رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 17 مايو 2024 4:55 ص توقيت القاهرة

عظماء التاريخ

عظماء التاريخ
العظماء لايموتون أبداً، لأنه بدأت حياتهم وأنتهت، وقد نقشت قصة حياتهم علي صفحات التاريخ، لتخلد دائما قصة مجدهم....
طومان باي - آخر سلاطين المماليك
بقلم.... مصطفي حسن محمد سليم
الأشرف أبو النصر طومان باي آخر سلاطين المماليك الشراكسة في مصر، وهو السابع والأربعون من سلاطين الترك بالديار المصرية، وهو الحادي والعشرون من السلاطين الشراكسة،  وهو السلطان الوحيد الذي شنق علي باب زويلة،  الميلاد 1476، حلب، سوريا ، الوفاة 15 أبريل 1517، القاهرة (حكم 25 رجب 922ھ = 24 اغسطس 1516 -21 ربيع الاول 923ھ = 15 إبريل 1517)  تسلم الحكم بعد مقتل عمه السلطان الغوري بموقعة مرج دابق عام 922 ھجري /1516 ميلادي بعد أن عينه نائباً له قبل خروجه لقتال العثمانين،  وبعد مقتل الغوري أجمع الأمراء علي اختياره سلطاناً لمصر،  وقد أمتنع طومان باي عن قبوله منصب السلطنة في بداية الأمر بحجة ضعف الموقف العام وتشتت قلوب الأمراء وحصول فتنة من قبل بعض المماليك حيث كان خان الخليلي قد نهب وقتل جميع التجار بحجة أصولهم العثمانية، لكنه عاد بعد إلحاح وبعد أن أقسم العلماء علي المصحف بالسمع والطاعة وعدم الخيانة وقد حضر البيعة يعقوب المستمسك بالله الخليفة المعزول وذلك لوجود ابنه الخليفة العباسي المتوكل علي الله الثالث أسيراً بأيدي العثمانين بحلب وقد حرص طومان باي علي إشاعة الأمن في القاهرة وكبح جماح المماليك فأمر " بأن ينادي في القاهرة بالأمان والأطمئنان والبيع والشراء،  وبأن يعلقوا علي كل دكان قنديلا من المغرب،  وأن لامملوكا ولاغلاما ولاعبدا يخرج من بعد العشاء ومعه سلاح فضج الناس له بالدعاء وفي ربيع الآخر سنة 922 عندما خرج السلطان الغوري إلي الشام لملاقاة السلطان سليم الأول العثماني خلع عليه وعينه نائب الغيبة في القاهرة إلي أن يحضر وقد ظل كذلك إلي أن أختير سلطانا علي مصر عقب مصرع الغوري في مرج دابق ومن اعماله أثناء سلطنة الغوري إخماد فتن المماليك في شوال 910، وإخماد فتن العربان في 27 محرم سنة 916 وعند عودة أمراء المماليك إلي مصر من مرج دابق وقع اختيارهم علي طومان باي ليخلف الغوري ولكنه رفض في البداية حتي أستعان المماليك بالشيخ ابو السعود الجارحي لإقناعه فأحضر الشيخ مصحفا وحلف الأمراء بأنهم إذا سلطنوه لايخونوه ولايغدرون به، وسوف يرضون بقوله وفعله،  فأقسموا علي ذلك، فدقت البشائر بالقلعة ونودي باسمه في القاهرة وارتفعت الأصوات بالدعاء له وخطب باسمه علي منابر مصر والقاهرة وكان ذلك في شهر رمضان سنة 920 ھ وقد وصلت الأخبار إلي القاهرة باستيلاء العثمانين علي الشام وتوجههم صوب غزة فاعلن طومان باي النفير ، ودعا الشعب كله للمشاركة وقد هزم المماليك هزيمة نكراء واستولت الجنود العثمانية علي الخيل والجمال والأسلحة بعد موقعة غزة بأيام قليلة وصل وفد من السلطان سليم من خمسة عشر رجلا إلي القاهرة يحملون كتابا إلي طومانباي وقد جنح طومان باي إلي السلام ورأي أن يوافق علي مطالب سليم حقنا لدماء المسلمين لكن الأمير علان الدودار الكبير قام بقتل الوفد العثماني وأعلن عزمه علي القتال بقوله "رأيي أن نقاتل عن بلادنا وحريمنا وأرزاقنا أو نقتل عن آخرنا" وشرع طومان باي في تنظيم جيشه ولكن خيانة جان بردي الغزالي كانت سبب رئيسي في خسارة المعركة وعندما أدرك طومان باي ذلك أمتنعوا عن قتله خوفا من افتتان الجنود في المعركة وكانت الخسائر فادحة من الطرفين إلا أن الهزيمة كانت من نصيب طومان باي ودخل العثمانيون القاهرة يوم الجمعة 30 من ذي الحجة سنة 922 ھ الموافق 23 يناير 1517 م في موكب حاشد ثم بعد ذلك قاد طومان باي المقاومة الشعبية في نحو سبعة آلاف فارس وصارت بينهم وبين العثمانين معارك في شوارع القاهرة وتم هزيمته وعاد العثمانيون سيطرتهم علي القاهرة ثم بعد ذلك جمع طومان باي ألفين من فرسان المماليك وسبعة آلاف من العربان بالقرب من أطفيح،  والتقوا بالعثمانين جنوبي الجيزة في معركة كبيرة ابادوا القوة العثمانية عن آخرها وما أن بلغ السلطان سليم نبأ الهزيمة قرر مهادنة طومان باي وأرسل له كتاب بالأمان وأن يبقيه علي بلاده إلي أن يموت علي أن يجعل الخطبة والسكة باسمه وافق طومان باي علي الصلح،  ولكن أمراءه لم يثقوا بوعود السلطان سليم وغلبوا طومان باي علي رأيه وذبحوا الوفد العثماني وفي موقعة وردان قسم العثمانيون قوتهم إلي أربع فرق علي أن يطبقوا علي قوات طومان باي من جميع الجهات فلجأ طومان باي إلي حسن بن مرعي وابن عمه الذين أقسموا له علي الولاء، إلا أن حسن بن مرعي خانه فدل عليه فقبض العثمانيون عليه وقادوه إلي السلطان سليم بعد القبض عليه حملوه في الأصفاد إلي معسكر السلطان سليم بإمبابة،  وأعجب السلطان سليم به عند مقابلته وقال لجلسائه " والله مثل هذا الرجل لايقتل ولكن أخروه في الترسيم حتي ننظر في أمره " وأراد أن يأخذه معه إلي أسطنبول غير أن خاير بك والغزالي خشيا علي أنفسهما من بقاء طومان باي حيا فألحا علي السلطان سليم بقتله لأن حكم العثمانين في هذه البلاد سيظل محفوفا بالمخاطر ماعاش طومان باي فاقتنع السلطان سليم بقولهم وفي يوم الاثنين 21 ربيع الأول سنة 923 ھ الموافق 23 أبريل 1517م أمر السلطان سليم بأن يعبروا بطومان باي إلي القاهرة،  فعبروا به إلي بولاق وشقوا به إلي القاهرة حتي وصلوا إلي باب زويلة،  ورأي طومان باي الحبال فعلم أنه مشنوق فتشهد وقرا الفاتحة ثلاثا،  وشنق أمام الناس،  وضج الناس عليه بالبكاء والعويل،  وبقي مصلوبا ثلاثة أيام ثم أنزل ودفن خلف مدرسة الغوري،  وبموت طومان باي انتهت دولة المماليك وسقطت الخلافة العباسية.
تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.