصة وأن صحف وفضائيات تعاملت معها على أنها ليست مزحة ، وحذرت من أنها تأتى فى سياق مؤامرة ضد الرئيس السيسى وضد مصر كلها .

 

حديث كثيرين فى السر والعلن خلال الأيام الماضية عن مدى إمكانية ترشح جمال مبارك للرئاسة ، يكون له مدلولا خطيرا ، إذا ما كان بداية لنشوء "الحالة" ، أى الحالة التى تعد شرطا لازما لتغير المناخ السياسى بشأن شخصية ما أو فكرة ما أو قضية ما ، خاصة وأن ذلك الحديث جاء تاليا لتقارير تحدثت عن ضغوط خارجية لمنع ترشح السيسى لولاية ثانية ، كما جاء تاليا لمبادرة جمع 40 مليون توقيع لترشيح السيسى ولتعديل الدستور لتكون الولاية 8 سنوات بدلا من 4 سنوات! 

كل الأحاديث عن جمال مبارك على مدار الأيام الأخيرة  لم يكن أحد يتوقع إثارة أى أحد لها من جديد ، خاصة بعد مجىء البطل والمقذ والمخلص والقائد الضرورة ، وكلها أوصاف ارتبطت وأطلقت على الرئيس السيسى قبل وبعد فوزه بالرئاسة ، فى انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة بحسب التوصيف الرسمى لها ، وهى النتخابات التى حصل فيها الرئيس على أكثر من 96% ، ورقص فيها المصريون رجالا ونساءا  بالطبل البلدى ليل نهار ، على مدار ثلاثة أيام هى عمر فتر التصويت الشعبى فيها .

وبقياس هذا على ذاك ، يمكن تفهم أسباب حدوث ما كان مستبعدا ، وهو عودة الحديث عن ترشح جمال مبارك ، برغم أنه محروم من الترشح بنص تعديل قانونى تم فى 2014 ، حال دون من أدين فى قضية مخلة بالشرف ، والترشح فى أى انتخابات ، حتى ولو رد إليه اعتباره !

عودة الحديث عن جمال الابن كخيارسياسى ، لايمكن وصفها بأنها مخطط إخوانى "صرف"، والواقع المعاش شاهد على ذلك ، فالرجل يطرح إسمه مواطنون ليس لهم انتماءات لتنظيمات الإسلام السياسى ، ولحديثهم هذا مغزى ومدلول سياسى كبيرين ، حتى ولو كان عددهم لايتجاوز عدد أصابع اليدين ، فالعبرة هنا ليست بالعدد ، وإنما ببوادر تغير المناخ ، الذى يجعل ما كان مستحيلا أمرا ممكنا ، وما كان مستبعدا أمرا محتملا وواردا ، حتى ولو كان ذلك فى دائرة الحلم فقط .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.